الأحد 05/مايو/2024

صناعة الفخار في الخليل.. إرث شعبي يتحدى التهويد

صناعة الفخار في الخليل.. إرث شعبي يتحدى التهويد

تشتهر محافظة الخليل بالعديد من الصناعات التاريخية التي ارتبطت بأهلها عبر مئات السنين، لتشكل حضارة صناعية وتاريخية لشعب يرفض كل محاولات التهويد والتهجير من احتلال عنصري يسعى لتزوير الحقائق والتاريخ.

صناعة الفخار إحدى هذه الصناعات التي استطاع القائمون عليها الحفاظ عليها عبر مئات السنين، فهي تعد من أقدم الصناعات الشعبية في فلسطين؛ حيث يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد حسب ما أشار إليه المؤرخ الفلسطيني مصطفى مراد الدباغ، في كتابه النفيس “بلادنا فلسطين”.

كما سميت إحدى العائلات في المدينة نسبة إلى عملهم في صناعة الفخار، فترجع عائلة الفاخوري سبب تسميتها إلى ارتباطها بصناعة الفخار عبر مئات السنين، ونقلتها إلى الأبناء عن إبائهم وأجدادهم، ولا يزالون يتمسكون بها ويحافظون عليها رغم مواجهتها لخطر الاندثار في ظل العقبات التي تواجهها. 

مراحل صناعة الفخار

تمر صناعة الفخار بالعديد من الخطوات والمراحل لكي تصبح جاهزة للاستخدام، وفي هذا السياق يشرح الشاب حمادة الفاخوري، أحد الذين ورثوا هذه الحرفة عن أبيه وجده، قائلا لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“:  تبدأ عملية صناعة الفخار بإعداد وتجهيز الطينة المناسبة من خلال إحضار التراب من نوع “غلالة” أو ما يعرف بالتراب الأصفر، ويخلط بتراب أحمر عادي يطلق عليه (السمئه) ويضاف إليه بعض الرمل وذلك بعد تنقيته وتصفيته من الشوائب والحجارة، ومن ثم يضاف إليه الماء بنسب معينة ويترك لمدة شهر في أحواض بمساحات كبيرة، ثم يجفف تحت أشعة الشمس عدة أيام لتصبح الطينة جاهزة لتحويلها إلى آوانٍ فخارية.

وتابع “بعد أن تصبح هذه الطينة جاهزة، توضع على قاعدة متحركة تدور بشكل يدوي، ونبدأ بصناعة الشكل الذي نريده بطريقة يدوية، ومن ثم تنشر تحت أشعة الشمس عدة أيام كي تجف من الماء، لتوضع بعد ذلك في أفران على درجة حرارة تصل إلى ألف درجة مئوية لشوائها، وبعد ذلك تصبح جاهزة للاستخدام”.

ويضيف حمادة الفاخوري أن “هناك عدة أشكال تصنع من هذا الطين، حيث إن أغلب هذه الأشكال واستخداماتها أصبحت في مجال الزراعة والمناظر الطبيعية، بعد أن كانت هذه الأواني الفخارية تستخدم بشكل رئيسي في إعداد وتقديم الطعام، حيث يقوم بصناعة ما يعرف بالقوارير التي تستخدم لزراعة الورود، إضافة إلى صناعة الفخارة التي تستخدم لطبخ الدجاج واللحم مع الخضار على الحطب، وهي تستخدم حتى وقتنا الحالي في مطاعم وأفران الخليل، والعديد من الأشكال والأحجام التي تصدر إلى الخارج”.

ويشير الفاخوري إلى أن هذه الحرفة تزدهر في فصل الصيف لحاجتها الماسة إلى أشعة الشمس، ومع دخول فصل الشتاء يصبح العمل فيها قليلا جدا بسبب غياب الحرارة الطبيعية في تجفيف الطين قبل وضعه داخل الأفران، وكذلك الأمر في إعداد الطين الخاص بالعمل.

عقبات وتحديات 

وتواجه هذه الحرفة إشكاليات جمة، يحاول أصحابها مقاومتها وتجاوزها من أجل الحفاظ عليها من الاندثار، فعدد المصانع التي تعمل في صناعة الفخار أصبح لا يتجاوز عدد أصابع اليد.

ويؤكد الفاخوري أن التراجع في استخدام الأواني الفخارية في الطعام أدى إلى اقتصارها على الزينة والاستخدامات الأخرى التي لا يوجد عليها طلب كبير، كما أن ملاحقة الصحة والجهات الأخرى لهذه المصانع تحت حجة تلويث البيئة من الدخان الخارج من هذه الأفران؛ شكل عقبة أخرى وتحديا واضحا لأصحاب هذه المشاغل، إضافة إلى قلة الأيدي العاملة والخبرة في عملية الصناعة والتي أصبحت تتقلص يوما بعد يوم.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

الضفة الغربية- الفلسطيني للإعلامشهدت الضفة الغربية الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال التي نفذت عمليات اقتحامات...