الإثنين 01/يوليو/2024

مقام الخضر بغزة.. اندثار الشعوذة بالترميم

مقام الخضر بغزة.. اندثار الشعوذة بالترميم

لا وجه للشبه بين ما كان عليه “مقام الخضر” قبل أسابيع وحالته الآن، فعملية الترميم أعادت الألق للموقع الأثري، وما زاده جمالا إنشاء ركن جديد لمكتبة الطفل في طابقه العلوي، “واندثار طقوس الشعوذة والدروشة”.
 
قبل أيام احتفلت وزارة السياحة والآثار، وجمعية “نوى” للثقافة والفنون، ومركز إيوان بانتهاء العمل في ترميم مقام الخضر الأثري، الواقع في دير البلح وسط قطاع غزة، ويعود تاريخه لأكثر من 1800 سنة مضت، بتكلفة 77 ألف $ بتمويل “اليونسكو”.

 

وزار عشرات الضيوف من مندوبي المؤسسات الثقافية ورجال المجتمع في قطاع غزة مقام الخضر الأثري للاطلاع على المقام بحلته الجديدة، “بعد أن تحول من خرابة تمارس فيها طقوس الشعوذة إلى موقع أثري جميل”.
 
مقام أثري

ينشغل مدير عام وزارة السياحة والآثار محمد خلّة، بشرح مفصّل لعدد من الضيوف عن تاريخ المقام، ويقول لمراسنا: “يرجع عهده للعصر الروماني وسكنه القديس هيلاريون، بعد فراره، ثم اتخذه تلاميذه من بعده مكاناً مقدساً وتطور مع العصور، واهتم به البيزنطيون حتى الخلافة الإسلامية”.
 
“في عهد الخلافة العثمانية، دخلت البدع إلى المقام، فبدأ يستقبل الزوار للتبارك، وصارت تجرى فيه طقوس من الدجل والشعوذة وذبح الماشية وأشياء أخرى”، بحسب “خلة”، ويتابع:”المكان العلوي بناؤه عبارة عن قباب كان للتبرّك، فيما الطابق السفلي يعد قلب المقام” . 

عهد جديد

أكثر الناس سعادة بترميم المقام، جاره الحاج حسن عبد السلام النجار (75 سنة) الذي هبط بخطواته المتثاقلة للقبو، مؤكداً أن المقام تحوّل من خرابة إلى مبنى جميل.

وجلس الحاج النجار على مقعد متقمصاً دور الحكواتي، وهو يمسك بأحد الكتب لالتقاط الصور التذكارية مع الضيوف، ويضيف: “قديماً كانوا يذبحون الذبائح ويدروشوا ويفعلوا الشعوذة، لكن جمعية (نوى) مشكورة صنعت من المكان شيئا جميلا”.

بدوره، يقول الشاب محمود البطران، الذي شارك في أعمال الترميم، إن المهمة لم تكن سهلة، خاصةّ خلال إعادة ترميم الجدران القديمة واستخراج آنية الفخار الأثري.
 
يذهب بنا “البطران” إلى حجرة صغيرة، تعرض فيها مقتنيات أثرية، ويتابع: “كما ترى، هنا عثرنا خلال البحث والترميم، على آنية كثيرة ولوحات وكتابات باللاتينية وبعض الأعمدة والحجارة”.

يشار إلى أن هناك حوالي 80 موقعا أثريا في غزة، تضررت بدرجات متفاوتة خلال الحروب “الإسرائيلية” على القطاع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات