عرب الطريفات.. إذ تتركهم السلطة فريسة للاحتلال ومستوطنيه
خلال السفر من رام الله إلى أريحا؛ ومع أجواء البرد شتاء والحر صيفا؛ يدهش المرء من قوة تحمل وصبر عرب الطريفات الذين يسكنون في خيم وبركسات، حيث يواجهون عددا من المصاعب والتحديات لوحدهم وسط حالة من التهميش والفقر؛ فضلا عن ممارسات الاحتلال والمستوطنين.
ويعيش في محافظة أريحا والأغوار التي تبلغ مساحتها أكبر من مساحة قطاع غزة؛ تجمعات وعشائر في ظروف بدائية وغاية في الصعوبة وبلا ماء أو كهرباء؛ ومن بينهم عرب الطريفات أسفل معرجات الأغوار، والواقعة شمال غرب مدينة أريحا.
تهميش وغياب للسلطةحجم المعاناة لعرب الطريفات المكونة من عشرات العائلات لا يصدق؛ بسبب حالة التهميش وغياب شبه تام للسلطة، وبسبب سياسة الاحتلال الهادفة لتهجير سكان الأرض الأصليين لصالح المستوطنين والمستوطنات المحيطة بها، ولصالح معسكرات ومناطق تدريب لجيش الاحتلال، ولصالح المحميات الطبيعية ومنع الرعي فيها في محاولة لإفراغ المنطقة وتركها لقمة سائغة للمستوطنين والمستوطنات الزراعية.
ولا يخفي مختار عرب الطريفات محمود أبو إسماعيل مصاعب الحياة والتحديات، ويسرد نبذة عن التحديات التي يواجهها سكان عرب الطريفات، وأول أشكال هذه المعاناة عمليات الهدم التي يقوم بها الاحتلال في المنطقة، فيقول: “المنطقة محاصرة بالمستوطنات، والمناطق العسكرية، ومناطق التدريب، والمحميات الطبيعية، حيث لدينا عشرات الإخطارات الأخرى للمنازل ونعيش على أعصابنا في كل وقت وحين”.
وعن مشكلة الكهرباء يقول “أبو إسماعيل” إن المنطقة تفتقر لخدمة التيار الكهربائي مع أن رئيس الوزراء السابق سلام فياض قد وافق لهم على موازنة بلغت 583 ألف شيكل لمد شبكة كهربائية للمنطقة، وعلى الرغم من أن الموافقة من تاريخ 2-11-2011 إلا أن القرار عالق في وزارة المالية الفلسطينية، مضيفا بأنه وجد ملف المنطقة في إحدى مراجعاته السابقة عليه الغبار خلال مراجعة وزارة المالية لقلة المتابعة.
ويضيف الناشط في مجال مقاومة الاستيطان خليل طريفات، أن عرب الطريفات ممنوع عليهم أن يبنوا منازل، وكل منزل له سقف من الباطون يهدم، حيث يتذرع الاحتلال بأن المنطقة هي منطقة “ج”.
حلم التعليمبدوره، يقول المدرس صالح الطريفات إن الاحتلال هدم له منزله المقدر ب 120 ألف شيكل؛ بتاريخ 4-6-2013، وعند مراجعة الحكم المحلي قالوا له بأن المرصود له ألف دولار فقط، وهو ما فاجأه وسبب له الدهشة، والامتعاض.
وما يعبر عن معاناة عرب الطريفات هو التعليم؛ حيث تضطر التلميذات إلى ترك المدرسة بعد الصف السادس التي تبعد قرابة خمسة كيلومترات، ولعدم وجود مدارس إعدادية، ولصعوبة الوصول إلى مدارس بعيدة جدا، مثل مدرسة النويعمة التي تبعد 20 كيلو مترا ذهابا وإيابا، حيث يخشى الأهالي على بناتهم.
ولا تخفي الطفلة حلا الطريفات حلمها بمواصلة التعليم حيث تضطر أكثر الفتيات لترك التعليم لشدة الفقر أو لصعوبة الوصول لمدارس بعيدة وتقول: “للأسف لا أستطيع مواصلة التعلم؛ لأن التعليم يصل الصف السادس فقط عندنا، ولعدم قدرة العائلة على الوصول إلى مدارس بعيدة جدا لعدة كيلومترات مشيا على الأقدام”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الرشق: تصريحات نتنياهو سخيفة وتعكس حقيقة وضعه المأزوم
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشد، اليوم الإثنين، أنّ مطالبة المجرم نتنياهو للحركة بالاستسلام وإلقاء...
هيئة الأسرى: المعتقلات في الدامون يمارس الاحتلال بحقهنّ كل أشكال التنكيل
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الإثنين، أنّ "المعتقلات داخل سجن (الدامون) يعشن حالة من العزلة والتفرد،...
دعوات لممارسة ضغوط دولية لإدخال المساعدات لغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام دعا التجمع الشعبي الفلسطيني في قطاع غزة، اليوم الاثنين، لممارسة الضغط الدولي وتحرك المؤسسات الانسانية ضد الاحتلال...
لن يدخلوا معسكرنا.. جباليا تستبسل بصد هجوم الاحتلال النازي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام خرج الملثم قبل ٢٠ عاماً وقال يومها أن الاحتلال لن يستطيع دخول مخيم جباليا وإن بقي مقاتل واحد من القسام وها هي الأيام...
الاحتلال يعترف بإصابة 19 جنديًا غالبيتهم بمعارك مع المقاومة بغزة
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بإصابة 19 عسكريا من ضباطه وجنوده خلال الساعات الـ24 الماضية....
نصر الله: صمود المقاومة جعل فلسطين القضية الأولى عالميًا
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، اليوم الاثنين، إن فلسطين أصبحت اليوم هي القضية الأولى عالميا،...
أردوغان: حماس حركة مقاومة تدافع عن أراضيها المحتلة
أنقرة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن حماس "حركة مقاومة تدافع عن أراضيها المحتلة". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك،...