السبت 18/مايو/2024

فلسطينيو تشيلي.. تمسك بالجذور وتوظيف النجاح لخدمة القضية

فلسطينيو تشيلي.. تمسك بالجذور وتوظيف النجاح لخدمة القضية

“وصل أجدادي الأوائل إلى تشيلي مطلع القرن العشرين، بعد أن ضاقت بهم فرص العيش الكريم في فلسطين، واشتركوا جميعا في المشي وركوب الحمير لصعود جبال الأنديز حتى وصلوا الى شيلي، وبدأوا نحت كيانهم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي”.. كانت تلك أولى اعترافات ألفارو أنانياس أحد مالكي شركة “جينيسيس” للكمبيوتر.

وكان أنانياس يتحدث لوفد قيادات العمل الفلسطيني في أوروبا، الذي يزور شيلي ضمن أسبوع للتعريف بالجالية الفلسطينية التي تعد الأهم في دول أمريكا الجنوبية خاصة، والشتات بشكل عام لجهة ضخامة عددها، ولجهة تأثيرها السياسي والاقتصادي.

تثبيت الوجود

وبمزيج لغوي من اللهجة الفلسطينية العتيقة قبل أن تزدان بقاموس الحداثة ووسائل التواصل الاجتماعي، ولغة إنجليزية مكسرة، إضافة للغة الإسبانية الرئيسيّة في شيلي، قدم أنانياس صورة مفصلة عن عمل شركته في إنتاج أنظمة الحاسوب والبرامج الإلكترونية لإدارة الأعمال، بفريق عمل يفوق 300 عامل قال بأنه أصبح قادرًا على توزيع منتجاته، التي تنافس المنتجات العالمية في المجال الإلكتروني، على مختلف مدن تشيلي، بل وينافس على نيل المراتب الأولى ضمن أنظمة الحاسوب والبرامج الآلية.

وأضاف: “لقد كان هاجس أجدادنا الأوائل تثبيت وجودهم هنا؛ فوفروا من خلال الأعمال التجارية الضروريات اللازمة لبقائهم، ومكنونا من التعلم والتخرج والاندماج الكامل في نطق الحياة العملية هنا، ليصبح جزء منا في رجال الأعمال، وآخرون في الجامعات والبحث العلمي، وجزء آخر انصرف للعمل في الشأن العام من خلال الانخراط في العمل السياسي والبرلماني”.

وأكد أنانياس، أن السعي للتمكين المادي للجالية الفلسطينية في شيلي التي ينحدر أغلبها إن لم نقل كلها من الطائفة المسيحية، لم يفقدهم انتماءهم لفلسطين، وظل الأجداد يوثقون في كتاباتهم وحكاياتهم للأبناء شجرة العائلات الفلسطينية، التي عملنا من جهتنا على تمتينها من خلال زيارات عائلية ميدانية إلى داخل فلسطين، والتواصل مع جذورنا من الأهل والأقارب.

ولم يخف أنانياس، الذي كان يتحدث لوفد قيادات العمل الفلسطيني في أوروبا، أنهم قصروا ليس فقط في توثيق عرى الانتماء لفلسطين وذلك من خلال تفريطهم في اللغة العربية، وعدم التمكين لها في شيلي، وإنما أيضا في دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وهي قضية قال بأنها تحتاج لدعم قوي من مختلف أبناء فلسطين أينما كانوا، وفق تعبيره.
 

مهنة الفلسطينيين الأوائل

أما رجل الأعمال ميليو جدي، الذي أسس مصنعا كبيرا للنسيج، في قلب مدينة كونسبسيون، والذي زين مكتبه بصور له التقطها مع قيادات سياسية فلسطينية من الصف الأول، من أبرزهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والرئيس الحالي محمود عباس، فقد قدم عرضا تاريخيا فريدا من نوعه في أصل اهتمامه بصناعة النسيج في شيلي.

يقول جدي: “لقد أتينا الى شيلي مع بداية الانتداب البريطاني لفلسطين مطلع القرن الماضي، وعملنا عبر الاستفادة من تجربتنا في فلسطين في قطاع النسيج لنقل فنون تلك الصناعة والتمكين لها في شيلي. وقد تمكنا من تأسيس شركة عائلية تطورت شيئا فشيئا حتى أصبحنا اليوم نصنع الأزياء الرسمية للشركات والمدارس الشيلية”.

وأكد جدي، الذي يعد واحدا من أعيان مدينة كونسبسيون في جنوب شيلي في مؤسسات العمل الفلسطيني، أن الاندماج الاقتصادي والاجتماعي في شيلي لم يكن ليفقد الفلسطينيين انتماءهم، وإن كانت الأجيال الحديثة أقل شعورا به بفعل ثورات التواصل الاجتماعي التي أحالت العالم الى قرية صغيرة.

وأضاف: “مع أن تحديات الحياة التي نواجهها بشكل يومي كبيرة، فإن ذلك لم يصرفنا عن التمسك بجذورنا الفلسطينية، والتذكير بانتمائنا العائلي والفخر به، بل وألفنا فيه الكتب باللغة الإسبانية، وعلمناه لأبنائنا وأحفادنا، وهو عمل نفخر به وإن كان لا يوازي ما يقوم به حلفاء الاحتلال الصهيوني في العالم”، على حد تعبيره.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

ارتقاء قائد من كتيبة جنين بقصف للاحتلال

ارتقاء قائد من كتيبة جنين بقصف للاحتلال

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء اليوم الجمعة عن ارتقاء شهيد وثمانية إصابات، حيث وصلت إصابة بحالة مستقرة وصلت إلى...