السبت 05/أكتوبر/2024

زراعة الفول الأخضر بين خطر الحدود ومنافسة الأنفاق

زراعة الفول الأخضر بين خطر الحدود ومنافسة الأنفاق

علاوة على تجشّم مزارعي الفول الأخضر عناء العمل تحت رصاص موقع كسوفيم العسكري العشوائي كل يوم، تأتي برودة الطقس واستيراد المنافسين للفول المصري عبر الأنفاق، لتبدد آمال الربح في المحصول الشتوي.

وتنتشر على طول خط الحدود المقابل لبوابة موقع كسوفيم، أكبر مواقع الاحتلال على الحدود الشرقية، مزارع الفول الأخضر، بعشرات الدونمات في منطقتي القرارة ووادي السلقا.

يتنقل المزارع سلامة أبو صواويل (56 عامًا) بين أرضه المزروعة بالفول الأخضر، مستخدمًا دراجته النارية آسفًا على ضياع الموسم الذي علّق عليه آمالاً كبيرة.

يعدل كوفيته، التي أخفى بها نصف وجهه من شدة البرد، ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “لدي 25 دونمًا مزروعة بالفول في حوالي 4 قطع أرض محاذية تمامًا للسلك الفاصل، لا تبعد عنه سوى 200 متر، وبعضها 300 متر، لكن دخول الفول المصري بنصف السعر كبدنا خسائر كبيرة”.
 
ويباع كيلو الفول الأخضر من الإنتاج المحلي بعشرة شواكل؛ بينما يصل ثمن كيلو الفول الأخضر المصري (5-6) شواكل والذي دخل هذا الموسم بعد غياب 3 سنوات.
 
ويتابع: “أعيل أنا وأبنائي من زراعتنا 35 فردًا، ونتحمل العمل تحت الرصاص اليومي وإيصال المياه بصعوبة، وقد أتى الطقس هذه السنة سيئًا، فلم نجمع سوى مرة واحدة من الثمار لكن الآن مع وصول فول الأنفاق أصبحت الخسارة مؤكدة”.

أما المزارع يحيى أبو صواويل (34 عامًا) والذي تلونت راحتاه وهو يقصف ثمار الفول، فيقول إن اعتمادهم الكلي على السوق المحلي، وإنه كان يعلق آمالاً على موسم الشتاء الحالي.
 
ويضيف: “نشرت الأخبار أمس عن نية الاحتلال رش المبيدات الزراعية عبر الطائرات، وهذا كبدنا خسائر في الموسم الماضي، والآن نخشى على زراعتنا الشتوية وأهمها الفول”.

قسوة الطقس
 
“اجتزت الطريق الرئيسي المؤدي لموقع كسوفيم متنقلاً للضفة الأخرى في بلدة القرارة الحدودية باحثًا عن مزارعي الفول الأخضر الذين تبعثرت أراضيهم على مسافات متفاوتة من السلك الحدودي”، يقول المزارع صالح النجار.
 
في أرض النجار تأخر نضوج ثمار الفول الأخضر بسبب برودة الطقس، ومع دخول أصناف أخرى من مصر لم يعد له فرصة ربح مطلقًا.
 
يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “زرعت 5 دونمات فول، وشقيقي زرع 13 دونمًا، وأبناؤه زرعوا 5 دونمات، والصقيع أعطى ثمارًا ضعيفة، وعلقنا أملاً على تعويض ذلك بالسعر المناسب لكن الأسعار نزلت للنصف”.

وتخترق رصاصات الثكنات العسكرية المنتشرة من بوابة موقع كسوفيم وحتى حدود بلدة القرارة مزارع الفول الأخضر المملوكة لعائلة النجار، والتي يستمر إنتاج الفول فيها من منتصف ديسمبر حتى مطلع إبريل.
 
ويطالب المزارعون وزارة الزراعة بالوقوف إلى جانبهم وإيقاف استيراد الفول المصري، لأن عدوان الاحتلال الذي يأتيهم من رصاص الحدود العشوائي وطائرات الاحتلال التي ترش المبيدات، لم تدع لهم فرصةً لسداد تكلفة الزراعة على الأقل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات