السبت 12/أكتوبر/2024

مصر وحماس السهل الممتنع

إبراهيم المدهون

“السهل الممتنع” هكذا وصف أسلوب عميد الادب العربي د. طه حسين، حيث انه يجمع بين سهولة المعني و متانة العبارة وصعوبة التكرار، وهذا ما يمكن ان تتصف علاقة مصر بحركة حماس، علاقة متينة واضحة عميقة صعب تكراراها، فلا شك أن حركة حماس معنية جدا بعلاقة قوية مع مصر وتضع في أولويتها واستراتيجيتها تحسين العلاقة وتجاوز العقبات والتشابكات، كما أن مصر جادة في بناء خطوط عميقة مع قطاع غزة والدخول لعمق أزماته برؤية تحمل حلولا جذرية، وبدأنا نسمع ونلحظ تحرك مصري يحمل اشارات ايجابية، مع وعود جادة لتخفيف أزمات القطاع خصوصا الكهرباء والمعابر.

وتلعب مصر دورا رئيسيا في القضية الفلسطينية، وتعتبر حاضنا للمشروع الوطني، فمهما تداخلت الأحداث وتشابكت فمصر عنصر حل مركزي وقوة مُوجهة وساندة بإرث تاريخي وجغرافي وقيمي، وهذا متفهما فلسطينيا وعربيا واقليميا ودوليا.

ويبدو أننا على أعتاب معادلة عميقة وبسيطة في ظل حوارات مصرية حمساوية، وما تقوم به المخابرات المصرية من إدارة ذكية لمشاريع مركزة منفتحة مع الشباب الفلسطيني والفصائل والنخب الإعلامية وغيرها تمهيدا لتعزيز واقع جديد وفق تفاهم مشتركة يمنع تفاقم الازمات ويحافظ على الاستقرار.

طبيعة تكوين الشعب المصري وحكومته وعقيدته العسكرية والوجدانية كارها لإسرائيل وغير متقبل لها، ويجدها خطر استراتيجي مضطر للتعامل معه، وفي المقابل ينظر لحماس في قرارة نفسه أنها رأس حربة المقاومة الفلسطينية، فالشعب المصري ما زال يؤيد مقاومة شعبنا، وباعتقادي أن حماس أكثر تفهما لتعقيدات الواقع المصري مما ظنها الاخرون، لهذا خابت توقعات خصومها، في حين فاز رهان غزة على أصالة المصريين.

ولنكن اكثر وضوحا وصراحة، من جهة هناك تقدير فلسطيني واسع للخطوات المصرية من فتح معبر رفح، للاتصالات واللقاءات بين المسؤولين والانفتاح المتراكم، أضف عليه عقد مؤتمرات برعاية واشراف رسمي مصري، ومن جهة أخرى يوجد ترقب وانتظار لإنفاذ الوعود التي سمعت بطريق رسمي وغير رسمي، فكلمة السر الان بقرارات وخطوات مصرية واضحة لفتح معبر رفح وتشغيله على مدار الساعة، وتعزيز التبادل التجاري وتوسعته.

ولهذا الاتصالات الحمساوية المتواصلة والمختلفة مع السلطات المصرية، وتطوير العلاقة الثنائية بين الجانبين تصب في المسار الايجابي المتبع، فحركة حماس بلا شك تسعى لتطوير هذه العلاقة والبناء عليها بما يخدم عمق مصر وأمنها القومي ومصالح الفلسطينيين، وتسعى لترتيب وصياغة معادلة تصلح لمواجهة جرائم الاحتلال الاسرائيلي وأطماعه، وترتيب البيت الفلسطيني وتقوية جبهته. فمقاومة المشروع الصهيوني مصلحة استراتيجية عربية، وصمود حماس يحمي المنطقة من استشراس العدو الإسرائيلي..

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات