مصر وحماس السهل الممتنع

“السهل الممتنع” هكذا وصف أسلوب عميد الادب العربي د. طه حسين، حيث انه يجمع بين سهولة المعني و متانة العبارة وصعوبة التكرار، وهذا ما يمكن ان تتصف علاقة مصر بحركة حماس، علاقة متينة واضحة عميقة صعب تكراراها، فلا شك أن حركة حماس معنية جدا بعلاقة قوية مع مصر وتضع في أولويتها واستراتيجيتها تحسين العلاقة وتجاوز العقبات والتشابكات، كما أن مصر جادة في بناء خطوط عميقة مع قطاع غزة والدخول لعمق أزماته برؤية تحمل حلولا جذرية، وبدأنا نسمع ونلحظ تحرك مصري يحمل اشارات ايجابية، مع وعود جادة لتخفيف أزمات القطاع خصوصا الكهرباء والمعابر.
وتلعب مصر دورا رئيسيا في القضية الفلسطينية، وتعتبر حاضنا للمشروع الوطني، فمهما تداخلت الأحداث وتشابكت فمصر عنصر حل مركزي وقوة مُوجهة وساندة بإرث تاريخي وجغرافي وقيمي، وهذا متفهما فلسطينيا وعربيا واقليميا ودوليا.
ويبدو أننا على أعتاب معادلة عميقة وبسيطة في ظل حوارات مصرية حمساوية، وما تقوم به المخابرات المصرية من إدارة ذكية لمشاريع مركزة منفتحة مع الشباب الفلسطيني والفصائل والنخب الإعلامية وغيرها تمهيدا لتعزيز واقع جديد وفق تفاهم مشتركة يمنع تفاقم الازمات ويحافظ على الاستقرار.
طبيعة تكوين الشعب المصري وحكومته وعقيدته العسكرية والوجدانية كارها لإسرائيل وغير متقبل لها، ويجدها خطر استراتيجي مضطر للتعامل معه، وفي المقابل ينظر لحماس في قرارة نفسه أنها رأس حربة المقاومة الفلسطينية، فالشعب المصري ما زال يؤيد مقاومة شعبنا، وباعتقادي أن حماس أكثر تفهما لتعقيدات الواقع المصري مما ظنها الاخرون، لهذا خابت توقعات خصومها، في حين فاز رهان غزة على أصالة المصريين.
ولنكن اكثر وضوحا وصراحة، من جهة هناك تقدير فلسطيني واسع للخطوات المصرية من فتح معبر رفح، للاتصالات واللقاءات بين المسؤولين والانفتاح المتراكم، أضف عليه عقد مؤتمرات برعاية واشراف رسمي مصري، ومن جهة أخرى يوجد ترقب وانتظار لإنفاذ الوعود التي سمعت بطريق رسمي وغير رسمي، فكلمة السر الان بقرارات وخطوات مصرية واضحة لفتح معبر رفح وتشغيله على مدار الساعة، وتعزيز التبادل التجاري وتوسعته.
ولهذا الاتصالات الحمساوية المتواصلة والمختلفة مع السلطات المصرية، وتطوير العلاقة الثنائية بين الجانبين تصب في المسار الايجابي المتبع، فحركة حماس بلا شك تسعى لتطوير هذه العلاقة والبناء عليها بما يخدم عمق مصر وأمنها القومي ومصالح الفلسطينيين، وتسعى لترتيب وصياغة معادلة تصلح لمواجهة جرائم الاحتلال الاسرائيلي وأطماعه، وترتيب البيت الفلسطيني وتقوية جبهته. فمقاومة المشروع الصهيوني مصلحة استراتيجية عربية، وصمود حماس يحمي المنطقة من استشراس العدو الإسرائيلي..
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...

27 شهيدًا و85 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 27 شهيدًا، و85 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ103
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ103 على التوالي، ولليوم الـ90 على مخيم...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

استطلاع: نتنياهو يحصل على 48 مقعدًا والمعارضة 62
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام كشف استطلاع رأي نشرته صحيفة معاريف، اليوم الجمعة، أن ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيحصل على 48 مقعدًا في...