الثلاثاء 07/مايو/2024

كتلة النجاح منهج انتصار وأمل

إبراهيم المدهون

يحسب للكتلة الإسلامية مشاركتها في انتخابات جامعة النجاح، رغم انعدام البيئة المساعدة واختلال التوازن الواضح، وعدم وقوف الإدارة على مسافة واحدة مع منافستها الشبيبة، ومع التهديدات التي تحيط بالطلاب والفاعلين من قبل العدو الاسرائيلي، والتضييق الزائد من أجهزة أمن السلطة.

فمشاركتها يعني أننا أمام نموذج حريص على إنجاح التجربة الطلابية وإعادة الروح المفقودة، وتخطي كل العقبات والمعيقات لتعزيز الديمقراطية الطلابية في الجامعات.

ولهذا خوض كتلة النجاح الانتخابات يعتبر بحد ذاته فوزا وانتصارا وتعزيزا، فما بالكم والكتلة ما زالت تفرز خيرة طلاب، وتقدم النماذج المعطاءة الغنية، ويلتف حولها الطلاب رغم محاولات الترهيب المباشرة وغير المباشرة العلنية والخفية.

كنت دوما أتابع انتخابات جامعة النجاح باهتمام كبير، وأنظر أنها مقر العمل القيادي الوطني، وأعتبر أن صوت النجاح هو المعيار الواضح للخريطة القادمة، وما تفرزه الكتلة الإسلامية من قيادات سينظر إليهم بعد ذلك كقادة وزعماء.

فتعودنا من كتلة النجاح تصدّر أبنائها المشهد وقيادة العمل الشامل الواسع، فمن لا يقف طويلا عند الشهيدين جمال منصور وجمال سليم مؤسسي وقادة العمل الكتلي في النجاح، الذين لم يكونوا مراكز عمل وقيادة على مستوى نابلس أو الضفة فقط بل الوطن والعالم العربي، ومن لا يتوق لقيس عدوان المهندس الذي ضرب نموذجا في العبقرية والجرأة، والمهندس محمد الحنبلي، وغيرهم. فكل طالب في النجاح هو قائد ورمز وبطل، وابن الكتلة فيها علم ومنارة معرفة وإقدام، فضلا عن الأسرى والمصابين والمطاردين والمبعدين.

وأبناء الكتلة لم يتميزوا فقط بالمقاومة؛ بل أبدعوا في الميادين المختلفة، فمنهم الوزراء والنواب والعلماء، ولكن ربما شعبنا فقط يحتفي ويركز على العمل المقاوم، فكتلة النجاح على مدار سنواتها عنوان نهضة الضفة ووجهها الحسن، فتراهم يبنون، يشيّدون، يكتبون، يبدعون، ينتشرون، وتعرفهم من سيماهم الوضيئة وخلقهم الرفيع ورقيّهم الملحوظ.

وللحديث عن النجاح وكتلتها وانتخاباتها لا يمكن أن نمر دون التوقف طويلا عند الشهيد مازن فقها رحمه الله، هذا الطالب المجد المجتهد الذي نشط في الكتلة، وكان فارسا من فرسانها، وأكمل مشواره بهمة وطنية عالية، فاعتقل، وأفرج عنه ولم يلقِ القلم أو البندقية حتى اغتياله في مشهد أثر على العالم كله، وما زالت تحركاته وصولاته وجولاته وكلماته وصوته وحضوره وعبقه منتشرا في كل زاوية من زوايا النجاح.

اليوم رفقاء مازن والجمالين ينتشرون في كليات النجاح، يحملون هم إعادة الاعتبار للحالة الوطنية والنقابية المتضعضعة في الضفة، يواجهون الأمن وتضييق الاحتلال والدعاية السوداء، ومحاولة التهديد والوعيد، ورغم كل ذلك إيمانهم وابتسامتهم وحرصهم على وطنهم وجامعتهم وطلابها أقوى وأعمق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات