فلسطينيو 48 بجنين.. شريان اقتصادي محكوم ببوابة الاحتلال

يعد فلسطينيو 48 شريان الحياة التجارية لمدينة جنين شمال الضفة الغربية، وأحد أعمدة الاقتصاد فيها، كما أنها مقصد رئيسي للتسوق لفلسطينيي الجليل وحيفا والناصرة والمثلث في أراضي 48، بسبب موقعها الجغرافي القريب.

ويقول مدير الغرفة التجارية في جنين محمد كميل، إن الإحصاءات الرسمية “الإسرائيلية” لعام 2016، أشارت إلى أن مجمل ما أنفقه فلسطينيو 48 في جنين خلال عام 2016 بلغ مليارا و300 مليون شيقل، وأن ما يزيد عن 860 ألف سيارة لفلسطينيي 48 دخلت جنين عبر حاجز الجلمة خلال العام الماضي.

وأكد أن الحركة التجارية في جنين تعتمد على القوة الشرائية لفلسطينيي 48، والتي أسهمت في جعل جنين وجهة تجارية مهمة ونشطة، ولكن كل ذلك مرهون بفتح أو إغلاق معبر الجلمة.

ورأى أن الحركة التجارية في جنين شهدت نشاطا ملحوظا في السنوات الأخيرة، وتوسعت أسواقها بشكل ملحوظ، كما شهدت دخول مستثمرين من خارجها بسبب قوة أسواقها.

اقتصاد مرتبط بمعبر
وأردف: المشكلة أن ذلك كله مرتبط بحركة معبر الجلمة، فلو أغلق الاحتلال معبر الجلمة، ومنع دخول فلسطينيي 48؛ لتعرضت الحركة التجارية بجنين لانتكاسة حادة.

ويشير كميل لمراسلنا إلى إشكالات أخرى غير الخوف من إغلاق المعبر، وهي الإجراءات التي تتم على معبر الجلمة وساعات الدوام عليه، خاصة أيام الصيف؛ حيث يلجأ المتسوقون من الداخل الفلسطيني إلى معابر أخرى للوصول إلى بلداتهم في الداخل الفلسطيني.

ويشير التاجر محمد تركمان إلى أن رأس المال في جنين يبقى في حالة خوف وعدم استقرار وضبابية من المستقبل، لأننا لا نتحكم في مدخلات اقتصادنا، وفق تعبيره.

وتابع: ذلك يجعلنا ننظر إلى أي ازدهار على أنه مؤقت وهش، فسبق وأغلقت سلطات الاحتلال المعبر بذرائع مختلفة فانهارت الحركة التجارية في جنين.

ونبه إلى أن العلاقة التجارية بين جنين وفلسطينيي 48 قديمة، وهي المكان الأكثر تفضيلا لهم لما يحمله من ميزات مختلفة، منها القرب، والأسعار المنافسة، والعلاقات الاجتماعية وغير ذلك.

ليس بالضرورة تنمية اقتصادية
ويشير مدير الاقتصاد الوطني في جنين عماد أبو طبيخ إلى أن ما تشهده جنين الآن من حركة تجارية لا يمكن تسميته بأنه تنمية اقتصادية من شأنها أن تسهم في تخفيض نسبة البطالة على سبيل المثال، وإنما يعود ذلك للحركة التجارية النشطة التي يشكلها فلسطينيو 48 من خلال دخولهم اليومي للمدينة.

ولكنه أكد لمراسلنا على الدور الكبير لحركة فلسطينيي 48 بجنين على الوضع الاقتصادي، والذي يظهر من خلال عدد المركبات التي تدخل يوميا من خلال معبر الجلمة، وكذلك بعض الإحصائيات المالية المتوفرة؛ مما ينعكس إيجابا على بعض الاستثمارات في المحافظة.