مهرجان في رفح.. التفاف جماهيري حول المقاومة

ما إن تصل إلى حدود محافظة رفح جنوب قطاع غزة، حتى ترى مجموعات من كتائب القسام، على جانبي الطريق لتأمين مهرجان انطلاقة حركة حماس الـ(29)، في المحافظة الجنوبية لقطاع غزة.

وانطلق الآلآف من سكان المحافظة إلى الملعب البلدي الخاص بالمدينة من أجل تجديد العهد والبيعة لحركتهم التى أطلقت اسم “قدسنا عهد ووعد” على مهرجان انطلاقتها.

وكان الحشد الكبير في قلب مدينة رفح دلالة على الالتفاف الشعبي بخيار المقاومة، رغم الحصار وما وصلت إليه الأوضاع في قطاع غزة.

وتزين المكان الخاص بالمهرجان بالرايات الخضراء، والتى ملأت أرجاء شوارع وميادين المدينة.

الحاجة أم محمد الحمايدة جاءت رفقة مجموعة من أبنائها الأربعة، للمشاركة في المهرجان الذي دعت إليه حركة حماس في رفح.

وعبرت والدة الشهيد محمد الذي ارتقى خلال العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014م، عن سعادتها البالغة بمشاركتها في المهرجان، واصفة إياه بالعرس الكبير.

وعن سبب تلبيتها دعوة المهرجان، قالت لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أعشق حماس والمقاومة ودرب الجهاد، من أجل ذلك لبيت الدعوة، ولأني أيضا أم شهيد من كتائب القسام أفتخر بحماس”.

ولم تغب صورة الملثم الذي يقف فوق أحد الأبنية العالية لتأمين المهرجان، عن متابعة الحاضرين.

وكان لمشهد الأطفال الصغار جانب في انطلاقة حماس؛ حيث كان لافتا الزي الذي كانوا يرتدونه والخاص بأفراد النخبة القسامية.

وما أن بدأت فعاليات المهرجان حتى شرعت الفرق الفنية بالتنافس في تقديم أفضل ما لديها من الأناشيد الحماسية التي ألهبت قلوب الجماهير، وحناجرهم التي كانت تصدح بالهتاف والبيعة للمقاومة.

وكانت جماهير حماس على موعد مع الأوبريت الفني الذي مثله أبطال مسلسل الفدائي، والذي كان تعرض حلقاته على فضائية الأقصى خلال شهر رمضان المبارك الفائت.

وكان الأوبريت الفني بعنوان “الأرض الطيبة”، استطاع خلاله مجموعة من الممثلين تصوير مشهد الحرب الأخيرة والبطولات التي نفذها أبطال القسام، إلى جانب عمليات الطعن التي تحدث في الضفة المحتلة وربطها بأحداث انتفاضة القدس.

وترك مشهد اغتيال القادة الثلاثة رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم خلال الأوبريت، حالة من الحزن على وجوه وعيون المحتشدين، لما لهؤلاء القادة من أثر في المقاومة والجهاد.

ولم يغب تطور سلاح المقاومة ووحداتها عن المشهد؛ حيث عرضت الوحدات القتالية التابعة لكتائب القسام، فمن سلاح المدفعية إلى سلاح الانفاق، وسلاح الضفادع البشرية، إلى سلاح الجو، وكذلك وحدة النخبة، وباقي الوحدات.

واختتمت فقرات المهرجان بكلمة للقيادي في حركة حماس محمود الزهار، أكد خلالها على أن بنادق القسام لم توجه إلى مصر أو العرب، وإنما هي موجهة دائما تجاه الاحتلال الصهيوني.

وتابع: “بندقيتنا ستبقى موجهه فقط في وجه العدو الصهيوني”.

وأشار إلى أن مفهوم الوحدة الوطنية “ليس خلطا للبرامج بين المقاومة المنتصرة والتنسيق الأمني المدنس”.

وأكد أن تحرير الأسرى هدف أسمى لكل فصائل المقاومة، داعيأ الجميع للوقوف مع حلب في مصابها الأليم.