مزارعو الضفة.. خلية نحل لحراثة الأرض بعد أمطار الخير

مع بدء موسم الشتاء الحقيقي وانهمار الأمطار بغزارة في مختلف مدن الضفة الغربية، استغل غالبية المزارعين توقف الهطول خلال اليومين الماضيين، وشرعوا بحراثة أراضيهم.

ورغم التطور الحديث الذي طرأ على أشكال وأدوات الحراثة بين القرويين الفلسطينيين إلا أن هذا الموسم له طقوسه المعروفة بين المزارعين وأصحاب الأراضي، والذي يبدأ بالتواجد بالأرض منذ ساعات الصباح الباكر، واختيار التوقيت الملائم للشروع بالحراثة خاصة في الأراضي البعلية التي تعتمد في ريها على المطر.

ويرى المهندس الزراعي محمود الصيفي مدير مكتب أبحاث الأراضي بنابلس في حديثه لـ”المركز الفسطيني للإعلام“، أن حراثة الأرض تعد مقدمة لأي عملية زراعة، والتي تهدف أولا وأخيرا لزيادة  إنتاجية الأرض، وتحسين جودة وكمية المحصول الزراعي، إضافة إلى تهوية الأرض، وتقليل الفاقد من مياه الأمطار ومنع انجراف التربة.

وقال إن الفترة الحالية مناسبة جدا لزراعة البقوليات وغيرها من المزروعات البعلية، التي تعتمد على أمطار الشتاء.

من جانبه عدّ عبد السلام عواد الباحث في التاريخ والتراث الفلسطيني لمراسلنا، أنه مع بداية موسم الشتاء يستعد الفلاحون والمزارعون لموسم حراثة الأراضي، عادًّا أن ما نزل من مطر حتى الآن يبشر بموسم زراعي ممتاز، استبشر به المزارعون خيرا.

ويضيف: لقد بدا الكثير من المزارعين بالاستعداد والتجهيز لهذا الموسم من خلال تجهيز أدوات الحراثة وحسم (تجليخ) عود الحراث والأدوات الأخرى، حيث من الآن فصاعدا ينشط المزارع بحراثة أراضه، فترى الجبال والسهول مليئة بالحراثين على الخيول والحمير والبغال، أو التراكتورات الحديثة.

ويقول الحراث عامر اشتية، من مناطق الأغوار الوسطى أن هذه الفترة تشهد ضغطا عليه من المزارعين وأصحاب الأراضي، لحراثة أراضيهم للاستفادة من توقف انهمار المطار بعد منخفضات جوية عدة خلال العشرة الأيام السابقة.