الأربعاء 03/يوليو/2024

قرية الزبيدات.. أطماع المستوطنين تلتهم سلة الغذاء

قرية الزبيدات.. أطماع المستوطنين تلتهم سلة الغذاء

هناك في منطقة الأغوار؛ تواجه قرية صغيرة وتتحدى غول الاستيطان لوحدها بعيدًا عن وسائل الإعلام.. هناك؛ حيث المزارعون البسطاء، الذين يتحدون المستوطنين وطمعهم بأرضهم وسهلهم الخصب الذي يشكل سلة غذاء وفيرة لشمال الضفة الغربية.

تصنيف واستهداف

أكثر ما يقلق مزارعي قرية الزبيدات هو تصنيفات الأراضي لـ”A” و”B” و”C” التي تحت مسمياتها تصادر الأراضي وتمنح للمستوطنين، وحتى المجلس القروي لا يعرفها بالضبط، ويتلاعب فيها الاحتلال لمصادرة الأراضي وطرد المزارعين والأهالي.

ويستهدف الاحتلال بوسائل عديدة منطقة الأغوار الفلسطينية؛ ومنها الزبيدات؛ حيث لا يكاد يمر يوم دون اعتداء أو تضييق؛ أو مس بحرية سكان تلك القرية الهادئة والتي لا تبعد سوى 500 متر عن الحدود الأردنية.

وعند زيارة وفود إعلامية أو حقوقية للقرية، يسارع رئيس مجلسها حسن الجرمي إلى شرح معاناة قريته الصغيرة، ويسارع للتوضيح لهم أن منزله الذي يقطنه يقع في منطقتين مختلفتين بحسب تصنيفات “أوسلو”، فالحديقة تتبع لمنطقة C والمنزل يتبع منطقة A، والقرية محاطة بسياج حدودي ومستوطنات ومزارع للمستوطنين وأبراج حراسة لجيش الاحتلال، ويخشى على منزله كبقية منازل القرية من ممارسات الاحتلال.

معاناة متعددة

وعن معاناة قريته  يقول الجرمي: “المعاناة متعددة الأوجه والأشكال، منها كثرة تدريبات الاحتلال وجيشه، وما يصاحب ذلك من تفجيرات وألغام، وكذلك إخطارات الهدم للمنازل والبركسات وخيم الرعاة، وكثرة الحواجز، والتوسع الاستيطاني، والاقتحامات، ومنافسة منتجات ومزروعات المستوطنات الزراعية التي تملأ الأغوار”.

ويضيف “الجرمي أنه في إحدى المرات حضر جنود الاحتلال فجأة خلال قيامه بزراعة الأشجار في حديقة منزله، وقالوا له: “بعد منزلك بـ”60″ سنتيمترا ممنوع أن تزرع أو تعمل أي شيء لأن المنطقة هي (c)”.

وعن جمال القرية وأراضيها الزراعية يقول الموظف سلام عايدة من نابلس، إنه في فترة الأعياد والعطلات الشتوية وحتى الصيفية، يفضل قضاءها في قرية الزبيدات، نظرًا لجمال سهولها الخضراء وجبالها وتلالها، فكل ما فيها جميل سوى منظر معسكرات الجيش والمستوطنات، كما يقول.

ويشكو المزارع طلال محمود من القرية قلة الدعم، ومن ضعف تسويق منتجاته الزراعية بسبب منافسة منتجات المستوطنات الزراعية ويقول: “المستوطنات الزراعية تنافسنا بقوة، والاحتلال يحاربنا في أرزاقنا، ويحارب صمودنا بمنع تصدير منتجاتنا الزراعية، مع العلم أنها كانت تصدر لمعظم الدول العربية قبل احتلال الضفة الغربية في عام 1967، ولا يسمح لنا بكميات مياه كافية للزراعة خاصة خلال الصيف”.

يشار إلى أن الزبيدات هي قرية تتبع محافظة أريحا بالأغوار، وغالبية سكانها مزارعون بدو، ويعود أصل سكانها من رهط بئر السبع، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى اسم العائلة؛ فسكانها جميعًًا يحملون اسم الزبيدات غالبًا، وتبعد القرية عن أريحا 45 كيلومترا شمالاً، وعن نابلس 40 كيلومترا شرقًا، وعن بيسان 40 كيلومترا جنوبًا، وهي مجاورة لنهر الأردن بحيث تبعد عن النهر نصف كيلومتر غربًا؛ ويعتمد سكانها على الزراعة، وهناك مساحة 5000 دونم من سهل الزبيدات مزروعة بجميع أنواع الخضروات.

وبحسب الإحصائيات الفلسطينية فإن منطقة الأغوار الفلسطينية تشكل 30% من المساحة الكلية للضفة الغربية؛ حيث يقطنها 60 ألف مواطن فلسطيني، كما أن 87% من الأغوار الفلسطينية هي منطقة مصنفة (ج) حسب اتفاقية أوسلو.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقال الهلال الأحمر...