الجمعة 26/أبريل/2024

صيادو غزة يودعون البحر في أفضل مواسمه

صيادو غزة يودعون البحر في أفضل مواسمه

في حالة اتفاق غير اعتيادية تجمعت قوارب الصيادين على مرفأ شاطئ دير البلح وسط قطاع غزة، وانصرف أصحابها عنها رغم دخول موسم الصيد السنوي مع إطلالة فصل الربيع الذي يترقبوه بشغف.

وترسو قوارب الصيد على طول بحر غزة في أهم أيام الصيد السنوي بسبب منع بحرية الاحتلال الصيد في مسافة تتعدى (6) أميال وغلاء ثمن الوقود الذي أصبح يتحكم في قرار محاولتهم لكسب قوتهم خشية تكبد تكلفة الوقود من دون صيد.

ويعلق صيادو غزة في فصل الربيع وهذه الأسابيع من السنة آمالاً عريضة على موسم الصيد الذي يتصدره أسماك (السردين-الوطواط-طرخون) وقليلاً أسماك (القرش).

وتنص اتفاقية (أوسلو) الموقعة بين السلطة الفلسطينية عام 1993 على السماح للصيادين بالإبحار (20) ميلا، لكن الاحتلال منذ عام 2000 يمنعهم من تجاوز خمسة أميال، وينتهك الاتفاق الموقع بزيادة المساحة منذ انتهاء عدوان غزة 2014.

ويعمل في بحر غزة (4000) صياد مسجلين في نقابة الصيد بغزة، بينما تلازم الشاطئ قرابة (500) قارب صغير آخر يعمل فوقها مجتمعة عشرات الصيادين.

مشاكل متصاعدة
تسير أحوال الصيادين من سيئ لأسوأ فمنذ بداية عام (2017) اعتقل الاحتلال (37) صيادا من شمال غزة، وأعطب (8) قوارب، وقتل الصياد (محمد الهسّي) الذي أغرق قاربه واختفت جثته حتى الآن.

يحتسي نزار عياش نقيب الصيادين القهوة مع أعضاء نقابته وبعض الصيادين الذين جاءوا لمراجعات وشكاوى إدارية مؤكداً أن موسم الصيد السنوى لسمك (السردين) في بدايته، ويحتاج لعمق (12-20) ميلا من المستحيل الإبحار فيها.

ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “الآن هناك موسم سمك الوطواط لكن لا تجدي فيه 6 أميال، كما أن السردين نادر جدا على عمق 6 أميال وأقل، ويمتد الموسم حتى مطلع مايو لكن الاحتلال يلاحق الصيادين في أقل من 5 أميال، وفي منطقة الواحة على حدود شمال غزة يحرمونهم الصيد كثيراً في 2 ميل”.


null

وحصلت نقابة الصيادين هذا العام على منحة لإعادة بناء مبنى النقابة المدمر في الحرب و(12) حجرة لصيادي خان يونس ودير البلح.

ولجأ بعض صيادي وتجار الأسماك في الأسابيع الماضية لتعويض نقص الأسماك في السوق لجلب الأسماك المصرية عبر الأنفاق في عام لا يشبه جزئياً كمية الصيد سنة (2016) التي بلغت (1500) طن.

ربيع الأسماك
منذ (35 عاما) عرف فيها الصياد جميل الأقرع (49 عاما) وهو يعرف موسم الصيد بغزة مرتبط بشهر الربيع لكن ملاحقة الاحتلال للصيادين وسوء الأحوال بدل حياته وهدد رزق ثمانية أفراد يعملون على (3) قوارب يملكها.


null

ورغم مخاصمة قوارب الصيادين بحر رفح بسبب منع الاحتلال الصيادين من تخطي (5) أميال؛ إلا أن الصياد رشاد فرحات (63 عاما) يتواجد بشكل يومي في مرفأ الصيادين لأن البحر هو حياته، وهو يحفظ كل شاطئ غزة حتى منطقة البردويل على شاطئ العريش بمعق (50) كم في الشواطئ المصرية -كما يقول.

ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “منذ 20 يوما لا أدخل البحر ولو كان العمق المسموح 12-20 ميلا لتمكنا من الصيد لكن 6 أميال تشهد ازدحام قوارب وتمزيق شباك من القوارب بغير عمد، وللأسف سيضيع موسم السردين أهم موسم لنا”.

وتكبد فرحات خسارة يقدرها بـ(5000) شيكل بسبب تمزيق شباكه من قوارب زملائه حين كانوا يحاولون البحث عن قوتهم في عمق (6) أميال، مشيراً أن خبرته في البحر تفرض وجود (300-400) مسافة بين الشباك لتمكن السمك من الحركة وتوفر فرصة صيد الجميع.

ويجيب الصياد سعيد أبو عودة (43 سنة) كل من يسأله عن خبرته في البحر أنه ابن البحر (أباً عن جد) متمنياً أن تتحسن أحوال الصيد في الأيام القادمة حتى لا يضيع أهم موسم صيد يترقبه الصيادون طوال السنة. 

ويتابع لمراسلنا: “للأسف الصيد الآن منقطع، لدي قارب صغير لكن عمق 6 أميال لا يوفر لي صيد  فلو تمكنا من اجتياز 9 أميال ممكن أن نصيد شيئا”.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات