عاجل

الأحد 06/أكتوبر/2024

سميرة حلايقة.. اعتقال بيوم المرأة ومحاكمة في يوم الأم

سميرة حلايقة.. اعتقال بيوم المرأة ومحاكمة في يوم الأم

أم احتضنت أطفالها كما الوطن، فشقت طريقها نحو التميز والارتقاء منتظرة ذلك اليوم الذي يطرق عليها الباب جالبا هدية الأم، كما هم باقي الأمهات في يومهن.

لكن، اليوم الباب الذي يطرق عليها هو باب “السجن”، الذي سلبها بيوم المرأة من بين أبنائها، فيما تنعقد جلسة المحاكمة لها في يوم “الأم”.

هذه حكاية الألم التي بدأت تنسج خيوطها في رحلة النائب سميرة الحلايقة، من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، التي يغيبها الاحتلال خلف القضبان.  

فمع نهاية الثامن من مارس آذار من الشهر الحالي، توجهت أرتال جيش الاحتلال، في يوم المرأة العالمي، بطرق عنيف لمنزل الأم الفلسطينية النائب سميرة حلايقة ليختطفها، كلمسة أخيرة ليومها، بينما العالم يتغنى ويحتفل بيوم المرأة.

الزوجة والأم
زوجها الإعلامي محمد زيتون حلايقة، يتحدث لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، بالقول: إن اعتقالها في يوم المرأة ومحاكمتها في يوم الأم يدلل على أن الاحتلال لا يقيم وزنا لأي مناسبة سواء كانت تتعلق بيوم المرأة العالمي أو يوم الأم، فهو (الاحتلال) لا تهمه كرامة الإنسان الفلسطيني أو القانون الإنساني.

وبينما يعدد مناقب الزوجة والأم والمرأة التي تركت فراغا بعد اعتقالها، يقول: “لا شك أن غياب النائب عن البيت وموقعها، قد ترك فراغا على المستوى النفسي والاجتماعي وحتى الإعلامي العام، ولكن الشعب الفلسطيني فيه من الطاقات التي لا يستهان بها؛ خاصة إذا وجدت الظروف الملائمة للعمل”.

ويتحدث أحد أبنائها لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، بالقول: لم يكن يوم اعتقال أمي عاديا، فبالرغم من نشاطها الذي لا يهدأ، وعطائها الذي لا ينضب؛ إلا أنها قامت في ذلك اليوم بكل واجباتها كالعادة وزيادة، حيث غادرنا وكنت برفقتها مبنى إحدى الإذاعات التي كرمتها وهي تحمل وردة تشمها، وشهادة تقدير، وطلبت مني الوقوف بجانب متجر؛ حيث جلبت الأغراض للمنزل، وبعض الأغراض من أجل الخروج في نزهة، وأوصتني بشقيقاتي، والحرص على وصلهن وأنهن أحق الناس باهتمامي.

ويتابع بالقول: أحفادها التي تبدأ صباحها وتختم مساءها بهم، لم تنسهم وجلبت كل ما يلزم دون طلب، من لباس وحليب أطفال وغيره، وقبل حوالي الساعة من اعتقالها دخلت إلى المنزل، ورأيتها تحضر ورق العنب لغداء اليوم التالي.

محاكمة في يوم الأم
اليوم، وبينما يحتفل الجميع بيوم الأم، تنتظر النائب حلايقة  في زنزانتها وهي مقيدة اليدين للمثول أمام محكمة عوفر العسكرية،  لتحرم من تهنئة أو إطراء، بل مطرقة قاضي صهيوني يقلب أوراق الادعاء، وأصوات السلاسل التي تمنع حريتها.

وفي تعليق صوتي لمراسلنا قبيل اعتقالها، كانت النائب الحلايقة قد وجهت كلمة لكل الأمهات والنساء المثابرات قائلة: أنا على المستوى الشخصي أعدّ يوم المرأة العالمي ككل يوم، أنا كإنسانة يمثلني ديني، تمثلني أخلاقي، يمثلني المجتمع الذي أعيش فيه، تمثلني كفاحاتي الطويلة ومناضلتي من أجل الوصول إلى القمة، وأنا أرى أن يوم المرأة يعدّ يوما تكريميا للمرأة، وهذا جيد، لكنه لا يعبر عن معاناة ولا طموحات المرأة الفلسطينية، وأنا أقول: كل عام والنساء الفلسطينيات والأمهات الفلسطينيات بخير.

ويقول ابنها: من يعتقد أن الأم لا تكرّم إن اعتقلت فبالتأكيد جانب الصواب، فالأم الفلسطينية نبض الأرض، ورائحة زهر اللوز؛ أم ثائر ورصاصة في بندقيته، تهز السرير بيد وتهز العالم بيد أخرى لتربي أجيالا يتمسكون بحقوقهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات