الإثنين 29/أبريل/2024

أبو ارشيد: نتحرك بالكونغرس كأمريكيين نرفض الانحياز الأعمى لـإسرائيل

أبو ارشيد: نتحرك بالكونغرس كأمريكيين نرفض الانحياز الأعمى لـإسرائيل

قال أسامة أبو ارشيد المسؤول السياسي الوطني للمؤسسة الأمريكية-الإسلامية لفلسطين، ومدير مكتب واشنطن، وأحد القائمين على فعاليات يوم العمل لفلسطين بالكونغرس الأمريكي، إن هدف تلك الفعاليات هو إعلام المسؤولين أن هناك صوتا أمريكيا يرفض الانحياز الأعمى لـ”إسرائيل”.

وأشار في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، إلى أن مثل هذه اللقاءات تمثل فرصا تثقيفية لكثير من المسؤولين، خصوصا في الكونغرس؛ حيث لا يعرف كثير منهم الحقائق على الأرض في فلسطين المحتلة ووحشية الاحتلال “الإسرائيلي”.

وأضح أن هذا العام يعد الثالث الذي يتم فيه القيام بفعالية التوعية بفلسطين في العاصمة واشنطن، وتحديدا في الكونغرس الأمريكي، مشيرا إلى حصر أجندة العام الحالي في ثلاث قضايا وهي: المستوطنات، الحديث عن نية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وملف حقوق الإنسان الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني. 

نص المقابلة:

* ما المنطلق الذي تعتمدون عليه في ترتيب فعاليات توعوية بالقضية الفلسطينية داخل الولايات المتحدة وخاصة الكونغرس؟
في ترتيب مثل هذه الفعاليات، فإننا ننطلق من أننا مواطنون أمريكيون، لهم حقوق مثل ما أن عليهم واجبات، ومن حق أي مواطن أمريكي أن يناشد ويضغط على مسؤوليه المنتخبين بأن يتبنوا سياسات معينة، أو أن يرفضوا سياسات معينة، أو يقاربوا قضايا معينة بطريقة أكثر عدلا واتزانا.

* هل ثمة غياب للرواية الفلسطينية عن المسؤولين الأمريكيين؟
للأسف، الغالب الأعظم من المسؤولين الأمريكيين يتبنون الموقف “الإسرائيلي” بشكل شبه كلي، وهم يقدمون إرضاء الناخب والمال اليهودي الأمريكي، وحلفاءهما، على الحقيقة والعدل، بل وحتى المصالح الاستراتيجية الأمريكية.

* ما الهدف من هذه اللقاءات والفعاليات؟
نهدف من وراء مثل هذه الفعاليات إلى: أولا، أن نُعْلِمَ هؤلاء المسؤولين أن ثمة صوتا أمريكيا آخر يرفض مثل هذا الانحياز الأعمى، وبأننا سنوظف أصواتنا وأموالنا بناء على قربهم وابتعادهم عن قيم العدل والحرية والمساواة للجميع، فضلا عن المصالح الأمريكية الحقيقية. ثانيا، نحن نعدّ هذه فرصا تثقيفية لكثير من المسؤولين، خصوصا في الكونغرس، والذين كثير منهم لا يعرف الحقائق على الأرض في فلسطين المحتلة ووحشية الاحتلال “الإسرائيلي”، وبالتالي تراهم يصوتون من زاوية مصالحهم الانتخابية الضيقة، وبناء على جهلهم في كثير من الأحيان بحقيقة المعطيات. ثالثا، مثل هذه الفعاليات تساهم في خلق جيل جديد، مسلمين، مسيحيين، ويهودا، رافض للاحتلال والظلم الواقع بحق الفلسطينيين، وبالتالي تفعيل مشاركتهم الانتخابية والمدنية لإحداث تغيير في تركيبة الذهنية النمطية السائدة بأن أنصار فلسطين لا يصوتون ولا ينخرطون في الجهد، ومن هؤلاء، للأسف، جالياتنا الفلسطينية والعربية والمسلمة.

* كيف يمكن أن تساهم في تعزيز الرواية الفلسطينية أمام الرواية الإسرائيلية التي يروج لها اللوبي الصهيوني؟
الطريقة التي نعمل بها هنا، وهذه هي السنة الثالثة التي نقوم بها بيوم للتوعية بفلسطين في العاصمة واشنطن، وتحديدا في الكونغرس الأمريكي، أننا نعد أجندة محددة، حصرناها هذا العام في ثلاثة، وهي: المستوطنات، الحديث عن نية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وملف حقوق الإنسان الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني. نعد خلفية قانونية وإنسانية وتاريخية وحقوقية عن كل موضوع، ونوضح كيف تقارب القوانين الدولية والقوانين الأمريكية هذه القضايا، ثم نوضح مدى اقتراب السياسة الأمريكية ومدى ابتعادها عن هذه القوانين والمواقف المعلنة، ونشير إلى تعارضها مع القيم الأمريكية التي تشدد على الحرية والعدالة والمساواة للجميع، ومدى تداعياتها السلبية على المصالح الاستراتيجية الأمريكية، والأمن القومي الأمريكي.

* وما الطريقة التي تطرح بها رؤيتكم؟
حتى أكون واضحا، فنحن نطرح قضايانا من داخل منظومة القيم الأمريكية والأمن والمصالح القومية الأمريكية، لأننا نفهم أن عملنا في أمريكا وليس في الشرق، وبأننا لن نكون مؤثرين إلا إذا تكلمنا ضمن سياق أمريكي وكأمريكيين.


نحن هنا لسنا في وارد تحرير فلسطين أو حتى قلب الموقف الأمريكي منها رأسا على عقب، هذا مستحيل، على الأقل في المدى المنظور. ولذلك هدفنا محصور بالحد من الانحياز الأمريكي لإسرائيل ومحاسبتها على خرق القيم والقوانين الدولية والأمريكية، ورهن أي مساعدات لها بإنهاء احتلالها للأراضي التي تعدّها القوانين الأمريكية والدولية أراض فلسطينية محتلة في كامل تراب عام 1967 ووقف أي انتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني، وإنهاء التمييز العنصري والديني ضد مواطنيها ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية، فضلا عن محاسبة كل المؤسسات الصهيونية الأمريكية التي تخرق القوانين الأمريكية، مثل تلك التي تدعم المستوطنات في الضفة الغربية وشرقي القدس، على أساس أنها أراض محتلة. وفي هذا السياق، فنحن في تحركنا السياسي أمريكيا نفرق بين الموقف والقناعة بحقنا الفلسطيني كاملا غير منقوص، وبين السياسة العامة. بمعنى أننا لا نتنازل عن حقوقنا وروايتنا ولكننا في عملنا السياسي ننطلق من أرضية الممكن، ومرة أخرى أذكر أننا نتحرك كمواطنين أمريكيين، وليس كمواطنين فلسطينيين، بغير ذلك لن يكون لنا أثر هنا، ولن نتمكن من خدمة قضية فلسطين أبدا. ساحات الصراع الفلسطيني لتحقيق العدل والحرية والكرامة متعددة، وساحتنا هي أمريكا وليس غيرها، ونحن حريصون على عدم الارتباط بأي جهات خارجية أو الخضوع لأي أجندة خارجية.
 
* ما أهم النتائج التي تمخض عنها اليوم الفلسطيني بالكونغرس؟
بالإضافة إلى الملفات الثلاث التي أشرت إليها سابقا فقد تطرقنا، في لقاءاتنا مع مسؤولين في الخارجية الأمريكية أو مكاتب أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ، إلى موضوع الحصار على قطاع غزة وإضراب الأسرى. وقد وعدنا بعض المسؤولين في الخارجية بأن يتواصلوا معنا مرة أخرى في محاولة لإيجاد آلية أمريكية تسمح لنا؛ للمنظمات الخيرية الأمريكية، بإرسال مساعدات إنسانية وطبية للقطاع المحاصر. حاولنا الضغط بأن هذا لا يكفي، وبأنه ينبغي رفع الحصار كليا، ولكنهم تعللوا أن “إسرائيل” ومصر، وهما الدولتان المحاصرتان للقطاع، دولتان ذاتا سيادة، وهما مدعومتان في هذا الأمر من السلطة الفلسطينية. وكان ردّنا بأن هذه الأطراف الثلاثة لا يمكن لها أن تخالف الرغبة الأمريكية، على أساس أنهم يتلقون مساعدات أمريكية، ولكنهم أصروا على موقفهم. نحن طالبناهم بتفعيل ما يعرف بـ”قانون ليهي” والذي يربط أي مساعدات أمريكية خارجية باحترام المتلقين لحقوق الإنسان وعدم استخدام أي مساعدات، مدنية أو عسكرية، في احتلال أو خرق القوانين الدولية، وقد وعدونا بذلك، ولكننا لا نتوقع الكثير في هذا السياق. 

* كيف وجدتم التفاعل الأمريكي (شعبيا ورسميا) مع اليوم الفلسطيني؟
شارك معنا في نشاطنا هذا أكثر من 75 شخصا لهذا العام، أكثر من 98% منهم من الشباب، وحضر معنا ما يقارب 10% من اليهود والمسيحيين للمطالبة بسياسة أكثر اتزانا نحو القضية الفلسطينية. المسؤولون المنتخبون سمعوا رسالتنا، ويعرفون الآن بأننا نبني قدرات جاليتنا، مع حلفائنا، للعب دور مؤثر في أي انتخابات مستقبلية، وفلسطين ستكون ضمن حساباتنا. هذا عمل تراكمي ويحتاج إلى تخطيط واع وصبر وأناة. 

* ما الآليات والوسائل التي تستخدمونها لنشر الرواية الفلسطينية؟
نحن نقدم مواد تعليمية وتثقيفية عن الرواية الفلسطينية والحق الفلسطيني، كما أننا منخرطون بقوة في العمل في الجامعات وإلقاء المحاضرات وإقامة الورشات والندوات في الكنائس، بل وحتى بعض الكنس اليهودية المعتدلة، ولنا حلفاء كثر بين كل مكونات المجتمع الأمريكي، من يهود، مسيحيين، هندوس، بوذيين، وبين الأمريكيين السود واللاتينيين والأمريكيين الأصليين.. هذا عمل طويل، وسنستمر فيه، وبإذن الله سيأتي أكله يوما قريبا. استطلاعات الرأي تشير إلى أن مواليد ما بعد عام 1981 من الأمريكيين، بمن فيهم اليهود، هم أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين، ولا شك أن عملنا يساهم في ذلك، ونرى ذلك في تنامي حركة المقاطعة لإسرائيل أمريكيا، اقتصاديا واستثماريا وتعليميا، وهو ما دفع “إسرائيل” إلى الضغط على الولايات الأمريكية والحكومة الفدرالية لتشريع قوانين، غير دستورية، تجرم حركة المقاطعة لها. وما يستفز “إسرائيل” أن أغلب الجهات المنخرطة في مقاطعتها هي مجالس كنائس أمريكية كبرى، وجامعات مرموقة، واتحادات مدرسي جامعات، وطلاب، وكثير منهم يهود أيضا. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات