كاروشي شبح يقض مضاجع اليابانيين

تعاني اليابان منذ نحو ثلاثة عقود من ظاهرة الموت من كثرة العمل، التي يطلق عليها “كاروشي”، ويقصد بها حالات الموت بسبب الأمراض الجسدية، كتوقف القلب أو الجلطات الدماغية.

لكن الظاهرة توسعت في الآونة الأخيرة لتشمل حالات المرض النفسي، والاكتئاب والانتحار بسبب ساعات العمل الطويلة، وترك أحد المنتحرين رسالة لزوجته وثلاثة أبناء قال فيها “لم أعد أتحمل ضغوط العمل”.

وقال المحامي كازوناري المتخصص في قضايا “كاروشي” إن عدد ضحايا هذه الظاهرة تجاوز الألف حالة، وأصبحت قبل 25 سنة قضية رأي عام، وبدأ الناس يرفعون قضايا تعويض ضد الشركات بسببها.

وأعاد حادث انتحار موظفة شابة في شركة يابانية عملاقة العام الماضي القضية للواجهة، حيث ثبت أنها كانت تعمل مئة ساعة إضافية في الشهر.

ودفعت هذه الحادثة الحكومة لتشكيل لجنة من الخبراء لتقديم توصيات لمواجهة ظاهرة “كاروشي”، وكانت على رأس التوصيات مطالبة الشركات بخفض ساعات العمل.

ولأن القانون الياباني لا يسمح بإجبار الشركات على إغلاق أبوابها في وقت محدد، لجأت الحكومة لإقناع الموظفين بترك مكاتبهم في وقت مبكر، وأطلقت حملة الجمعة الممتازة، حيث يغادر الموظفون مكاتبهم في الثالثة بعد الظهر في آخر جمعة من كل شهر، وتنظيم أنشطة ترفيهية.

أما الشركات فلجأ بعضها لقطع الكهرباء عن المكاتب لإجبار الموظفين على المغادرة المبكرة إلى منازلهم.

المصدر- الجزيرة نت