الأحد 30/يونيو/2024

سجن الدواب.. عندما يحرم الاحتلال الحيوانات الحرية

سجن الدواب.. عندما يحرم الاحتلال الحيوانات الحرية

في أحد معسكرات الاحتلال القريبة من قرية الجفتلك في الأغوار الشمالية، يتواجد سجن ليس له شبيه في العالم، معتقلوه من الدواب وسجانوه جنود الاحتلال.

ويقبع نحو ستين من الأبقار والحمير والماعز في المعتقل، بانتظار الإفراج عنها، بعد دفع ما ترتب عليها من غرامات باهظة، يستوجب على أصحابها دفعها أو بيعها في مزاد علني، وتختلف التهم الموجهة للدواب في هذا المعتقل بين الاقتراب من معسكرات الاحتلال عن المسافة المسموح بها، أو الرعي في مناطق تصنف على أنها عسكرية.

ويؤكد الناشط في الأغوار عارف ضراغمة، لمراسلنا، إلى أن سلطات الاحتلال تلاحق الماشية ورعاة الأغنام بشكل مكثف، ما أضر بالثروة الحيوانية في الأغوار، ونوه إلى أن غرامة إطلاق سراح الحمار تصل إلى ألف شيقل، والبقرة إلى 2500، ما يعد مرهقا جدا للمزارعين ومربي الماشية.

مزادات علنية وتصفيات
وحول كيفية تعامل الاحتلال مع الدواب المحتجزة، يقول محمد أبو محيسن، من سكان الأغوار الشمالية وأحد مربي الماشية: إن “سلطات الاحتلال تنذر أصحاب المواشي بدفع الغرامات الباهظة، وتكون أحيانا أعلى من ثمن الماشية نفسها، فيضطر أصحابها لعدم الدفع”.

ويتابع: “في هذه الحالة تعمد سلطات الاحتلال إلى إقامة مزاد علني كل فترة، وتبيع المواشي المحتجزة في هذا المزاد”، ومؤخرا أعلنت ما يسمى الإدارة المدنية الصهيونية، عن نيتها عقد مثل هذا المزاد لنحو ستين من الماشية والدواب المحتجزة في معسكر الجفتلك.

وتتعدد أشكال الاعتداء على الماشية في الأغوار، فعدا عن الاعتقال، هناك القتل المتعمد، وهو ما  حدث مع قطيع المواطن محمد عواد في “خلة حمد” شرق طوباس في الأغوار الشمالية يوم الجمعة (17-1-2017)، حين هاجم المستوطنون قطيعه بحجة رعيه الأغنام في “خلة حمد” (منطقة يخطط المستوطنون للاستيلاء عليها)؛ وبدأوا إطلاق النار على القطيع فقتلوا واحدة وجرحوا اثنتين.

ويؤكد مربي الماشية “أبو محيسن” أن الأمر أصبح مرهقا جدا لسكان الأغوار، “فهم ملوا من كثرة الغرامات والملاحقات التي تمنعهم من الرعي في فضائهم الطبيعي”.

وتعد المواشي والدواب عصب الحياة للمواطنين من سكان الأغوار الشمالية، سيما وأنها تستخدم للتغلب على التضاريس الوعرة وغياب البنى التحتية، إضافة إلى أن الأغوار تحوي مخزون الماشية الرئيسي في الضفة الغربية.

ويشدد على أن ما يطلق عليهم “موظفو حماية الطبيعة” في الإدارة المدنية الصهيونية، باتوا سيفا مسلطا على رقاب أهالي الأغوار، باستهدافهم قطاع تربية الماشية بأشكال مختلفة لإجبارنا على الرحيل.
  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات