الثلاثاء 02/يوليو/2024

الشهيد ربيع سلمان.. لقمة العيش المغموسة بالدم

الشهيد ربيع سلمان.. لقمة العيش المغموسة بالدم

أبرزت حادثة استشهاد الشاب ربيع سلمان من مخيم عسكر للاجئين إلى الشرق من مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، حجم المعاناة والمخاطر التي يتكبدها العمال الفلسطينيون الساعون وراء لقمة العيش والباحثون عنها هناك في الأراضي المحتلة عام 48.

وبات حلم الحصول والوصول إلى العمل أمنية كثير من الشبان الفلسطينيين، الذين يضطرون للدخول للأراضي المحتلة مستخدمين أساليب غير قانونية من وجهة نظر الاحتلال، الذي يتربص بهم في كل الأماكن والأزمنة لتتبعهم وإلحاق الأذى الجسدي والمادي والنفسي بهم في آن واحد.

الشاب ربيع سلمان (23 عاما) لم يكن يعلم أن دخوله هذه المرة إلى الأراضي المحتلة، ليلتحق بمكان عمله سيكلفه حياته، بعد أن وجد نفسه ملاحقا من قوات الاحتلال، التي تربصت له في أحد المنافذ التي اعتاد وغيره من العمال ارتيادها بالقرب من مدينة سلفيت، وليجد القفز من أحد المرتفعات وسيلة النجاة الوحيدة من جبروت الاحتلال وجنوده، ليتحول بعد ذلك إلى اسم على قائمة الشهداء الساعين وراء لقمة العيش.

وبحسب عائلته التي تحدثت لمراسلنا؛ فإن سلمان حاول أن يحصل على تصريح للعمل إلا أن الاحتلال رفض، الأمر الذي دفعه للدخول بطرق غير مباشرة مستخدما أسلوب التهريب، على حد قولها.

تجارب أخرى
ويروي الشاب (ي. ق) أحد سكان مخيم بلاطة هو الآخر تجربته قائلا: “قبل أشهر من الآن، وبينما كنت أحاول الدخول إلى الأراضي المحتلة لألتحق بعملي تفاجأت بوجود كمين لقوات الاحتلال والشرطة الصهيونية التي كانت تتربص بالعمال، فما كان مني إلا أن قفزت عن الجدار الفاصل بالقرب من مدينة قلقيلية، والذي اعتدت أن أسلكه للوصول هناك، الأمر الذي أدى إلى إصابتي بكسور كبيرة في قدمي اليمنى، وما زلت منذ ذلك الحين أتلقى العلاج”.

ويصف الشاب رحلة العمل بمحطة الإذلال قائلا: “إذا كان العمال الذين يدخلون بالطرق القانونية على المعابر يعاملون بإذلال وقهر، فما بالكم بمن يحاول الوصول إلى الأراضي المحتلة بالطرق “غير القانونية”  من خلال التهريب والقفز عن الجدار الفاصل”.

وأردف لمراسلنا: “الموت يلاحقنا في كل لحظة، وفي أغلب الأيام نخرج من بيوتنا في ساعات بعد منتصف الليل بعد أن نودع عائلاتنا؛ لأننا بالفعل نرى الموت في كل رحلة نسافرها بحثا عن لقمة العيش”.

أما المواطن الأربعيني أبو مصطفى كما كنى نفسه، فيقول: “لقمة العيش التي نسعى وراءها مغموسة بالدم والقهر والذل، والاحتلال يتعمد أن يجعلنا نعيش حالة من اللااستقرار؛  فهو يلاحقنا ليل نهار”.

ويشير أبو مصطفى إلى أن الاحتلال يحاول أن يردع العمال، ويمارس القهر والإذلال بحقهم من خلال ملاحقتهم أولا ومن ثم القبض عليهم بحجة مخالفة القوانين، ومن ثم حبسهم  وصولا إلى فرض غرامات مالية ترهقهم وتحيل حياتهم إلى كوابيس.

تنكّر السلطة
ويكشف المواطن أبو رسمي هو الآخر تنكر السلطة لحقوق العمال المتضررين نتيجة انتهاكات الاحتلال بحقهم.

وتابع: “في كثير من الأحيان تقبض الشرطة الصهيونية على العمال أثناء محاولتهم الوصول إلى عملهم وتفرض عليهم غرامات مالية هذا من جهة، ومن جهة ثانية يتكلف الكثير من العمال مصاريف علاج بعد أن يتعرضوا لحوادث وإصابات أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي المحتلة، ومع ذلك ترفض السلطة المساهمة في سداد الغرامات المالية أو تغطية نفقات العلاج وتبني تحويلهم إلى المشفيات الخاصة إذا استدعت الأمور”.

وختم المواطن بالقول: “السلطة تحرم العمال من الحق في الكرامة والعلاج والحياة، وتلومهم نتيجة عملهم في الأراضي المحتلة، وفي نفس الوقت هي عاجزة عن توفير فرص العمل لآلاف من الشبان والمواطنين الذين يفرّون من الفقر إلى الموت ساعين وراء لقمة عيشهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقال الهلال الأحمر...