لماذا لجأت إسرائيل للاغتيال الهادئ.. ستة أسباب جوهرية
يتصور كثيرون أن الاحتلال الإسرائيلي لجأ لاغتيال مازن فقها بطريقة هادئة، عبر مسدس كاتم للصوت؛ لتجنب حرب مع قطاع غزة، ولا شك أن هذا سبب مهم للجوء لتلك الطريقة، لكن في تقديري أنه هذا السبب ليس هو الوحيد للجوء الاحتلال إلى هذه الطريقة، بل إن هنالك أسباباً أخرى لا تقل أهمية لاستخدام تلك الطريقة الصامتة، ومن هذه الأسباب: إحراج المقاومة في غزة، فطالما افتخر الفلسطينيون بأن غزة آمنة مطمئنة، وأن الاحتلال الذي نجح في اختراق بلدان عربية عديدة؛ ليمارس فيها هذا النوع من الاغتيالات، لم ينجح في فعل ذلك بغزة، وأن الاحتلال بكل قوته لم ينجح في تحرير أسراه في القطاع، هذا الحاجز سعى الاحتلال لكسره عبر عملية اغتيال مازن فقها.
ومن الأسباب المهمة التي سعى الاحتلال لتحقيقها عبر الاغتيال الصامت أو الهادئ هو إثارة مخاوف المواطنين بشكل عام، والمقاومين بشكل خاص، فقد كان من الثابت في عقول المقاومين الذين يعيشون في قطاع غزة أن لا خطر عليهم في ظل التهدئة الحالية، وأن الخطر لن يقترب منهم إلا في حالة اندلاع حرب جديدة، هذا الأمر أتاح للمقاومين هامشاً كبيراً من حرية الحركة، والعمل دون قيود، حيث عمل الاحتلال بهذا الاغتيال الصامت على حرمانهم من هذا كله، لتزداد وتيرة حذرهم واحتياطاتهم، ما سيقلل بالضرورة من قدرتهم ولو جزئياً على الفعل المقاوم.
ومن الأسباب كذلك أن الاغتيال سيدفع المقاومة لتخصيص جزء كبير من جهودها البشرية لحماية الأمن الداخلي، فأولئك الذين كانوا ينفقون أوقاتهم في التدريب، أو التصنيع، أو حفر الأنفاق، أو غير ذلك من جهود الإعداد والاستعداد، جزء كبير من أولئك الرجال ستوجه طاقاتهم في ميدان آخر، هو ميدان حماية الأمن الداخلي، لمنع العدو من تكرار هذه الجريمة مرة ثانية.
ويضاف إلى هذا السبب، سبب آخر قريب، وهو اضطرار المقاومة لتخصيص جزء أكبر من ميزانيتها المخصصة للإعداد للمواجهة العسكرية لشراء معدات أمنية كالكاميرات وما شابه ذلك، وهذا كله يخصم من الجهد الهجومي؛ لصالح الجهد الدفاعي في عالم المقاومة في قطاع غزة.
السبب الأخير وهو في غاية الأهمية يتمثل في العمل على دفع المقاومة لكشف جزء من أوراقها المخفية، فربما يتوقع الاحتلال أن حماس بنت جهوداً كبيرة أو قليلة خارج قطاع غزة لمواجهة الاحتلال في أي حرب قادمة، وأن المقاومة لن تستخدم تلك الأوراق إلا في حال اندلاع الحرب للحفاظ على مبدأ المباغتة، جزء من هذه الأوراق ستضطر حماس لاستخدامها اليوم رداً على جريمة الاحتلال، وبالتالي سيكشف الاحتلال ذلك في وقت أقل خطراً بالنسبة إليه، خاصة إذا كان يستعد لحرب جديدة.
هذه كلها من أسباب لجوء الاحتلال لتلك الطريقة الصامتة، وربما كانت هنالك أسباب أخرى يكشف عنها لاحقاً، هذه الأسباب ينبغي للمقاومة أن تنتبه إليها، وهي ترسم ملامح مرحلة جديدة في إطار الصراع مع محتل لا يتوقف لحظة عن تطوير أدواته في مواجهتها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
وزارة الأسرى: أسرى قطاع غزة يعيشون في سجون سرية وتعذيب ممنهج منذ السابع من أكتوبر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الأسرى والمحررين أن أسرى قطاع غزة يعيشون في سجون سرية منذ السابع من أكتوبر وسط تعتيم غير مسبوق. وأكدت...
القسام لعائلات أسرى الاحتلال: ترقبوا ماذا يفعل جيشكم بأبنائكم؟
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، رسالة إلى عائلات الأسرى الصهاينة في قطاع غزة. وجاءت الرسالة على شكل...
أكثر من 116 ألف شهيد وجريح في الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 46 شهيدا و130...
القسام والسرايا يدمران آليات إسرائيلية ويوقعان قتلى وجرحى في عمليات بجباليا ورفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كل من كتائب القسام وسرايا القدس، تنفيذ عدة عمليات في جباليا ورفح، ما أسفر عن تدمير آليات وقتل وجرح عدد من...
القدرة: احتلال معبر رفح يمنع مرضى وجرحى غزة من السفر للعلاج
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشف الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الدكتور أشرف القدرة، أن مرضى غزة لم يتمكنوا من مغادرة القطاع أو العودة...
المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف إيلات
بغداد - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق أنها قصفت مساء الجمعة بالطائرات المسيرة هدفا حيويا في إيلات جنوب فلسطين المحتلة....
مقررة أممية تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز إن إسرائيل لن توقف الجنون الذي تقوم به في رفح...