مناورة ميدانية بغزة تحاكي حوادث سير وعمليات قصف

جثث ملقاة على الأرض.. أشلاء ودماء متناثرة.. أصوات صراخ تنادي علىالإسعافات لإنقاذهم.. وأم تبكي على طفلتها المصابة بحروق من الدرجة الأولىإلى جانب بعض الكسور في باقي جسدها، وما هي سوى لحظات حتى هرعت عشراتسيارات الإسعاف إلى المكان للتعامل مع عشرات الحالات على جانبي الطريق.

هذه التفاصيل لم تكن حالة حرب حقيقية؛ وإنما مناورة ميدانية حية نظمتهاوزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الخميس، بالتعاون مع منظمة أطباء العالمفرنسا، تحاكي خلالها حوادث سير مروعة وعمليات قصف حافلات تسفر عن سقوطضحايا.

وتوزع المصابون والمتطوعون حسب الخطة المتفق عليها قرب دوار بني سهيلاوأجسامهم ملونة بطلاء أحمر، في حين أغلقت عدة طرقات في مدينتي خانيونس ورفحمن عناصر الشرطة المتمركزة على المفترقات والشوارع الرئيسة.

وجسدت المناورة واقعًا لعملية استهداف “إسرائيلية” لحافلات صغيرة، تقلعشرات الشبان، كما جسدت حوادث السير الكبيرة، وكيفية التعامل مع الضحايا فيالميدان، وإمكانية نقلهم إلى مراكز الرعاية الأولية ومن ثم للمستشفيات عبرسيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة.

وبالقرب من الجثث الملقاة توقف العشرات من المواطنين وسط حالة من الدهشة منسرعة تعامل طواقم الإسعاف مع الحدث، شاكرين الجهود التي تقوم بها في خدمةالمواطنين في أحلك الظروف.

بدورها، بيّنت المنسقة الميدانية لمكتب أطباء العالم فرنسا بغزة هبةالشريف، أن هذه المناورة تأتي تقييمًا نهائيًّا لنتاج برنامج تدريبي نفذتهمنظمة أطباء العالم فرنسا خلال عام كامل، للمجتمع المحلى ولطواقم وزارةالصحة.

وأوضحت الشريف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”أن هذا المشروع يشمل محافظتي رفح وخانيونس؛ بهدف تعزيز وتطوير القدراتوالخبرات الموجودة لدى الطواقم في وزارة الصحة للاستجابة لحالات الطوارئ.

ولفتت إلى أن المناورة في خانيونس تحاكي تصادم حافلتي ركاب مليئة بنحو 81راكبا، أصيبوا بجراح مُختلفة في التصادم، بحيث تفوق القدرة الاستيعابيةللطواقم الموجودة، ومن ثم نقلهم من مكان الحدث لمراكز الرعاية الأوليةالمجهزة بغرف طوارئ عبر أطباء العالم فرنسا خلال السنوات الماضية، ومن ثمإخلاؤهم للمشافي الرئيسة في المحافظات.