عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

خانيونس.. حفل تراثي بدوي يحيي يوم الأرض

خانيونس.. حفل تراثي بدوي يحيي يوم الأرض

على أنغام الأغاني التراثية البدوية تبدأ الخيول بقرع حوافرها في الأرض مثيرة الغبار ومعلنة بدء فعاليات الاحتفال الذي نظمته قبيلة الترابين بالقرب من موقع كسيوفيم العسكري على الحدود الشرقية لمنطقة القرارة شمال شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وبطريقتهم الخاصة بدأ الفرسان ركوب خيولهم الأصيلة إلى جانب الهجانة، في رسالة تحدٍّ وكبرياء تثبت تمسكهم بأرضهم.

وعلى مرأى عيون جنود جيش الاحتلال، انطلق الحفل التراثي بعروض للخيل والجمال، أمام حشود كبيرة من المواطنين الذين التفوا حول ساحة المكان في أجواء من الفرح والسرور كانت بادية على ثغورهم.

بيوت الشعر الخاصة بأهل البادية أحاطت المكان بألوانها الزاهية وأعمدتها التي غرست في الأرض، لتؤكد حضورها هي الأخرى مع الجميع أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.

مشهد كبار السن والشيوخ الجالسين داخل بيوت الشعر وقد أحاطت بهم السيوف والخناجر إلى جانب رائحة القهوة العربية التي لا تكاد تفارق المكان، كان لافتًا للجميع؛ ما دفع الكاميرات للتوجه لهم والتقاط الصور والفيديوهات.

وعلى المسرح الخاص بمنظمي الحفل ترجّل شعراء من القبيلة بإلقاء قصائدهم الشعرية التي تتغنى بالأرض، مؤكدين عروبة الأرض الفلسطينية رغم ما طالها ويطالها يومياً من ممارسات احتلال وتهويد.

صورة الأطفال وقد تزينوا باللباس التراثي التقليدي لم تغب عن الاحتفال، كما لم تغب صورة العلم الفلسطيني الذي ثبّت على سارية طويلة في قلب الميدان في رسالة تحدٍّ لجنود الاحتلال الذين يرقبون المشهد عن قرب.

الخيّال محمد أبو ستة (30 عاما) الذي يشد لجام فرسه أكد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن قدومه إلى الحفل يعني له الكثير، خاصة أنه تلقى الوصية من أجداده ووالده بعدم نسيانه الأرض والحفاظ عليها.

وأوضح أبو ستة، أحد أفراد قبيلة الترابين، أن وجودهم بالقرب من الشريط الحدودي يدلل على تجذرهم بالأرض، ورسالة للاحتلال الذي ينظر اليهم عن قرب أنهم لن يتخلوا عن أرضهم وثوابتهم وكرامتهم.

خالد العمور، الناطق الرسمي باسم تجمع شباب قبيلة الترابين، أوضح أن هذه الفعالية تأتي في يوم الأرض الذي يحتفل به الشعب الفلسطيني، مستذكرين المأساة التي حلّت بأهل الجليل والمثلث من الاحتلال.

وقال العمور في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أحيينا هذا اليوم على طريقتنا التراثية الخاصة، بالقرب من حدودنا المحتلة التي تبعد بضعة أمتار عن هذا المكان، لرمزيته، ولقربه من مناطق بئر السبع التي تبعد عنه بضعة أمتار، والتي تمثل رمزية خاصة لأبناء البادية”.

ووجه الناطق باسم تجمع شباب قبيلة الترابين رسالة إلى أطراف الانقسام داخل المجتمع الداخلي الفلسطيني بضرورة إنهاء الانقسام، والعودة إلى الوحدة واللحمة التي من خلالها تحرّر الأرض والمقدسات.

ولفت مراسلَ “المركز الفلسطيني للإعلام” منظر السبعيني أبو سعد الصوفي الذي ترك الحفل وأخذ يحدق في الشريط الحدودي والأراضي الواقعة خلفه، مستذكراً أراضيهم التي تقع في منطقة بئر السبع القريبة من المكان.

ويقول الحاج أبو سعد: “مهما حاول الاحتلال محو الخارطة من ذاكرة وعقول أطفالنا، فإنه لن ينجح أبداً في مخططاته، وسنورث هذه الأرض لأبنائنا الذين بدورهم سيحررونها من دنسهم بإذن الله عما قريب”.

وما إن بدأت الشمس تميل للغروب حتى بدأ الشيوخ والشباب والأطفال بالوقوف صفاً واحداً أمام بيوت الشعر وأمام الحشود على أنغام الدحية البدوية والمربوعة، معلنين انتهاء الاحتفال الذي لم ينتهِ معه حلم العودة لأراضيهم المحتلة.

وصادف يوم الخميس، 30 من آذار للعام 2017، الذكرى الـ41 “ليوم الأرض”، الذي جاء بعد هبة الجماهير العربية داخل أراضي 1948، معلنة صرخة احتجاجية ضد الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع، والتهويد التي انتهجتها “إسرائيل”، وتمخّض عن هذه الهبّة ذكرى تاريخية سميت بـ”يوم الأرض”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات