عاجل

السبت 04/مايو/2024

القيادي المحرر حنيني: الاحتلال أضعف من كسر إرادة الأسرى

القيادي المحرر حنيني: الاحتلال أضعف من كسر إرادة الأسرى

قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الأسير المحرر عبد الحكيم حنيني، إن “الاحتلال والسجان الصهيوني أضعف بكثير من أن يكسر إرادة الأسرى الثابتين في السجون، أو إرادة المقاوم الذي يبذل كل جهده من أجل عقد صفقة وفاء الأحرار الثانية إن شاء الله”.

وأضاف حنيني في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام”: “لقد جرب الاحتلال أسلوب الضغط على الأسرى من أجل تعجيل إنجاز صفقة ضعيفة بأي ثمن، وفشلت محاولاته سابقا، وعاد يمارس نفس الأسلوب ونفس التكتيك، وأنا أؤكد أنه كما واجهنا هذا الأسلوب بقوة وبصلابة قبل الصفقة الأولى، فإن الأسرى سيواجهونه مرة ثانية، ولن تنكسر إرادتهم، وسيتحدّون إجراءات المحتل بثبات وإيمان”.

الاغتيالات تشعل جذوة المقاومة
وأوضح القيادي في حركة حماس أن الاحتلال أراد من اغتيال القائد القسامي مازن فقها أن يوصل رسالة لكل الأسرى المحررين أولا ثم إلى قيادة حماس بأن من يقوم بأعمال المقاومة ومن يحاول أن ينظمها في ضفة العياش مصيره كمصير مازن.. لكننا نقول له: “خسئت وخسرت، فأنت عندما تغتال أحد قياداتنا وأبطالنا، صحيح أننا نفقده في هذه الحياة، لكن إيماننا وعقيدتنا أن شهداءنا أحياء يتمتعون في الفردوس، ودماءهم ستعبد طريق التحرير، وإن استطعت تغييب أحدنا فاعلم أن في الشعب الفلسطيني المئات والآلاف مثل مازن”.

الاحتلال أراد من اغتيال القائد القسامي مازن فقها أن يوصل رسالة لكل الأسرى المحررين أولا ثم إلى قيادة حماس بأن من يقوم بأعمال المقاومة ومن يحاول أن ينظمها في ضفة العياش مصيره كمصير مازن

وأكد حنيني أنه “لا يمكن لهذا العدو أن يوقف المقاومة، أو أن يوقف زحفنا نحو حقوقنا وتحرير أرضنا، لا يمكن له أن يوقف هذا المسير، وقد جرب هذا الأسلوب منذ بدايات المقاومة؛ اغتال القادة والمؤسسين، والقيادات التاريخية لكل فصائل العمل الوطني، وما وقفت هذه المقاومة، بل على العكس، مضت المسيرة بشكل أقوى”.

وحول انتفاضة القدس، أشار القيادي في حركة حماس أنها مثل أي انتفاضة فلسطينية، يصيبها المد والجزر حسب الأحداث والإمكانات،  لكن جذوتها لا تنطفئ، وستبقى هناك هزات ارتدادية مستمرة لها، وتحمل كل فترة موجة جديدة حتى يكنس المحتل، مؤكدا أن شباب الانتفاضة سيواصلون ابتداع الأساليب الممكنة كافة لمقاومة المحتل.

ووجه القيادي الفلسطيني، وهو أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، رسالته إلى الجيل الشاب الذي تميز بالعمليات الفردية النوعية، قائلا: “أيها الشباب.. امضوا على بركة الله حتى تدحر المحتل.. أيها الشباب لا تقنطوا ولا تيأسوا مما ترون على أرض الواقع من خيانات وبيع للأوطان والذمم.. استمروا وقاوموا المحتل فأنتم الأمل.. فعليكم تبني الأمة آمالها في التحرر”.

كتلة النجاح.. غرس المنصور
وفي سياق آخر، قال حنيني – الذي حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية مؤخرا – إن مشاركة الكتلة الإسلامية في انتخابات مجلس طلبة جامعة النجاح الوطنية بعد سنوات من التغييب الذي سببته أجهزة الاحتلال وأمن السلطة “دلالة قوية على حيوية أبناء هذه الكتلة، وتجذر وصمود أبنائها رغم القهر والسجن والاعتقال والملاحقة”.

أملنا أن تعيد الكتلة الإسلامية الشعلة لجامعة النجاح، لتكون عنوانا للمقاومة وطرد المحتل

وقال في حق شبابها: “هؤلاء الشباب هم أمل الأمة، أملنا دائما في جامعاتنا التي خرجت أمثال الشهيد جمال منصور والشهيد يحيى عياش والأسرى الأبطال عبد الناصر عيسى ومعاذ بلال وكل أبطالنا الذين خرجوا من قلب جامعاتنا، أملنا أن تعيد الكتلة الإسلامية الشعلة لجامعة النجاح، لتكون عنوانا للمقاومة وطرد المحتل”.

وفي وصيته لطلبة الجامعة، دعا حنيني إلى اختيار الأفضل، “المخلصين لخدمتكم، وأنتم تعلمون من الذي يسهر على راحتكم، من الذي يخدمكم بإخلاص ويدفعكم نحو العلم والتعلم والإنجاز، من الذي يريد الخير لكم ولهذه الجامعة وأهلها وأهل جبل النار”.

 كما نادى الطلاب والطالبات “للوقوف صفا واحدا في وجه التنسيق الأمني، وفي وجه الاعتداء على الطلاب عبر الاعتقال السياسي والملاحقة والتهديد، والعمل لكف أيدي الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن العبث في جامعاتنا وأبنائنا”.

السجن مدرسة
في صفقة وفاء الأحرار، أبعد الاحتلال الصهيوني القيادي حنيني إلى خارج فلسطين، وكان هذا الإبعاد محطة جديدة من محطات المعاناة التي حولها إلى منحة. وفي عتمة الغربة، اختار حنيني أن يستكمل دراساته العليا، فبعد أن تمكن من الحصول على شهادتي البكالوريوس والماجستير داخل السجون، سنحت له فرصة الحصول على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية والسياسية في ماليزيا.

في سنوات الاعتقال يتربى الأسير الفلسطيني ويتعلم ويهضم المواد الثقافية والتربوية والعلمية عن حركات المقاومة

وعن ذكريات الدراسة في الأسر، يقول: “في سنوات الاعتقال يتربى الأسير الفلسطيني ويتعلم ويهضم المواد الثقافية والتربوية والعلمية عن حركات المقاومة، ويتعايش مع مبادئ هذه الحركات، فأنا كوني كنت عضوا في حماس، تعلمت وتربيت على مبادئها وعلى أفكارها وعلى كل هذه الأمور، لذلك اخترت موضوع بحث الدكتوراه ليكون عن حركة حماس”.

“كان من السهل عليّ أن أناقش هذه المواضيع المتعلقة بحماس أيضا بعد تحرري، وقربي من قادة الحركة أعطاني فرصة مميزة للاطلاع على مبادئهم وتفكيرهم وطرق عملهم في العلاقات الدولية، وقضيت 5 فصول في هذه الرسالة إلى أن تمت بفضل الله، وكان من أبرز خلاصاتها: دعوة قيادة حماس لبناء مؤسسات وتنشئة جيل شاب متخصص في العلاقات الدولية والسياسية”.

كواليس الدراسة في السجون
لكن: ما هي كواليس دراسة حنيني البكالوريوس والماجستير داخل السجن؟ 

يقول: “خلال سنوات السجن، كنت كباقي زملائي الأسرى، الذين حرمهم الاحتلال والسجان المجرم من استكمال تحصيلهم العلمي، لذلك أبدع الأسرى طرقًا عدة لاستكمال تحصيلهم العلمي”.

“كان من أكثر هذه الطرق إبداعا: الدخول في إضرابات مفتوحة من أجل إجبار السجان الصهيوني أن يسمح لنا باستكمال تعليمنا الجامعي، وبالفعل استطعنا أن ننجح بفرض هذه المعادلة على السجان، وثمرةً لأحد الإضرابات سمح لنا باستكمال تعليمنا الجامعي، وانتزعنا منه هذا الحق، وسمح لنا بالدراسة في الجامعة العبرية المفتوحة”.

يضيف: “ذهب العشرات من الأسرى إلى هذا الخيار، وكنت أنا واحدا منهم، وبالفعل بدأت عام 1996 أدرس بكالوريوس علوم سياسية وعلاقات دولية، كان التعليم مفتوحا بالمراسلة البريدية، وكان يسمح للمشرف من الجامعة أن يحضر للطالب مرتين أو ثلاثًا،  إحداها عند الامتحانات”.

“ومن فضل الله رغم العقوبات التي تعرضت لها من إدارة السجن من حرماني لعدة فصول إلا أنني استطعت إنهاء الدرجة الأولى في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، ولا زلت أذكر أنه عندما أردت أن أسجل للماجستير كان قد حدث أسر الجندي شاليط، وكانت الفرحة تعم كل السجون”.

في تلك اللحظات، يقول حنيني: “عندما بدأت التفكير للتسجيل للماجستير، كان كل إخواني ينصحونني ألا أسجل لأنه قد اقترب الفرج الكبير، فأصررت وصممت على التسجيل، وأيضا رغم معاقبتي لفصلين دراسيين وحرماني من الإدارة لاستكمال تعليمي إلا أني استكملت الماجستير في العلاقات الدولية وأنا داخل الأسر”.

مسيرة العلم مستمرة
كان التحدي كبيرا في داخل القيادي حنيني بعد تحرره، ليثبت للاحتلال وللسجان أنه رغم السجن والتعذيب والزنازين إلا أن أبناء هذا الشعب البطل في أول فرصة تسنح لهم لاستكمال تحصيلهم العلمي ينطلقون للأمام للحصول على الشهادات العليا واستكمال التعليم.

يقول: “بعد التحرير حاولت أن أسجل في أكثر من دولة لاستكمال تعليمي في تخصصي، إلا أنه انفتح لي أفق في الجامعة الوطنية الماليزية، ويسر الله لي مشرفا، وهو الدكتور عبد الرحيم بن أحمد، وهو أستاذ ماليزي من رجال العلم الذين أحببتهم وأحترمهم وأقدرهم”.

وقد ساهمت سنوات الاعتقال في تعزيز ما جاء في رسالة الدكتوراه التي كتبها حنيني، وأبرز مساهمة كانت هي هضم البعد المعلوماتي والثقافي في موضوع الرسالة التي أشاد بها الأساتذة أيما إشادة، كما قال.

وأعاد الفضل في توفيقه في إنجاز الدكتوراه لله أولا، ثم لرضا والديه، ومساندة زوجته، مشيرا إلى أن موضوع الرسالة وهو: “منهجية حركة حماس في العلاقات الخارجية، سوريا نموذجا  من 2000م – 2015م”، حاز على إعجاب الممتحنين بحكم أصالة الموضوع وحداثته، والربط التاريخي السلس الممتد من بداية البحث حتى نهايته.

المغتربون.. سفراء الوطن
“أما رسالتي للشباب، وأخص منهم الشباب الفلسطيني، المغترب، الذين عايشتهم جزءا من حياتي أثناء إعداد رسالة الدكتوراه: أنتم سفراء الوطن، عليكم المحافظة على أداء رسالتكم وحمل قضيتكم إلى العالم، ولا بد من الاستمرار في العمل بالإمكانيات كافة من أجل هذه القضية”.

ودعا الشباب في الخارج أيضا إلى “الإبداع والإسراع في الحصول على الشهادات الأكاديمية التي خرج الشاب وارتحلوا من وطنهم من أجل تحصيلها، ثم العودة إلى الوطن لخدمة أبناء شعبنا والمساعدة في تحرير الوطن من الاحتلال”. 

الطائفية تغرق الأمة
وفي زحم الأحداث الدائرة في المنطقة، دعا القيادي حنيني قيادة حركة حماس، إلى الحذر من المحاولات المستمرة لجرّها لتكون طرفا في هذه المعارك الخاسرة التي تستهلك كل مقدرات الأمة، والتي يخطط لها أعداء الأمة وعلى رأسهم العدو الصهيوني، لإهلاكها في التناحر والحروب الداخلية، حتى تنسي الأمة وشبابها العدو المركزي لها وهو العدو الصهيوني، وتنشغل في معارك داخلية جانبية.

الأسرى مسك الحديث
واختار حنيني أن يختم لقاءه بتوجيه التحية لأبناء الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، وخص أحبابه الأسرى في سجون الاحتلال وأهاليهم جميعا دون استثناء بكل انتماءاتهم وأطيافهم السياسية، راجيا من الله لهم حرية قريبة وفرحة كبيرة.

وأوصى الأسرى الأحرار رفاق الدرب قائلا: “الصبر الصبر، والثبات الثبات، وإن بعد العسر يسرا، إن بعد العسر يسرا، والنصر قريب لكم ولعوائلكم الكريمة، بصفقة وفاء أحرار 2، وهي قريبة بإذن الله تعالى”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات