الأربعاء 03/يوليو/2024

ما توجهات السياسة الألمانية تجاه حماس؟

ما توجهات السياسة الألمانية تجاه حماس؟

خلص تقرير أعده منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني إلى أن التزام ألمانيا التاريخي تجاه “إسرائيل” يعيق تطوير علاقتها مع حركة “حماس”، رغم أن المراقبين والمحللين الألمان ينظرون إلى الحركة أنها نقلة نوعية للصورة النمطية التي بناها الغرب عن الحركات الإسلامية “الجهادية”.

واستعرض التقرير الصادر اليوم الخميس، الذي تناول السياسة الألمانية تجاه حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، العوامل التي ساهمت في تغيير الصورة النمطية عن الحركة، بما فيها تقديمها خدمات اجتماعية وثقافية، والمشاركة في انتخابات المجالس الطلابية والغرف التجارية.

وبلغت ذروة التحول في مسيرة “حماس”، بنظر المحللين الألمان؛ حينما قررت المشاركة في الانتخابات التشريعية عام 2006 وفوزها بالأغلبية، وهو ما أهّلها لتصنف على أنها حركة مقاومة ضد الاحتلال، وليست حركة “إرهابية” ذات مرجعية متطرفة لا تحمل أهدافا أو رؤى محددة.

ويتكون التقرير الذي أعده الباحث وسام أبو الهيجا من ثلاثة فصول، ويقع في 18 صفحة من القطع الصغير.

تساؤلات يجيب عنها التقرير
وأجاب التقرير عن عدد من الأسئلة المهمة لفهم العلاقة بين ألمانيا وحركة “حماس”، وكذلك العلاقة الألمانية بالقضية الفلسطينية بشكل عام.

وأوضح كيف ينظر الألمان لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” وما هو تصنيفهم لها؟ وما هي المعايير التي وضعها المطبخ السياسي والدبلوماسي الألماني على المستوى الداخلي والخارجي للتعامل مع حركةٍ تمثل سياسيا أكثر من نصف المجتمع الفلسطيني؟

كما أشار التقرير إلى دور ألمانيا ووزير خارجيتها الأسبق يوشكا فيشر في تشكيل اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط، بعضوية: الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وهي اللجنة التي أقرت سياسة الحصار على الشعب الفلسطيني.

محددات السياسة الألمانية
ويركز الفصل الأول من التقرير على محددات السياسة الألمانية تجاه حركة “حماس”، وبحث في العوامل التي ساهمت في خلق منهج سياسي ألماني شبه ثابت تجاه الحركة والمناخ الإقليمي والدولي المحيط به، بينما عرض الفصل الثاني المواقف الألمانية تجاه الحركة بعد فوزها في انتخابات 2006 ومرحلة الانقسام الفلسطيني، والحصار على قطاع غزة والحروب “الإسرائيلية” المتلاحقة على القطاع.

أما الفصل الثالث، فيرصد مواقف الأحزاب الألمانية من حركة “حماس” ويعرض جانبا من التصريحات السياسية لرؤساء وأعضاء عدد من تلك الأحزاب.

وتوقف التقرير عند التباين الذي حصل في مواقف الأحزاب الألمانية تجاه “حماس” بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية عام 2006 وتشكيل إسماعيل هنية الحكومة الفلسطينية آنذاك.

وأشار إلى أن عددا من الأحزاب الالمانية كانت على قناعة بأن هناك مصلحة ألمانية، في التعامل مع حركة “حماس”، ولكن كل تلك الأحزاب كانت مجمعة إلى حد كبير على ضرورة قبول الحركة بشروط اللجنة الرباعية الدولية.

وأوضح التقرير أن الخطاب الرسمي تجاه الحركة يعد ثابتا، فالحكومة الألمانية تجاهر في تحيزها لصالح “إسرائيل”، وتعبر عن دعمها باستمرار في مواجهة “حماس”، وعن حق “إسرائيل” في “الدفاع عن النفس”.

ولم تتوقف برلين عن مطالبة “حماس” بتغيير موقفها الرافض لتطبيق شروط اللجنة الرباعية الدولية والاعتراف بالاتفاقات الدولية الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية.

مواقف الأحزاب الألمانية
كما تطرق التقرير إلى موقف أحزاب المعارضة الألمانية؛ مثل حزب اليسار وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، مؤكدا أنه لا يختلف كثيرا عن المواقف المعلنة لأحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا بزعامة الحزب المسيحي الديمقراطي وشركائهم المحافظين في الحزب المسيحي الاجتماعي والحزب الاشتراكي الديمقراطي.

وأشار إلى بعض الدعوات الخجولة التي أطلقتها الكتل النيابية لأحزاب المعارضة في جلسات البرلمان الألماني لإنهاء مقاطعة الحكومة الألمانية لحماس؛ “مدخلًا لإنهاء ما اصطلح عليه في السياسة الألمانية “دائرة العنف” في قطاع غزة بين الفلسطينيين والاحتلال “الإسرائيلي”، التي لم تجد أصداء أو تأثيرات في السياسة الألمانية ولدى صناع القرار، وأبقت تلك الدعوات مقرونة بقبول حماس مخرجات عملية السلام والاعتراف بـ”إسرائيل” والتخلي عن مقاومتها المسلحة.

الخلاصة
وفي الخلاصة، أكد التقرير أن شريحة من السياسيين في ألمانيا بدأت تفكر بضرورة قبول الحركة “حقيقةً سياسيةً في عملية السلام بالشرق الأوسط، وضرورة التعامل معها بناء على محددات السياسة الألمانية وتطور موقف الحركة المنضوية تحت قائمة الإسلام السياسي بالشكل الذي يؤهلها للاندماج في المجتمع الدولي”.

وختاما؛ أكد التقرير بأن السقف المرتفع للشروط الألمانية مردُّه التزام ألمانيا التاريخي تجاه “إسرائيل”، حيث تمر السياسة الداخلية والخارجية الألمانية عبر نافذة “الالتزامات التاريخية وتأويلات معاداة السامية”.

وأوضح أن هذا ما يجعل الخطاب السياسي تجاه حركة “حماس” أمرا معقدا يرتقي إلى أن يكون “خطًّا أحمر” يحرُم تجاوزه بأي حال من الأحوال.

ومع ذلك، يرى أن فرص فتح القنوات بين ألمانيا وحركة “حماس” ما تزال قائمة، بالنظر إلى الدور الفعال والقبول الذي تتمتع به ألمانيا من جميع الأطراف في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا، على غرار المفاوضات السرية والمباشرة مع حركة طالبان.

وأشار إلى أن برلين تأمل في دمج حركة “حماس” تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية وخروجها من حرج التعامل المباشر معها بالتعامل مع رئيس منظمة التحرير المقبول غربيًّا محمود عباس.

لقراءة التقرير أو حفظ نسخة منه، يرجى فتح الرابط التالي: http://bit.ly/2kSg4q1

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقال الهلال الأحمر...