الأحد 07/يوليو/2024

الحاجة بدرية.. مقصد علاجي بـصابونها البلدي

الحاجة بدرية.. مقصد علاجي بـصابونها البلدي

مع خيوط الشمس الأولى، وبهمة ونشاط كبيرين، تشرع الستينية بدرية مرايطة (أم يوسف) من مدينة سلفيت، بغلي زيت الزيتون بقدر كبير، تطلق عليه اسم “برميل” أو”البكرج”، تضيف إليه مادة كيمائية “قطرونة” أو “الصود كوستيك”، ليخرج بعد ساعات، على شكل قطع صغيرة متناسقة من الصابون البلدي.

في حديثها، لمراسلنا، تؤكد الحاجة “بدرية” أنها بصناعة الصابون البلدي، تقوي وتعزز اقتصادها المنزلي، “فالحياة صعبة والأسعار باهظة وغالية جدا، ولا بد من العمل في حرفة أو صنعة يتقنها الإنسان حتى يتغلب على مشاق الحياة وصعوبتها”.

تصنيع الصابون
وعن كيفية تصنيع الصابون البلدي، توضح: “نحضر زيت الزيتون، ومادة (قطرونة)، بنسب معينة، فكل كيلو غرام من زيت الزيتون، ينتج 9 قوالب صابون بلدي، مع ضرورة تحريكه بطريقة معينة خلال غليه على النار، ثم نضيف إليها الألوان والروائح وما يلزم، ثم يغلف ويباع للمحلات التجارية وللزبائن في سلفيت وخارجها”.

وبإسهاب، تتابع: “طبخة الصابون يتخللها تعب ويلزمها وقت كبير نسبيا، فأحيانا تحتاج أكثر 24 ساعة، تتوزع على عدة مراحل بدءاً من التحضير حتى التقطيع، ويدخل في التركيبة أربع مواد رئيسة هي: زيت الزيتون، “الصود كوستيك” والماء، والملح، وتختلف الكميات باختلاف حجم “الطبخة”، لكن المعايير ترتبط بنسب مئوية يجب مراعاتها لتسهيل عملية الطبخ وجودة الإنتاج ؛ فالمنافسة شديدة جدا مع الصابون الكيماوي، وجيل اليوم لا يعرف غير الشامبو تقريبا”.

وتضيف: “يوضع الماء في البرميل، وتضاف إليه مادة القطرونة، وتحرك لتصبح محلولاً درجة حرارته عالية، ومن ثم يترك لساعات حتى يبرد، ثم يضاف إليه الزيت مع تحريكه، ليصبح مادة لزجة تشتد تدريجياً، ويضاف لها الملح لزيادة نسبة التماسك، وبعدها يترك في البرميل لمدة عشر ساعات لتكتمل عملية التفاعل”.
 
ويعود صناعة الصابون في فلسطين إلى أكثر من ألف عام مضت، حيث دوّنها الرحالة والمؤرخون القدماء، ومنهم شمس الدين محمد بن أبي طالب الأنصاري المقدسي – في القرن العاشر الميلادي – الذي قال: “إنه كان يصنع (الصابون) في مدينة نابلس ويحمل إلى سائر البلاد”.
 
فوائد علاجية

زبائن “بدرية” يقصدونها من أنحاء فلسطين كلها، فلصابونها البلدي فوائد علاجية مجربة،  تعدد، لمراسلنا، بعضا منها، قائلة: “يشد البشرة، ويمنع الترهلات، والهالات السوداء تحت العيون، كما أنه يقوي الشعر، ويزيل قشرة الرأس، ويساعد على نمو الشعر، وتقوية الأظافر وعلاج تشققات الأقدام، ويعالج البشرة الجافة ويعمل على تليين الجلد ومحاربة التجاعيد، ويستخدم كمادة لجبر كسور العظام بالطريقة الشعبية”.
 
وتنصح “بدرية”، التي نجحت في تكوين زبائن لها، كل ربات البيوت بالانخراط  في المشاريع الإنتاجية الصغيرة، لتحقيق ذاتهم والمساعدة في إعالة أسرهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات