عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

عدنان أبو تبانة.. إسرائيل تغيّب تاريخ فلسطين

عدنان أبو تبانة.. إسرائيل تغيّب تاريخ فلسطين

رغم رباطة جأشها وصبرها على سنوات الهجرة والنكبة، التي حفرت على وجهها أخاديد الألم والأمل في العودة إلى قريتها الفالوجة، إلا أنها لم تتمالك نفسها، ولم تتمكن من السيطرة على دموعها، عند سؤالها عن نجلها المؤرخ والباحث الدكتور عدنان أبو تبانة.

الحاجة هادية “أم يوسف”، (81 عاما)، عبرت عن حسرتها وألمها على نجلها وفلذة كبدها، وهي تقول: “لماذا عزله الاحتلال انفراديا؟ حسبنا الله ونعم الوكيل، ألا يكفي أنه مسجون، وبعيد عني وعن زوجاته وأبنائه”.. قبل أن تستجمع قواها، قائلة: “أبو أنس بطل وشهم، لا يهمه السجن، وعمره السجن ما أغلق على حد، وإن شاء الله ربنا بفرجها عليه، وبخرج من العزل ومن السجن وبعود إلى بيته، وبقهر العدا، الله يرضى عليه ويحفظه من كل سوء”، بهذه اللهجة الفلسطينية الممزوجه بالألم والأمل، تحدثت والدة القيادي في حماس الدكتور عدنان أبو تبانة، لمراسلنا.
   
الدكتور عدنان أبو تبانه (51 عاما)، اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال والسلطة، اللذيْن غيبا أبناءه؛ أنس وعز الدين ومحمد ويونس، في زنازينهم عدة مرات.

القيادي الأسير
لقد عرفت الجامعات الفلسطينية والمساجد وساحات الحراك الجماهيري، الدكتور أبو تبانة، الذي عمل محاضرا في جامعة القدس وخطيبا مفوها في مساجد الخليل، وعضوا فاعلا في مؤسساتها الأهلية، ومنسقا لحماس في لجنة القوى الوطنية والإسلامية، إبان الانتفاضة الأولى والثانية، بل عرفته سجون الاحتلال قياديا بارزا في الحركة الأسيرة، “تلك السجون التي أمضى داخلها نحو 12 عاما، وشارك في إضراباتها”.
   
وهو الباحث في التاريخ الإسلامي والقضية الفلسطينية، وقد حقق كتاب “الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل”، وكتب عدة دراسات في تاريخ “الهدن” في التاريخ الإسلامي، إضافة إلى كونه رجل أعمال ناجحًا، يملك شركة تجارية في صناعة وبيع البلاستيك.
   
خادم لوطنه
تقول رفيقة دربه خلال ثلاثين عاما، نهاد صالح، إن زوجها إنسان مخلص لدينه ووطنه وشعبه؛ فهو داعية وسياسي وباحث يعمل على خدمة وطنه، “إلا أن سلطات الاحتلال تكره وجوده بيننا وبين أبناء شعبه، لأنها تخشى رأيه وموقفه وتأثيره من خلال شخصيته الآسرة”.

وتضيف “أم أنس” في حديث خاص، لمراسلنا: “نحن نحزن ونتألم عندما يغيبه الاحتلال عنا، لكننا ندرك أنه في رعاية الله، فهو رجل صابر ومؤمن لا يهزّه السجن، ونحن نفخر به ونعتزّ بحضوره الجماهيري، لقد تألمنا عندما علمنا أنه نقل إلى العزل الانفرادي، خاصة أنه مريض بالسكري والضغط، لكننا على قناعة أن الله معه”.

محمد الخضور (27 عاما)، أحد طلاب الدكتور أبو تبانة، في جامعة القدس المفتوحة، يقول لمراسلنا: “تشرفت بدراسة القضية الفلسطينية على يد الدكتور أبو أنس، في الحقيقة لم أفهم تفاصيل تاريخ القضية الفلسطينية إلا من خلال محاضراته القيمة، بأسلوبه المنهجي وربطه بين الماضي بالحاضر.. لقد درست تفاصيل صلح الرملة، لأول مرة، من خلال محاضراته”.

ويضيف الخضور: جمعني السجن بالدكتور أبو أنس في معتقل النقب الصحراوي، وكنا نستمع إلى محاضراته القيمه في قسم 6، “فلا أعتقد أن تغييب الاحتلال له في السجن أو العزل سيغيب فكره وعلمه عنا”.
     
وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت الدكتور عدنان أبو تبانة يوم (6/6/2016م)، وحولته إلى الاعتقال الإداري، فيما نقلته من معتقل النقب الصحراوي إلى العزل الانفرادي في سجن مجدو مساء يوم (22-1-2017).

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات