الإثنين 08/يوليو/2024

محاصيل غزة.. عطش في موسم المطر

محاصيل غزة.. عطش في موسم المطر

أوشك موسم الشتاء على الانتهاء، وما زالت أراضي غزة عطشى، تشكو قلة المطر، ما أثر سلبا على الموسم الزراعي في القطاع، فللمرة الأولى منذ سنوات طويلة، أضحت مياه الأمطار ضيفاً عزيزاً على المحاصيل الموسمية، ولم تهطل نصف “كمية المعدل السنوي” على غزة، حسب بيانات وزارة الزراعة.

قمح ضعيف

تقع أرض المزارع مروان أبو محارب، شيخ مزارعي المنطقة الحدودية المحاذية لموقع “كسوفيم” في المنحدر، وقد اعتاد على غرسها مطلع الشتاء بالمحاصيل الشتوية والحبوب، لكن الرياح أتت هذا الموسم بما لا يشتهي، فقد غرس (60) دونما، ببذور القمح لمسافة (500-300 م) غرب السلك الفاصل، لكن تأخّر المطر أنتج نباتات ضعيفة.

ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “تأخرنا في الغرس لما تأخر المطر، والقمح في هذه الأوقات يكون طوله 40 سم، لكنه لم يتجاوز اليوم 10سم، وهذه أول مرة في حياتي أراها كذلك، كما تأثرت مزروعات الشعير والبازيلاء”.

يعدل “مروان” كوفيته الحمراء، مؤكداً أنه من الصعب ري (60) دونما، بشبكة مياه، “لذا إذا استمر الحال هكذا سيروي من (5-10) دونمات من بئر المياه، ليؤمّن مؤنة السنة له ولأشقائه، ويترك البقية دون رعاية”.

زراعة متوارثة
ينحني المزارع محمد أبو مغصيب، مقلّباً ثمار البازيلاء في 4 دونمات زرعها قبل أسابيع، بالقمح والبازيلاء، وينفض يديه أسفاً على ضياع الموسم، ويضيف، لمراسلنا: “توارثت هذه النبتة عن أبي، ونزرعها من عشرات السنين، وهي لا تحتاج لرعاية، فالمطر يتكفل بها، وينتج الدونم (400-500 كيلوجرام).

ويشير إلى أن الثمار نمت بشكل ضعيف، وتأخرت بسبب شح مياه الأمطار، التي تمنحها نموًّا يتعدى 50% من حجمها الحالي، كما تكون الثمرة أجود وأفضل مع مياه المطر عنها مع مياه الري.

ويتابع: “المفترض أننا نحصد معظمها الآن (ثمار البازيلاء)، لكنها بحاجة لثلاثة أسابيع حتى نتمكن من قطفها، لذا أسقيها يوما بعد يوم، وثمن الكيلو 8 شيكل لم ينخفض”.

ويفصل أرض أبو مغصيب شارع ترابي صغير تقابله مساحة (2) دونم زرعها شقيقه بالقمح، وقد اخترقت خراطيم المياه بساطها الأخضر أملاً في إنقاذ القمح الذي يعتمدون عليه في البيت طوال السنة.
 
تخوفات من الجفاف

إلى الغرب مئات الأمتار، تقع أرض المزارع سليم أبو أسد (14) دونما، في المنخفض المطلّ على الحدود لا يفصلها عن السلك الفاصل سوى 300 متر، وقد زرعها بالقرنبيط والكرنب والكوسا والباذنجان والطماطم.

لم يتجرأ “أبو أسد” من دير البلح على المغامرة في زراعة الحبوب، عندما راقب تأخّر الأمطار، ففضل البقاء على زراعته، لكن تأخّر مياه الأمطار زاد أيضاً من همومه.

ويضيف: “عندما يهطل المطر تكون الخضروات أجود ونموها أسرع، خاصة وأنا أروي الآن من البئر، ومعظم الأيام أضطر لملازمة الحقل في الليل الذي يبعد عن بيتي 6 كيلومتر لأسقي الزرع” .

ويقّدر نزار الوحيدي، مدير عام الإرشاد والتنمية بوزارة الزراعة بغزة ، مساحة المحاصيل الحقلية (25000) دونم مزروعة بالقمح والشعير والحمص والبازيلاء ونباتات أخرى.

ويتابع، لمراسلنا: “تأخّر المطر أدى لتأخّر المزارع في الزراعة، ولدينا الآن فترة جفاف تعدت أسبوعين، لذا لابد من ري مساعد للمحاصيل، وإذا استمر الحال هكذا، سيضيع الموسم وسيرتفع ثمن القمح والحبوب”.

وأضحى (15) ألف مزارع، معظمهم يقطنون الحدود، ويعملون في عمق كيلو متر غرب السلك الفاصل، ويعتمد الكثير منهم على محاصيل الشتاء، مهددون بالجفاف بعد تعرضهم لمبيدات رشتها طائرات الاحتلال دمرت النباتات ووصلت لعمق التربة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات