عاجل

الإثنين 13/مايو/2024

عرب الطريفات.. إذ تتركهم السلطة فريسة للاحتلال ومستوطنيه

عرب الطريفات.. إذ تتركهم السلطة فريسة للاحتلال ومستوطنيه

خلال السفر  من رام الله إلى أريحا؛ ومع أجواء البرد شتاء والحر صيفا؛  يدهش المرء من قوة تحمل وصبر عرب الطريفات الذين يسكنون في خيم وبركسات، حيث يواجهون عددا من المصاعب والتحديات لوحدهم وسط حالة من التهميش والفقر؛ فضلا عن ممارسات الاحتلال والمستوطنين.

ويعيش في محافظة أريحا والأغوار التي تبلغ مساحتها أكبر من مساحة قطاع غزة؛ تجمعات وعشائر في ظروف بدائية وغاية في الصعوبة وبلا ماء أو كهرباء؛ ومن بينهم عرب الطريفات أسفل معرجات الأغوار، والواقعة شمال غرب مدينة أريحا.

تهميش وغياب للسلطةحجم المعاناة لعرب الطريفات المكونة من  عشرات العائلات لا يصدق؛ بسبب حالة التهميش وغياب شبه تام للسلطة، وبسبب سياسة الاحتلال الهادفة لتهجير سكان الأرض الأصليين لصالح المستوطنين والمستوطنات المحيطة بها، ولصالح معسكرات ومناطق تدريب لجيش الاحتلال، ولصالح المحميات الطبيعية ومنع الرعي فيها في محاولة لإفراغ المنطقة وتركها لقمة سائغة للمستوطنين والمستوطنات الزراعية.

ولا يخفي مختار عرب الطريفات محمود أبو إسماعيل مصاعب الحياة والتحديات، ويسرد نبذة عن التحديات التي يواجهها سكان عرب الطريفات، وأول أشكال هذه المعاناة عمليات الهدم التي يقوم بها الاحتلال في المنطقة، فيقول: “المنطقة محاصرة بالمستوطنات، والمناطق العسكرية، ومناطق التدريب، والمحميات الطبيعية، حيث لدينا عشرات الإخطارات الأخرى للمنازل ونعيش على أعصابنا في كل وقت وحين”.

وعن مشكلة الكهرباء يقول “أبو إسماعيل” إن المنطقة تفتقر لخدمة التيار الكهربائي مع أن رئيس الوزراء السابق سلام فياض قد وافق لهم على موازنة بلغت 583 ألف شيكل لمد شبكة كهربائية للمنطقة، وعلى الرغم من أن الموافقة من تاريخ 2-11-2011 إلا أن القرار عالق في وزارة المالية الفلسطينية، مضيفا بأنه وجد ملف المنطقة في إحدى مراجعاته السابقة عليه الغبار خلال مراجعة وزارة المالية لقلة المتابعة.

ويضيف الناشط في  مجال مقاومة الاستيطان خليل طريفات،  أن عرب الطريفات ممنوع عليهم أن يبنوا منازل، وكل منزل له سقف من الباطون يهدم، حيث يتذرع الاحتلال بأن المنطقة هي منطقة “ج”. 

حلم التعليمبدوره، يقول المدرس صالح الطريفات إن الاحتلال هدم له منزله المقدر ب 120 ألف شيكل؛ بتاريخ 4-6-2013، وعند مراجعة الحكم المحلي قالوا له بأن المرصود له ألف دولار فقط، وهو ما فاجأه وسبب له الدهشة، والامتعاض.

وما يعبر عن معاناة عرب الطريفات هو التعليم؛ حيث تضطر التلميذات إلى ترك المدرسة بعد الصف السادس التي تبعد قرابة خمسة كيلومترات،  ولعدم وجود مدارس إعدادية، ولصعوبة الوصول إلى مدارس بعيدة جدا، مثل مدرسة النويعمة التي تبعد 20 كيلو مترا ذهابا وإيابا، حيث يخشى الأهالي على بناتهم.

ولا تخفي الطفلة حلا الطريفات حلمها بمواصلة التعليم حيث تضطر أكثر الفتيات لترك التعليم لشدة الفقر أو لصعوبة الوصول لمدارس بعيدة وتقول: “للأسف لا أستطيع مواصلة التعلم؛ لأن التعليم يصل الصف السادس فقط عندنا، ولعدم قدرة العائلة على الوصول إلى مدارس بعيدة جدا لعدة كيلومترات مشيا على الأقدام”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات