الأحد 11/مايو/2025

البرلمانات الطلابية.. حين يتدخل الأمن بمبادرات الأطفال!

البرلمانات الطلابية.. حين يتدخل الأمن بمبادرات الأطفال!

شهد الفصل الدراسي الأول من العام 2016 مبادرات لتجارب إقامة برلمانات طلابية في المدارس الحكومية بهدف تعليم الطلبة الممارسات الديمقراطية الإيجابية تمهيدًا لإنشاء جيل يمارس الديمقراطية والانتخاب وتقبل الآخر منذ الصغر.

وعمت  المواقع التي أجريت فيها الانتخابات الطلابية في مختلف المحافظات منافسة شديدة وحراك أظهر تعطشًا كبيرًا لدى الطلبة في ممارسة العملية الانتخابية وتداول السلطات بطريقة حضارية، ولكن ذلك لم يكن سوى المظهر الخارجي للصورة.

ويشير الطالب ” أ. د” من إحدى قرى محافظة سلفيت إلى تجربة مريرة شكلت جزءًا من المشهد في غالبية المواقع التي جرت فيها هذه الانتخابات؛ حيث تدخل أمن السلطة في انتخابات شارك فيها طلبة صفوف ثوامن وتواسع لكي يخسر الطالب الأول على المدرسة والمتفوق دائمًا موقعه لصالح طالب مكمل في إحدى المواد ولديه إنذار مدرسي لأنه محسوب على التنظيم.

وأضاف: “إذا لم يسمح لطالب متفوق ما زال في سن الطفولة أن يتصدر مشهد برلمان طلابي في مدرسة، فكيف سيكون واقع الحريات في عموم البلد؟!.

تجارب مريرة

ورصد طلبة ومراقبون ونشطاء مجتمع تجارب مريرة في مدارس عديدة في الضفة، يجلس فيها في يوم الاقتراع والفرز الطلابي ممثلون عن مختلف أجهزة أمن السلطة على أنهم ممثلو المجتمع ما جعل كثيرين يتساءلون عن أي قيم نريد أن نغرسها في جيل الأطفال في المدارس.

وأشارت الطالبة (ن. ق) لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن البرلمان الطلابي في مدرستها سعى إلى تنظيم مبادرة مجتمعية بالتنسيق مع البلدية؛ ليفاجأ بأن تنظيم “فتح” يتدخل ويحدد أجندات المبادرة، وكيف تنفذ، ويدقق في التفاصيل بشكل أحبط الطلبة، وجعلهم يشعرون بالإرباك.

وبدورها؛ وزارة التربية والتعليم عدت التجربة ريادية، وتسهم في خلق جيل يعيش على قيم المواطنة الصالحة، بينما كان الواقع في غالبية المواقع بخلاف ذلك؛ بسبب بيئة باتت تعيش وفق نهج أمني يتحكم بكل مسارات الحياة.

واشتكى طلبة لا تتجاوز أعمارهم الثالثة عشرة والرابعة عشرة سنة لمراسلنا، في أكثر من موقع، كيف كانوا يوجهون بألا ينتخبوا فلانا وأن ينتخبوا فلانا، وسط أجواء من التنبيهات والتحذيرات.

حفلات تخويف

ووصف أحد المعلمين المنخرطين في العملية لمراسلنا ما جرى بأنه لم يعد عن كونه حفلات تخويف، لم تعلم الطلبة نموذجا إيجابيا في الديمقراطية بقدر ما علمتهم درسا كيف تكون الحياة العملية في مجتمعنا من حيث إدارة الانتخابات البلدية والتشريعية والرئاسية.

وأكد أنه، ليس هذا ما كنا نريده من هذه التجربة، بحيث أصبحت كلمة انتخابات ولو لأطفال تشكل كابوسا في هذا الوطن..

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات