#مازن_فقها .. التلفاز وسيلة أهالي طوباس للمشاركة في التشييع

لم يكن من سبيل لأهالي مدينة طوباس شمال الضفة الغربية للمشاركة في تشييع ابنهم الشهيد مازن فقها سوى مواكبة التشييع عبر التلفزيون وسط مشاعر جياشة ضاعفها البعد المكاني.

وفي منزل عائلة الشهيد في مدينة طوباس احتشدت النسوة حول والدة الشهيد ودموعهن منهمرة، فيما شاشة التلفاز تواكب لحطة بلحظة مراسم التشييع، فيما كانت جموع المواطنين تنظم جنازة رمزية واكبت الجنازة الرسمية في قطاع غزة من أمام مبنى بلدية طوباس.

ولم يظهر في طوباس أن الشهيد فقهاء هو ابن كتائب القسام بقدر ما كانت كافة ألوان الطيف الفلسطيني تتوافد لتقديم واجب العزاء والمشاركة في هذه اللوحة الفنية من أبناء حماس وفتح والجهاد واليسار الفلسطيني والعشائر والمؤسسات.

ووسط الحزن والألم كان عبارات الرحمة والدعاء تنطلق من شفاه والدة الشهيد التي أعياها التعب في مراحل ملاحقة مازن المختلفة التي انتهت به شهيدا.

مقاوم وطني بامتياز
ويقول الأسير المحرر من طوباس جمال أبو محسن إن الشهيد مازن كان وطنيا ولم يكن فئويا، لقد عايشته في سجن هداريم وأنا ابن فتح وهو ابن حماس، وكنا نحن أسرى حركة فتح في قسم ثلاثة وهو في قسم أربعة، وحين ندخل المعبار كان يقاسمنا نفس الغرفة ننام سويا، ونأكل سويا، لم يفرقنا أي شيء.

وأكد في حديثٍ لمراسلنا أن الشهيد مازن مقاوم وطني كان همه فلسطين، وحق لفلسطين وطوباس أن تفتخر به.

ويشير المواطن حسن صوافطة إلى أن مازن كان إنسانا قبل أي شيء آخر، وصاحب نخوة، وبعيدا عن دوره المقاوم البارز في العمل العسكري، يعرف عنه أنه يقف إلى جانب البسطاء والفقراء، وهناك مواقف تحسب له وتروى عنه.

ويؤكد القيادي في الحركة الإسلامية الشيخ أحمد أبو عرة أن الشهيد مازن يمثل نموذجا للمقاوم الذي مر بكافة مراحل المعاناة، من المطاردة إلى الأسر إلى الإبعاد، فالاغتيال.

كما أكد القيادي في حركة حماس الشيخ مصطفى أبو عرة أن الشهيد مازن فقهاء شكل حلقة رعب للاحتلال الذي لاحقه حتى تمكن من اغتياله، مشيرا إلى عشرات الشبان الذين اعتقلوا خلال السنوات الأخيرة، وعذبوا؛ حيث كان التحقيق معهم عن الشهيد مازن.

وحد الجميع
وأعلنت بدورها فعاليات شبابية وحزبية عن تنظيم وقفات احتجاجية على اغتيال الشهيد مازن فقهاء؛ حيث حملت تلك الدعوات عنوان “دماء الفقهاء والباسل والشهداء تستصرخنا وتوحدنا”، حيث أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان على أن الشهيد مازن كان نموذجا للمقاوم الذي تفخر به فلسطين.

كما دعت حركة الشبيبة الطلابية في الجامعة العربية الأمريكية في جنين إلى وقفة احتجاجية على اغتيال الشهيد مازن فقهاء يوم غد الاثنين في الحرم الجامعي، معددة مناقب الشهيد.

وقال منسق الشبيبة في الجامعة صهيب صوافطة، إن ذلك جزء من الوفاء للشهيد وتضحياته في مسيرة تحرر الشعب الفلسطيني، ودليل على وحدة الدم.