نمر الهندي .. حلم الهندسة في قفص الاعتقال

“يدرس الهندسة الميكانيكية في جامعة النجاح، ينظر حوله في الجامعة فيرى أنه الطالب الأكبر سنا، بعد تخرج أقرانه وشروعهم في بناء حياتهم الخاصة، فيما هو ما يزال ملاحقا تارة من الاحتلال، وأخرى من الأجهزة الأمنية الفلسطينية”.

تسعة أعوام مضت، وما زال الطالب في جامعة النجاح الوطنية “نمر الهندي” عاجزا عن إنهاء دراسته الجامعية، نتيجة الاعتقالات المتبادلة بين قوات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة، والتي لم تعطه الفرصة لإنهاء دراسته.

ساعات قليلة فصلت بين منشور الأسير “الهندي” على “الفيسبوك”، (حول  تأخر تخرجه الجامعي نتيجة الاعتقالات)، وبين اعتقاله مجددا من قوات الاحتلال الصهيوني، التي داهمت “أحلامه” قبل أن تداهم منزله في بلدة تل جنوب نابلس.

اعتقالات لا تنتهي
أبو نمر الهندي روى لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” تفاصيل اعتقال نجله “نمر” الأخير،  يقول: “داهم العشرات من جنود الاحتلال بيتي في بلدة تل قبل صلاة الفجر، واقتحموه بشكل همجي مصوبين الأسلحة نحونا جميعا وسط صرخاتهم وإشاعة أجواء الرعب بين الأطفال، وبعدها اصطحبوا نمر إلى إحدى الغرف، وبدأوا معه تحقيقا ميدانيا، ثم فصلوني أنا الآخر عن العائلة، وعزلوني لوحدي في غرفة، وفتشوا البيت تفتيشا دقيقا، وتحديدا غرفة نمر”.

يضيف: “مكث الاحتلال في البيت أكثر من ساعة ونصف، وبعد أن انتهوا اصطحبوا نمر معهم، ورفضوا طلبه بوداعنا، وأعادوا إشهار السلاح بوجهه مجددا على حدِّ وصفه”.

ويسرد “أبو نمر” بمرارة، مسلسل الاعتقالات والعذابات التي تعرض لها نجله قائلا: “الاعتقال الأول لنمر كان بتاريخ (20-12-2011) لدى جهاز الأمن الوقائي، بعد أيام من  ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وبتاريخ (15-3-2012) اعتقل مجددا  لدى جهاز المخابرات  العامة، وفي تاريخ (24-6-2012) اعتقل لدى الاحتلال الصهيوني وحكم عليه عاما، وأفرج عنه في عام 2013، وأعيد اعتقاله  مرة أخرى وحكم عاما  ونصف العام، وأفرج عنه في عام 2015”.

تسعة أعوام
“ونتيجة اعتقالاته المتكررة لدى الاحتلال تارة والأجهزة الأمنية تارة أخرى؛ تأخر تخرجه الجامعي”، يقول أبو نمر: “للعام التاسع على التوالي وما يزال نمر في الجامعة، وما يزيد الأمر تعقيدا أنه وفور خروجه من السجون، يحتاج إلى فترة لإعادة التوازن النفسي والاجتماعي والاندماج مجددا في الأجواء الجامعية والأسرية”.
 
ونوه إلى أن جميع الاعتقالات كانت في مرحلة الامتحانات الجامعية بقضايا “تافهة”، ومدلولاتها تبدو واضحة بإعاقة تحصيله العلمي وتأخير التخرج، وإيصال رسالة للطلبة وذويهم بأن الإيمان بالقضية سيكلفك غاليا، على حد قوله.