الأحد 12/مايو/2024

الفلسطيني كريم يونس.. 35 عامًا في الأسر وعيونه ترقب لحظة الحرية

الفلسطيني كريم يونس.. 35 عامًا في الأسر وعيونه ترقب لحظة الحرية

أربعة وثلاثون عاما أمضاها أقدم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، كريم يونس (60 عامًا) من سكان قرية “عارة”، في الأراضي المحتلة عام 1948، ويعد أقدم الأسرى في العالم.

اعتقل يونس في السادس من شهر كانون ثانٍ/يناير 1983، وحُكم عليه بالسجن المؤبد الذي حدد فيما بعد بـ 40 عامًا، بعد إدانته بقتل جنديٍّ إسرائيلي.

وتنقل طوال هذه السنوات بين سجون الاحتلال كافة، وعايش مراحل النضال الفلسطيني، من الانتفاضة الأولى مرورا بتوقيع اتفاق التسوية بين منظمة التحرير والاحتلال عام 1993، وما عُرفت بمرحلة التسوية حتى عام 2000، حيث اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وحتى فترة عودة المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي عام 2007، وصولا إلى عام 2017 حيث دخل عامه الخامس والثلاثين في السجون.

كريم يونس خاض كل مراحل الاعتقال وخاض الإضرابات عن الطعام، وحالات القمع والممارسات التعسفية بحق الأسرى، وعانى ككل الأسرى الفلسطينيين، إلا أنه حُرم من الإفراج عنه في كل صفقات تبادل الأسرى، والتي كانت نتيجة لاختطاف إسرائيليين أو تطبيقا لاتفاقيات التفاوض بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال، فلم يُفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 1985، فيما عُرف حينه بصفقة أحمد جبريل.

كما لم يرد اسمه في المُفرج عنهم في دفعات المحررين ضمن اتفاقيات التسوية، والتي كان آخرها عام 2013، حيث كان من المفترض الإفراج عنه خلال الدفعة الرابعة وفق التفاهمات التي أبرمها رئيس السلطة محمود عبّاس مع “إسرائيل”، والتي تقضي بالإفراج عن جميع الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاقيات أوسلو في أربع دفعات، ولكنّ حكومة الاحتلال تنصلت من الإفراج عن الدفعة الرابعة.

وكان الاحتلال رفض الإفراج عنه كذلك، في صفقة تبادل الأسرى بين حركة “حماس”، والاحتلال الإسرائيلي عام 2011، والتي أفرج خلالها عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط”، والتي تمكنت المقاومة من أسره وإخفائه أكثر من خمس سنوات، ليتسلم الأسير يونس راية عميد الأسرى من نائل البرغوثي، والذي أفرج عنه في تلك الصفقة بعد قضائه نحو 33 عاما في سجون الاحتلال، قبل أن يُعاد اعتقاله عام 2014.

قبل سنوات توفي والد الأسير كريم يونس، دون أن يتمكن من وداعه، وحُرم مشاركة عائلته أفراحها وأتراحها كافة، فيما لا تزال والدته الثمانينية تنظر لحظة حرية نجلها، لتضمه قبل أن تفارق الحياة، كما قالت في أكثر من لقاء صحفي.

الأسير الفلسطيني يونس، رفض أن يكون ورقة ابتزاز ومساومة بيد الاحتلال، إلا أنه في الوقت ذاته انتقد السلطة على تقصيرها بحقه وبقية الأسرى، قائلا في إحدى الرسائل التي وجهها لها “كفانا شعارات وخطابات وتصريحات بدون أيّ مضمون ولا رصيد لها. وتساءل: إلى متى سيبقى الوفاء لقيادة لا تعرف الوفاء، ونلمس تجاهلها ونسيانها وإهمالها؟!”

وأضاف: “من حقّنا أنْ نتساءل بعد هذه السنوات من المفاوضات الفاشلة والعبثيّة والاتفاقيات الزائفة، لماذا تمّ نسيان الأسرى؟ ولماذا تمّ الدوس على آلامهم ومعاناتهم؟، وهل يجب أنْ يدخل كلّ واحدٍ منّا موسوعة “غينيس” للأرقام القياسيّة لكي يتّم الإفراج عنه؟”.

وككل عام ومع دخول الأسير يونس عامًا جديدًا في سجون الاحتلال، تُصدر الفصائل والمؤسسات الفلسطينية المختصة بشؤون الأسرى، بيانات الإشادة بصمود الأسير يونس، وتعاهده على العمل الجاد من أجل إطلاق سراحه وبقية الأسرى، وأن لا يهدأ لها بال ولا تقر لها عين حتى تراهم أحرارا، وعلى التمسك بدربه الذي ضحى من أجله الشهداء والجرحى والأسرى.

 لكن يونس وبقية الأسرى، الذي سمعوا هذا الكلام طويلا، لا يرقبون إلا لحظة الحرية والإفراج عنهم، فسجن “هداريم” الذي يُحتجز به يونس وعشرات الأسرى القدامى والمحكومون بأحكام عالية، يحلمون بالحُلم ذاته بكسر القيود، ولعل في صفقة تبادل أسرى منتظرة مع جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة، بارقة أمل ينتظرها الأسرى بفارغ الصبر.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات