الأحد 05/مايو/2024

مشعل: حماس ليست تحت الطلب و4 محددات في العلاقة مع مصر

أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” أن الوثيقة السياسية التي أطلقتها الحركة جاءت منسجمة مع استراتيجيتها المعلنة، مشددًا أن حركته طرحت الشراكة مع فتح والفصائل لا أن تكون بديلا عنها، فيما أشار إلى التزام حركته بأربعة محددات في العلاقة مع مصر ساهمت في تخفيف حدة الأزمة معها.

وقال مشعل في مقابلة، مساء اليوم الثلاثاء مع تلفزيون العربي: “تطور حماس وتطوير خطابها وما تقدمه من لغة منطقية ومنفتحة وتكيف مع ظروف شعبنا، كل ذلك منسجم مع الاستراتيجية التي نعلنها صباح مساء”، نافيا وجود تماهٍ في هذا التطوير مع تجربة حركة “فتح” في تعديل مواقفها وتغيير سياساتها، مشيرًا إلى أنها ذهبت إلى التكتيك على حساب الاستراتيجية، وناقضتها ثم تزاوجتها.

وشدد مشعل على أن هذه الوثيقة ليست تحولا استراتيجيا؛ إنما تعبير عن التطور الطبيعي في فكر حماس السياسي وأدائها السياسي خلال السنوات الماضية.

وقال: “الحركات الحية هي التي تتطور وتتقدم للأمام. قدمنا نموذجا للتطور والتقدم دون الانسلاخ عن الثوابت وأصل المشروع”.

وشدد على أن الوثيقة السياسية التي أطلقت يوم أمس جاءت لتعبر عن هوية حماس ورؤيتها، وليس نتيجة أية ضغوط من أي جهة؛ “فحماس ليست تحت الطلب”، لافتا إلى وحدة موقف الحركة منها، وهو ما بدا من خلال الحضور القيادي في مؤتمر إطلاقها بين الدوحة وغزة.

وأكد وحدة الخطاب الإعلامي لحماس سواء داخل صفها، حيث سيجرى تدريس الوثيقة لقواعدها، وكذلك الخطاب الخارجي حيث ترجمت الوثيقة باللغة الإنجليزية بالبنود نفسها دون تغيير.

لا اعتراف بـ”إسرائيل”
ونفى أن يكون البند 20 في الوثيقة (المتعلق بقبول دولة على حدود 1967 دونتنازل عن أيّ جزء من أرض فلسطين)، جديدا، فقد كان في أطروحات حماسمنذ عام 2005، وكان منصوصا عليه في اتفاق القاهرة، ثم في وثيقة الوفاقالوطني 2006، وفي مجمل الاتفاقات والحوارات مع الفصائل في الدوحة وإعلانالشاطئ، وهو تعبير عن مرونة حماس من أجل تسهيل التوافق الوطني على برنامج سياسيمشترك.

وشدد على رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني، لافتا إلى أن الوثيقة نصت على ذلك بشكل صريح.

ونفى الاتهامات لحماس أنها تسعى أن تكون بديلا عن فتح أو المنظمة، قائلاً: “حماس لا تسعى أن نكون بديلا إنما شريكا، شركاء في المسؤوليةوالتضحية والقرار والمسؤولية. هذه (الاتهامات) مجرد إلقاء الكرة في مرمانا”.

وبشأنالتفاوض مع الكيان الصهيوني، قال: “التفاوض مع العدو ليس ثابتا، إنما سياسةالتفاوض له قواعده، وإجراء التفاوض في غير وقته وحين لا تنضج الظروف يصبحعبثيا كما هو الحال اليوم؛ حيث تستغله إسرائيل غطاء للعدوان وسرقةالأراضي واستنزاف الموقف الفلسطيني والعربي”.

وفيما يتعلق بعدم ذكر الارتباط بجماعة الإخوان في الوثيقة، قال “نعمل منذ عام 1987 تحت حركة “حماس”، فكرنا ضمن المدرسة الإخوانية، وهي مدرسة الاعتدال والوسطية، وهذا كان وما زال”، مشددًا على أن “حماس” تنظيم فلسطيني مستقل.

العلاقة مع مصر
وأكد وجود تحسن في العلاقات مع مصر متأملا أن يتطور، وقال: “نحن حريصون على العلاقة الجيدة مع مصر بحكم الجوار ومكانة مصر كأكبر دولة عربية، ولنا تاريخ مشترك. ليس فقط بهذه الوثيقة نحسن العلاقة”.

وأضاف “نطور العلاقة من خلال فك الأزمات، ما يجرى في مصر شأن مصري داخلي. لا نتدخل في شؤون الآخرين، ولا نمس الأمن القومي المصري، بل حريصون عليه”، مشيرا إلى أنه كان هناك حوار شفاف مع مصر، وكان موقفنا واضحا، قلنا لهم: إن حماس لا تتدخل في الشأن المصري، وحماس تضبط الحدود بين غزة وسيناء، ولا نسمح لأحد باستهداف الأمن المصري انطلاقا من غزة، ولا نسمح بأن تكون غزة مأمن من يهدد الأمن القومي لمصر”.

وشدد على أن “هذه هي المحددات الأربعة للعلاقة مع مصر، وهي مرضية لهم أيضا. صحيح أن هناك بعض التباينات في بعض الأمور”.

وحول العلاقة مع السعودية، قال إنها “جيدة، ونأمل أن تكون أفضل”، مضيفا “السعودية دولة مهمة، وحريصون على العلاقة معها”.

حصار غزة
وأشار إلى معاناة أهالي غزة جراء الحصار وتنكر حكومة الحمدالله لالتزاماتها، قائلاً: “أهل في غزة يتألمون من المعاناة جراء الحصار ومعاقبتهم في الكهرباء والمعابر وعدم تحمل حكومة الحمد الله مسؤولياتها”.

وردًّا على سؤال يتعلق بتصريحات لوزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان، ربط فيها بين كسر حصار غزة ووقف الأنفاق، وزعم فيها أن الحركة تأخذ أهل غزة رهائن، قال مشعل: “أن ينصحنا آخرون في العالم نتقبل، لكن هذا (ليبرمان) عدونا يتهم حماس، هذه تهمة فرية؛ أتينا عبر صناديق الاقتراع، الاحتلال هو من يختطف كل شعبنا، نصف شعبنا تحت الاحتلال، ونصفه الآخر مبعد خارج وطنه”.

وأشار إلى ما يعانيه أهل غزة جراء سياسة الحصار والعدوان الصهيوني، كما نبه إلى ما تعانيه الضفة الغربية من احتلال واستيطان وسرقة أراضٍ وحرق الأطفال كما حصل مع دوابشة وأبو خضير والاعتداء على المقدسات، رغم عدم وجود صواريخ وأنفاق فيها.

مستقبل “حماس”
وعبر مشعل عن فخره بديمقراطية حماس، وقال: “إنها تقدم نماذج راقية في أشياء كثيرة؛ المقاومة بين الانفتاح والأصالة والديمقراطية الداخلية”.

وأضاف “بعد أيام تقدم (حماس) نموذجا كيف تغير قيادتها الأولى بطريقة ديمقراطية دون غضب، هذا نموذج نفتخر به”، لافتا إلى أن الصعوبات واكبت الحركة منذ انطلاقتها؛ فهي تعمل في ظروف صعبة، ودومًا تتكيف معها وتطوّعها لصالح شعبنا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات