الأحد 05/مايو/2024

عرب الرماضين.. حياة الشقاء على أمل العودة

عرب الرماضين.. حياة الشقاء على أمل العودة

في أقصى جنوب الجنوب الفلسطيني، وعلى حدود خط الهدنة في العام 1949م، أقام عرب الرماضين خيامهم ومساكنهم للبقاء على مقربة من أراضيهم التي أخرجوا منها على وقع مجازر العصابات الصهيونية، ليعيشوا أمل العودة كل يوم جديد متحدّين مساعي الاحتلال كافة في طردهم من جديد واقتلاعهم من هذا الأراضي التي سكنوا بعد النكبة.

الموقع وعدد السكان
تبعد قرية عرب الرماضين عن مدينة الخليل التي تتبعها إداريا أربعين كيلومترًا، ويحيط بها “خط الهدنة” الذي رسم في العام 1949م، وكذلك الطريق الواصل بين مدينة الخليل وبئر السبع وعدد من المستوطنات التي تطوقها من مختلف الجهات.

 

رئيس المجلس القروي في البلدة أحمد إسلام الزغارنة أكد في حديثه مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن البلدة تعد منطقة ريفية في الجنوب الفلسطيني يبلغ عدد سكانها ما يقارب 5300 نسمة، ويعمل أغلبهم في تجارة المواشي والزراعة التي أصبحت شحيحة بفعل الجدار والاستيطان وقلة المياه.

سبب التسمية
وأوضح الزغارنة أن سكان عرب الرماضين هم في الأصل من بدو مدينة بئر السبع، وعندما حلت النكبة في العام 1948م، اضطروا للخروج من أراضيهم ومساكنهم، ليستقروا على مقربة من بيوتهم في أراضٍ تتبع قرية الظاهرية؛ وذلك على أمل العودة إلى ممتلكاتهم ومنازلهم.

وتابع: إنهم رفضوا إنشاء أي مسكن في تلك القرية، وعاشوا في الخيام فترات طويلة، وبعد حلول “النكسة” وسيطرة قوات الاحتلال على باقي مدن الضفة الغربية اضطر السكان إلى إنشاء المنازل والبيوت والمنشآت الاقتصادية والاستقرار في هذه القرية التي أطلق عليها عرب الرماضين نسبة إلى جدهم الأول (رمضان)، حيث تضم القرية عائلات الزغارنة والشعور والفريحات والمليحات والرغمات والسواعدة والدغاغمة والمسامرة.

وتضم القرية -حسب ما أشار له الزغارنة- أربع مدارس حكومية وأخرى تتبع وكالة الغوث، إضافة إلى ثلاثة مساجد وعدد من الأماكن الأثرية والتاريخية، مثل دير القادي ودير الهوى وكنيسة عسيلة.

شح المياه وانعدام الخدمات
تعاني القرية من نقص حاد في المياه، الأمر الذي له أثر كبير على الثروة الحيوانية والزراعية التي تعدّ المصدر الرئيس لسكان القرية.

وأوضح الزغارنة أن القرية لم توصل بشبكة المياه التابعة لوزارة الحكم المحلي الفلسطيني، وهي تزود بالمياه من شبكة المياه الإسرائيلية (ميكروت) منذ العام 1998م، والتي تزود القرية بكمية لا تكفيها لأيام معدودة، الأمر الذي يدفع سكان القرية إلى التزوّد بالمياه من خلال صهاريج خاصة.

وأضاف الزغارنة أن البلدة تعاني أيضا من انعدام شبكات الصرف الصحي ونظام جمع النفايات الصلبة، الأمر الذي يدفع المواطنين إلى التخلص من هذه النفايات عبر حرقها في الأماكن المفتوحة، وهذا بدوره يعمل على تلويث البيئة ويؤثر بشكل طبيعي على الأراضي الزراعية.

البلدة لم توصل بشبكة مياه تابعة لوزارة الحكم المحلي، إضافة لانعدام شبكات الصرف الصحي ونظام جمع النفايات الصلبة.


الاستيطان يحيط بها
استطاع أهالي القرية بفعل صمودهم وثباتهم وانتشارهم على أكبر قدر من المساحة الجغرافية في وقف تمدد الاستيطان ومصادرة الأراضي، ليقفوا عقبة أمام الاحتلال في كل مشاريعه القائمة على ابتلاع الأرض من أجل زيادة عدد المستوطنات في مناطق الجنوب الفلسطيني.

فقد أكد الزغارنة أن القرية محاطة من الشرق والجنوب والغرب بخمس مستوطنات؛ فمن الشمال والشرق يوجد طريقان التفافيان، ومن الشرق والجنوب والغرب يحيطها جدار الفصل العنصري، وتخضع القرية لحاجزين عسكريين إسرائيليين بشكل دائم، وثلاثة حواجز من السواتر الترابية والكتل الإسمنتية.

وبلغت مساحة الأراضي التي صادرتها سلطات الاحتلال لأجل بناء المستوطنات والقواعد العسكرية ما يقارب 8000 دونم، ومنذ العام 2000 وحتى وقتنا الحالي صادرت قوات الاحتلال 500 دونم ودمرت وهدمت عشرات المنازل واقتلعت 150 شجرة زيتون و100 شجرة لوز.

صادر الاحتلال لأجل بناء المستوطنات والقواعد العسكرية ما يقارب 8500 دونم من اراضي البلدة ودمرت وهدمت عشرات المنازل واقتلعت 150 شجرة زيتون و100 شجرة لوز

ويشير الزغارنة إلى أن أهالي البلدة واجهوا هذه الحملة الشرسة من عدة سنوات بإقامة وإنشاء الأبنية السكنية والمرافق الحيوية داخل القرية بشكل عرضي ومتباعد بنسبة كبيرة عن بعض، لتصبح هذه التجمعات منتشرة على مساحات واسعة من الأراضي التي يطمع الاحتلال بها لمصادرتها وضمها خلف الجدار العنصري

وأكد الزغارنة أن سكان عرب الرماضين استطاعوا من خلال هذا الأسلوب في البناء الصمودَ في وجه السياسات العنصرية التي تفرضها سلطات الاحتلال بحق القرية وسكانها وتحملهم العقبات الاقتصادية والمعيشية كافة، والحفاظ على ما يقارب 35 ألف دونم من المصادرة وبناء المستوطنات عليها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات