الإثنين 08/يوليو/2024

التجوالات السياحية الداخلية.. مزج بين الهدف الوطني والمجتمعي

التجوالات السياحية الداخلية.. مزج بين الهدف الوطني والمجتمعي

انتشرت في السنوات الأخيرة المجموعات الفلسطينية النشطة في مجال التجوالات والرحلات الداخلية الفلسطينية؛ سعيًا لتعريف المشاركين بالأماكن الأثرية والتراثية والبيئية والاطلاع على واقع الانتهاكات، وما تتعرض له الكثير من البلدات والتجمعات الفلسطينية، خاصة في المناطق النائية والمهمشة.

ورغم أن نشاطات تلك المجموعات يتم على مدار السنة إلا أن فصلي الشتاء والربيع يشهدان غالبية تلك الجولات؛ كونها تتم في أجواء خضراء وطقس ملائم للمشي مسافاتٍ طويلة.

وتعد مجموعة “امشي – تعرف على بلدك” من المجموعات السباقة في وسط الضفة الغربية، والتي تركز على اختيار مسالك بيئية وريفية، وتكون الرحلة في أغلبها مشيًا على الأقدام.


null

وفي نابلس تبرز بشكل جلي أربع مجموعات نشطة في هذا المجال، وهي: “مجموعة العائلة الفلسطينية”، و”مجموعة تجوال أصداء”، و”مجموعة حكاية وطن”، و”طلة نابلسية”، والتي تنظم أحيانًا جولات مشتركة.

جولات أسبوعية

وتقول جهاد قمحية، منسقة مجموعة العائلة الفلسطينية لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن المجموعة تنظم كل أسبوع تقريبًا جولة في مسار معين رفقة دليل سياحي مختص؛ بهدف تعريف المشاركين بكل مكان يُزار، فيما يشارك شبان وفتيات ونسوة كبار بالسن وعوائل في تلك الجولات، ما يجعلها أشبه بتجوالات عائلية بتواجد الأعمار كافة فيها.


null

وتنشط أيضًا في الأشهر الأخيرة “جمعية أيدي جيل المستقبل” التي أطلقت في الربع الأخير من العام 2016 مشروع “حكاية وطن”، والذي يستهدف الشبان وخاصة طلبة الجامعات؛ من أجل نشر الثقافة الوطنية ومعرفة المناطق الفلسطينية بكل تفاصيلها.

ويشير رئيس الهيئة الإدارية للجمعية والمشرف على المشروع، ماجد طبيلة، إلى أن المشروع انطلق بجهود فردية، وكانت أولى محطاته في البلدة القديمة من نابلس، ثم بلدة سبسطية الأثرية والمسعودية، وقريبًا سينطلق إلى وادي قانا والخليل وبيت لحم وجنين وأريحا.

أهداف وطنية

ويشدد على أهمية هذه الجولات في تعريف الفتية والشبان بالتاريخ الوطني في ظل تراجع الثقافة الوطنية واضمحلالها كما يقول، منبّهًا بأنه في جولة سبسطية التي شارك فيها 70 مشاركًا جميعهم من مدينة نابلس، كان أكثر من ثلثيهم يزور البلدة الأثرية لأول مرة في حياته، رغم أنها لا تبعد عن مركز مدينة نابلس سوى 12 كيلومترًا فقط.


null

ومن المجموعات الناشطة في شمال الضفة الغربية “تجوال أصداء”، والتي تضم صحفيين وطلبة إعلام، ويترأسهم الإعلامي الدكتور أمين أبو وردة؛ حيث تركز في التجوالات على رصدها ومتابعتها إعلاميًّا سواء بالأفلام والصور أوالكتابات الإبداعية.

ويقول أبو وردة إن العام الماضي شهد تنظيم 16 جولة في مختلف المسارات البيئية والسياحية والتراثية، وكان الهدف منها النزول إلى الميدان ومعايشته لنقل مشاهدات وانطباعات الجمهور بعيون صحفية، ما يرفع من الثقافة بالمعالم الوطنية وهمومها وتطلعاتها، خاصة أن مخرجات كل جولة من أفلام وصور وكتابات، تنشَر على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، ويُتحدّث عنها عبر الإذاعات المحلية.


null

وينبّه بأن إحدى العقبات أمام المجموعات الناشطة في هذا المجال عدم وجود رعاية لها؛ حيث تنظم غالبية تجوالاتها بجهودها الذاتية، وأحيانًا برعاية مؤسسات القطاع الخاص، مستطردًا بأن تلك الجولات تحقق أهدافًا وطنية ومجتمعية ونفسية للمشاركين فيها، ومن ثم للجمهور المتلقي.


null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات