السبت 05/أكتوبر/2024

ذوو أسرى غزة وتفاصيل 16 ساعة من العذاب

ذوو أسرى غزة وتفاصيل 16 ساعة من العذاب

قرابة 16 ساعة متواصلة ما بين المعابر والحافلات، يقطعها ذوو الأسرى أثناء ذهابهم لزيارة أبنائهم في سجون الاحتلال، وليس من هدف وراء ذلك سوى التنكيل والإذلال يمارسهما الاحتلال بحق الأهالي، كما أكد ذلك نشطاء حقوقيون.

على معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة.. احتجزت سلطات الاحتلال الصهيوني، الليلة الماضية، عددًا من أمهات الأسرى لساعات طويلة، أثناء عودتهن من زيارة أبنائهن في سجن “رامون” الصهيوني.

وتروي والدة الأسير “أسعد زعرب” في حديثها لـ “قدس برس”، كيف تمت عملية إعاقتها وأربعة غيرها من أمهات الأسرى، الليلة الماضية، من سلطات الاحتلال في معبر “بيت حانون” لأكثر من خمس ساعات.

وتقول حسنة زعرب “حينما وصلت حافلة أهالي الأسرى إلى معبر بيت حانون قادمة من سجن رامون بعد انتهاء الزيارة، أعاق الاحتلال دخولنا للمعبر ومن ثم سمح لأهالي الأسرى بالدخول باستثناء خمس نساء وأنا واحدة منهن”.

وأضافت “بقيت أنا وأربع من أمهات الأسرى في صالة الانتظار في ظل البرد القارس دون أن نعرف سبب تأخيرنا، حيث أمضينا خمس ساعات متواصلة كانت من أصعب الأوقات علينا”.

وأشارت إلى أن تدهور الوضع الصحي لإحدى المحتجزات اللاتي فقدت الوعي جرّاء ارتفاع معدل السكر في الدم؛ حيث إنها مريضة واحتجازها في ظل أجواء الطقس الباردة زاد من سوء وضعها.

وأكدت أن حالة من الخوف والرعب انتابتهنّ بعد قيام قوات الاحتلال بأعمال تدريب أمامهن دون معرفة مصيرهن.

زيارة متعبة

واستطردت والدة الأسير قائلة “تلك الزيارة كانت من أكثر الزيارات تعباً التي مرت عليّ منذ اعتقال نجلي قبل 16 سنة”.

وأكدت زعرب أنه بعد إجراء اتصالات وتدخل عدة جهات، سمح لهن بالدخول إلى إحدى الغرف، للاحتماء من البرد الشديد، إلى حين انتهاء المشكلة التي قالوا إنها “تقنية”.

وأوضحت أنه بعد انتظار قرابة خمس ساعات، سمح لهنّ بمغادرة المعبر برفقة طاقم من “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” (الجهة المشرفة على الزيارة)، مشيرة إلى أنها وصلت لمنزلها قرابة منتصف الليل وسط خوف وقلق العائلة عليها، نافية في الوقت ذاته أن يكن قد استجوبن أو حقق معهن.

من جهتها، أكدت الناطقة باسم “الصليب الأحمر”، سهير زقوت، على أن “مشكلة تقنية في معبر بيت حانون، أدت لتأخر أمهات الأسرى الخمسة في المعبر”.

وقالت زقوت: “كان فريقنا موجودا في المعبر، للاطلاع على حيثيات المشكلة، وبقي مع أمهات الأسرى المتأخرات حتى انتهت هذه المشكلة ونقلن إلى منازلهن بسيارات الصليب الأحمر”.

وأضافت: “الصليب الأحمر لا يمكنه التدخل في الإجراءات على المعابر والحدود؛ لأنه ليس له سلطة عليهم”.

“حجة مكشوفة”

بدوره، أعرب مدير جمعية “واعد” للأسرى والمحررين، عبد الله قنديل، عن استيائه لما تعرضت له أمهات الأسرى الليلة الماضية على معبر “بيت حانون” واحتجازهن بهذه “الطريقة المهينة للكرامة”.

وعدّ قنديل ادّعاءات الاحتلال بوجود مشكلة تقنية في أنظمة المعبر لديه هي “حجة إسرائيلية مكشوفة” يهدف من خلالها إلى “إذلال أهالي الأسرى خلال زيارتهم لذويهم بشكل عام، وإذلال الأمهات الخمس اللاتي احتجزهن لساعات طويلة في ظروف غير إنسانية بشكل خاص”.

وتابع: “معاناة أهالي الأسرى في الزيارة لا تبدأ منذ وصولهم معبر بيت حانون، بل منذ ساعات الفجر الأولى ليوم الزيارة، وتتواصل في معبر بيت حانون، إلى جانب الطريق الطويل الذي يقطعونه للوصول إلى السجون التي تبعد عشرات الكيلومترات عن منازلهم، وكذلك التفتيش المذل في السجن إلى حين العودة منه”.

وأوضح أن معظم الذين يسمح لهم بالزيارة هم من كبار السن والمرضى؛ حيث تخرج الأم من بيتها عند الساعة الثالثة فجرًا وتعود عند الساعة السابعة مساء، أي ما يعادل 16 ساعة متواصلة ما بين المعابر والحافلات كي يسمح لها برؤية ابنها لمدة 45 دقيقة فقط.

وطالب الحقوقي الفلسطيني “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” بالضغط على الاحتلال لتحسين ظروف زيارة الأسرى والتخفيف من الضغوط على ذويهم خلالها.

وسمحت سلطات الاحتلال أمس الاثنين، لـ 72 من ذوي الأسرى في قطاع غزة بزيارة أبنائهم في سجن “رامون” (يبعد عن قطاع غزة 130 كيلومترا).

ويشار إلى أن سلطات الاحتلال أوقفت منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة في شهر تموز/ يوليو 2014 زيارات أهالي أسرى قطاع غزة، وقد سمحت باستئنافها مطلع تشرين أول/ أكتوبر من العام ذاته.

ويذكر أن سلطات الاحتلال أعادت استئناف برنامج زيارات ذوي أسرى قطاع غزة، عقب خوض الأسرى إضرابًا مفتوحًا عن الطعام في نيسان (أبريل) 2012، انتهى بعد 28 يومًا، بتوقيع اتفاق “الكرامة” بين قادة الحركة الأسيرة، وإدارة سجون الاحتلال، برعاية مصرية، ينص على إعادة زيارات أهالي القطاع، وكذلك إخراج المعزولين، وإنهاء الاعتقال الإداري، وإعادة المنجزات التي سحبت منهم خلال الإضراب.

وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني، بينهم 370 أسيرًا من قطاع غزة جلّهم من قدامى الأسرى وذوي الأحكام العالية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات