الثلاثاء 01/أكتوبر/2024

الإعلام الساخر.. نافذة ملهمة لنقد الواقع السياسي

الإعلام الساخر.. نافذة ملهمة لنقد الواقع السياسي

لعل الانتشار الواسع والكبير لشبكات التواصل الاجتماعي، وتغلغل استخدام الانترنت في البيوت من المواطنين الفلسطينيين، ساهم في ظهوره وإبرازه على الساحة الإعلامية الفلسطينية، حتى بات أحد أركانها، وأحد أوجه السلطة الرابعة؛ فالإعلام الساخر أصبح بديلا لكثير من الإعلاميين والنشطاء لإيصال رسائل وتوضيح الأفكار وإبراز الهموم في الواقع الفلسطيني.

ووجد كثير من النشطاء والإعلاميين من الإعلام الساخر فسحة للتعبير عن ما يدور في خلدهم من أفكار وآراء سياسية من خلال وضعها في قالب ساخر كوميدي يجعل كل من يراها يضطر لقراءتها أو مشاهدتها وسماعها، ما يعني اتساع جمهور المتابعين وحصد مزيد من الآراء وحشدها، وبالتالي تغييرها.

الناشط عبد الله شتات

عبد الله شتات الناشط الشبابي والإعلامي واحد من النماذج التي باتت تعرف بأسلوبها الساخر لنقد الواقع السياسي المحيط من خلال عبارات يكتبها وآراء يصورها قبل أن يقوم ببثها عبر صفحته على “فيسبوك” في شكلٍ سجّل حجم متابعة لا يستهان به.

ويقول شتات، الذي اعتقل لاحقا لدى الاحتلال،  لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن الإعلام الساخر أقوى من كل السلطات، وركن مهم من أركان هدم نظام أو منظومة حكم من خلال تسفيهها وجعلها أضحوكة، على حد قوله.

أما عن طرح الأفكار السياسية، فيوضح شتات: “الإعلام الساخر وسيلة ناجعة جداً في إيصال أي فكرة سياسية؛ فالمشاهد سريع التأثر بالأداء الكوميدي، ومن السهل إيصال أي فكرة سياسية بهذا الأداء”.

ويرى شتات أن الإعلام الساخر انتشر بشكل واسع بعد أن أصبح الانترنت متاحاً للجميع.

ومضى يقول: “أصبح الصغير والكبير يمتلك حساباً على فيسبوك وغيره من تطبيقات التواصل الاجتماعي المنتشرة، وهذا سهل انتشارها، وفتح المجال لكثير من الناس أن يجربوا أداءهم، ويوصلوا أفكارهم عن طريق فيديوهات ساخرة، وأصبح لبعض أبطال هذا الفن قنوات على يوتيوب، ومنهم من شغّلتهم محطات فضائية وفرغتهم لديها، وهذا دليل أن شريحة واسعة تتأثر بهم”.

الناشط قتيبة عازم
وبدوره أيضا يرى الناشط الشبابي قتيبة عازم أن الإعلام الساخر هو الطريق المناسبة لإيصال الرسالة المنشودة.

وأضاف: “الناس لم تعد تصدق الإعلام الرسمي، وفي ذات الوقت أثبتت الوقائع بأن التعاطي مع الإعلام الساخر يتم بسرعة خيالية، ويتم تداولها بشكل لا يمكن تصوره، وهنا تكمن القوة في طرح الفكرة”.

ويشير عازم إلى أن الإعلام الساخر أيضا بحاجة إلى مهارة وأسلوب وفن في الإقناع، وليس فقط تهريجًا  في طرح الأفكار، وبالتالي من الممكن أن تكون النتائج عكسية.

وتابع: “يجب على من يعمل في الإعلام الساخر أن يكون مؤمنا برسالته ملمًّا بالموضوع الذي يطرحه، سواء فيما يتعلق بالوضع الداخلي لبلده أو في إطار تعامله مع العدو”.

الإعلامي رومل سويطي
الإعلامي ومدير موقع شبكة إخباريات رومل سويطي بدوره، أكد أنه من الممكن تصنيف “الإعلام الساخر” بالسهل الممتنع لصعوبته، تماما مثل العمل التلفزيوني الكوميدي، وتزداد الصعوبة على الإعلامي الساخر بأن يستمر في هذا الأسلوب، وفق قوله.

وتابع: “أنا شخصيا أشفق على من ينتهج هذا الأسلوب لصعوبته من النواحي كافة، وبضمنها السلامة “الأمنية” للإعلامي الساخر”.

وفي الوقت ذاته أردف سويطي: “إنني أعتقد أن هذا النوع من الإعلام سلاح ذو حدين: الأول يعد “صمام أمان” لبعض الأنظمة “الاستبدادية”؛ لأنه يساهم في تهدئة المواطنين إزاء ظروفهم المعيشية القاسية، ويتمكن من تحويل غضب الناس على النظام إلى مجرد ضحك”.

أما الوجه الآخر للإعلام الساخر -حسب سويطي- “فهو مساهمته في تصحيح بعض الأخطاء المجتمعية والتجاوزات الرسمية، والضغط باتجاه التخفيف من نسبة الفساد في هذه المؤسسة أو تلك، وهو أمر مهم”.

وربط السويطي بين هذه الحالة -الإعلام الساخر- ومدى وعي وصدق الكاتب الساخر، ومدى انتمائه لأبناء شعبه، وليس لتنفيذ مخططات هذا النظام أو ذاك، مع التأكيد أيضا على عدم تجاوز بعض الخطوط الحمراء التي تتنافى مع الدين وأمن البلاد ومصالحه الوطنية، على حد قوله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

3 شهداء و9 جرحى بعدوان إسرائيلي على دمشق

3 شهداء و9 جرحى بعدوان إسرائيلي على دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد ثلاثة مدنيين وأصيب 9 - فجر الثلاثاء- في عدوان إسرائيلي استهدف عدداً من النقاط في العاصمة السورية. ونقلت وكالة...