عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

انتخابات الجامعات.. هل تعيد قاطرة الحركة الطلابية لمسارها الصحيح؟

انتخابات الجامعات.. هل تعيد قاطرة الحركة الطلابية لمسارها الصحيح؟

 
وسط زحمة الأحداث المتسارعة على الساحة الفلسطينية، يأتي موسم الانتخابات الطلابية في جامعات الضفة الغربية المحتلة، ليحتل جانبا من الاهتمام الإعلامي، ويسلط الضوء من جديد على واقع النشاط الطلابي في تلك الجامعات.

فبعد عشر سنوات من حالة الانقسام، وما صاحبها من غياب أو تغييب للحركة الطلابية، غاب التنافس واضمحلّ النشاط الطلابي إلى أدنى مستوى.

ويجمع مراقبون للشأن الطلابي وواقع الجامعات على تراجع الدور الطلابي بشكل كبير، لا سيما في السنوات الأخيرة، الأمر الذي ترك أثره البالغ على طلبة الجامعات والمجتمع الفلسطيني بأسره.

ويعزو القيادي في حركة حماس فازع صوافطة هذا التراجع إلى الواقع الأمني المعقد الذي تمر به الحركة الطلابية في الجامعات، وبشكل خاص الكتلة الإسلامية.

وقال صوافطة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنه “في السابق عندما كانت هناك أريحية في العمل الطلابي، كانت المنافسة على أشدها بين الكتل الطلابية، لا سيما بين الكتلة الإسلامية وحركة الشبيبة”.

ويضيف أن “هذا الأمر تغير منذ عشر سنوات، بعد تغييب الكتلة الإسلامية قسرا، بفعل الاعتقالات والاستدعاءات لقادتها وأفرادها، فضلا عن تماهي إدارات الجامعات مع الشبيبة، والتمييز الواضح في تعاطيها مع مطالب الكتل الطلابية لصالح الشبيبة”.

ويؤكد أن هذه العوامل انعكست على حجم المنافسة، وساهمت بتراجع الأنشطة الطلابية واقتصارها على موسم الانتخابات.

وفي جامعة النجاح بنابلس، بات طلبة الجامعة يعلمون بقرب موسم الانتخابات من خلال تكثيف الكتل الطلابية لأنشطتها بشكل لافت.
 
تدخلات خارجية
ولا يعفي صوافطة الاحتلال من دوره في التأثير على الأنشطة الطلابية من خلال اعتقالاته لطلبة الجامعات، لكنه يبين أن الاحتلال قائم منذ سنوات طويلة، ولم يتوقف يوما عن ملاحقة الطلبة، ومع ذلك كانت الكتل الطلابية تمارس نشاطاتها.

ويعدّ أن السلطة تتحمل المسؤولية الكبرى عن تراجع الحركة الطلابية، من خلال  ممارسات أجهزتها ومتابعتها الحثيثة لأنشطة الكتل، وتدخلها السافر في عمل مجالس الطلبة وعمل إدارات الجامعات.

ولفت إلى أن غياب روح المنافسة، أدى لتركيز الأنشطة الطلابية على جوانب صغيرة، واستفراد إدارة الجامعات بإدارة دفة الأمور في الجامعات.

ويظهر تراجع الدور الطلابي بشكل واضح في تراجع الأنشطة التي من شأنها زيادة وعي الطلبة تجاه القضية والوطن والشعب، لتحل محلها مهرجانات الرقص والغناء والترفيه.

ويرى صوافطة في ذلك سياسة ممنهجة هدفها تغييب الوعي الوطني لدى الطلبة الذين هم قادة المستقبل، فقد كانت الجامعات على الدوام تخرّج القادة والمقاومين والمناضلين من مختلف التوجهات السياسية.

ويقول أن الإدارات ينبغي لها أن توازن في تعاطيها مع الكتل، وأن لا تسمح بالتدخلات من خارج أسوار الجامعات والتي جعلت من سطوة أجهزة السلطة داخل الجامعات أقوى من سطوة إداراتها.
كما يطالب الكتل الطلابية بالتركيز على الأنشطة التي تزيد من وعي الطلبة وطنيا ودينيا.
 
جذور المشكلة
ويتفق الناشط الطلابي السابق ومدير مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” عمر رحال، مع صوافطة في وجود تراجع كبير بدور الحركة الطلابية، بعد أن كانت الرافد الأساسي للحركة الوطنية.

وأرجع رحال في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” جذور المشكلة إلى سنوات التسعينات، بعد توقيع اتفاق أوسلو وقيام السلطة، وما رافق ذلك من التحاق أعداد كبيرة من طلبة الجامعات بصفوف أجهزة السلطة، الأمنية منها والمدنية.

ويشير رحال الذي عاصر الحياة الطلابية منذ بدايات التسعينات، إلى أن الجامعات كانت قبل أوسلو ساحات للفكر والنقاش وتلاقح الأفكار والتعدد السياسي، وساهم بذلك وجود أعداد كبيرة من الأسرى المحررين بين الطلبة، ما أنتج طلابا على قدر كبير من الثقافة والوعي الوطني.

ويقارن رحال بين مستوى الوعي الثقافي والوطني لدى الجيل القديم والجيل الجديد من طلبة الجامعات، ويبدي أسفه لأن طلبة الجيل الجديد يجهلون أبسط الأمور في تاريخ قضيتهم.

وهو يحمّل إدارات الجامعات جانبا من المسؤولية عن الحالة التي وصلت إليها الحركة الطلابية، نتيجة تغولها على الكتل الطلابية وتدجينها عبر سلسلة من الإجراءات والتدخل في أنشطتها.

ويعدّ أن الإدارات مستفيدة من ضعف الحركة الطلابية وغياب دورها الفاعل، فهي لا تريد حركة طلابية قوية، بل حركة طيّعة سهلة الانقياد، ما يسهّل فرض إرادتها على الطلبة، سيما بعد تحول كثير من الجامعات إلى مؤسسات ربحية.

ويرى بأن ذلك أدى لاضمحلال نشاطات الحركة الطلابية وانحصارها في أمور تافهة وصغيرة، وتعزيز الشللية والجهوية داخل الكتل الطلابية.

ويبين أن حالة الانقسام تركت أثرها الكبير على أنشطة الكتلة الإسلامية التي تعرضت للتضييق والملاحقات، وتهرّب الإدارات من إجراء الانتخابات منعا للاحتكاك بين طلبة الكتلة الإسلامية والشبيبة، الأمر الذي سلب الطلبة حقهم بممارسة الحياة السياسية.
 
دور طلابي منشود
ويؤكد ضرورة استعادة الحركة الطلابية لنشاطاتها ودورها لأن سقف تطلعاتها أعلى بكثير من سقف الهيئات والجمعيات والمؤسسات التي تكون ملزمة بقوانين وأنظمة تمنعها من ممارسة حياتها الديمقراطية بشكل حر، في حين أن الحركة الطلابية محررة من هذا السقف الضاغط.

ويجد رحال أن الواقع الحالي يحتاج إلى تضافر جهود الكثير من الأطراف لبث الروح في الحياة الطلابية واستعادة دورها، ويعدّ ذلك يقع على عاتق الأسرة والتنظيمات السياسية والحركة الطلابية والمؤسسات الشبابية عبر التنشئة والتربية وتعزيز الثقافة الوطنية والسياسية.

كما يرى بأن على إدارات الجامعات أن تسن من القوانين واللوائح الناظمة ما يكفل حرية العمل الطلابي والنقابي، وبما يتيح المجال لإشراك أكبر عدد من الطلبة في النشاط الطلابي، خاصة بين الطلبة المستقلين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات