عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

سفيان ودميته.. الاحتلال ينكل بالطفولة

رغم صغر سنه، وعدم إقامته في المنطقة، وبكاء أمه، وتلهف نسوة حضرن الحدث، إلا أن ذلك لم يشفع له عند جنود الاحتلال، الذين مارسوا بحقه أنواعا من التنكيل والتعذيب النفسي، وأجبروه على مرافقتهم ساعةً؛ بحثا عن راشقي الحجارة.

مركز بيتسليم “الإسرائيلي” الحقوقي، يقول إن أكثر من 15 جنديا صهيونيا، احتجزوا قبل أيام، طفلا فلسطينيا في الخليل، جنوب الضفة، وأجبروه على مرافقتهم مدة ساعة؛ بحثا عن راشقي الحجارة، رغم أنه غير مقيم في المنطقة.

الطفل سفيان أبو حتة البالغ من العمر 8 سنوات، كان في زيارة مع أمه لبيت جده في الخليل، وخرج للبحث عن دميته الضائعة وهو حافي القدمين، وفق ما أفاد به مركز “بيتسليم” الإسرائيلي.

“أمسك جنديّان به، وجرّه الجنود معًا إلى حارة (الحريقة)، وهم يطالبونه بأن يؤشّر على أولاد كانوا قد رشقوا حجارة وقذفوا زجاجة حارقة، حسب أقوالهم، نحو مستوطنة (كريات أربع) المقامة على أراضي الخليل”، يقول المركز.

والتقط سكان محليون، مقطعا من الفيديو، يظهر الطفل أبو حتة الذي يرتدي بلوزة صفراء، وهو يرتجف خوفا بين يدي جنود الاحتلال، أثناء جرّهم له.

وقال “بيتسليم”: “في ذلك اليوم، ونحو الساعة 13:30 وصل سفيان وأخوه محمد إلى بيت جدّهما، وبعد أن خلع سفيان حذاءه اكتشف أنّه قد ضيّع لعبته التي اشتراها في الطريق، لم تسمح والدته بالخروج، لأنها علمت عن وجود جنود في الحيّ؛ ولكنّ سفيان تسلّل خارجًا ليبحث عن لعبته”.

مجموعة من أطفال الحي ركضوا إلى منزل أماني والدة الطفل سفيان، وأخبروها أن جنودا صهاينة قبضوا على ابنها، ويسوقونه إلى مستوطنة كريات أربع، ويطالبونه بالتعرف على أطفال رشقوا الحجارة.

وفي إفادة قدمتها لمركز “بيتسليم”، تقول: “رأيت أكثر من 15 جنديًّا يحيطون بسفيان، اثنان منهما أمسكاه من ذراعيه، وجرّوه في اتّجاه بوّابة كريات أربع، كان بعض الجيران قد تجمّعوا في الشارع وأخذوا يحاولون تخليص سفيان من أيدي الجنود”.

وأضافت: “توجّهت إلى أحد الجنود وطالبته بإعادة ابني إليّ، رفض وقال: إذا كنت تريدين أخذه، عليك إقناعه بأن يخبرنا بأسماء الأولاد الذين رشقوا الحجارة”.

الأم تحاول إفهام الجندي، أنهم لا يسكنون بالحي، وأنهم جاؤوا في زيارة لمنزل والدها، وأن ابنها لا يعرف أسماء أولاد الحي، تتابع: “الجندي تجاهل أقوالي، وجرّ الجنود سفيان تارةً إلى كريات أربع وتارة إلى الطريق الصاعدة نحو منطقة جبل جوهر”.

وكما يظهر في الفيديو؛ وتقول الوالدة، كان سفيان يرتجف خوفا، ويحاول إقناع الجنود بأنه لا يعلم شيئًا، ولكن دون جدوى، ولم يلقِ الجنود بالا لذلك، واستمروا في سحبه، وهو يبكي.

أمه تتابع حديثها: أخذت في البكاء، وكنت أركض خلف الجنود من مكان إلى مكان محاولةً تخليصه من أيديهم (..) حاولت إحدى النساء سحبه من أيديهم، وفي هذه الأثناء تجمّعت نساء أخريات حول الجنود، وفي النهاية نجحن في تخليص سفيان وإعادته إلىّ.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات