السبت 11/مايو/2024

حمزة العقرباوي..المؤرخ الشاب والحكواتي المتجول

حمزة العقرباوي..المؤرخ الشاب والحكواتي المتجول

إلى الجنوب من مدينة نابلس، وتحديدا في بلدة عقربا، عاش حمزة العقرباوي طفولته وشب على الاهتمام  بالتراث والعلم وتوثيق التاريخ ومتابعة كل تفاصيله الدقيقة، لاسيما ذلك المتعلق في بلدته والقرى المحيطة بها.
 
قاد شغف وحب العقرباوي وتعلقه بالتاريخ إلى التحول من القراءة إلى التأليف، ومن تقليب صفحات الكتب إلى المعاينة الميدانية والزيارة لكل مكان تاريخي ليس في المناطق القريبة منه فحسب، بل في كل منطقة في الضفة الغربية تستطيع قدم إنسان أن تطؤها بعيدا عن  منغصات الاحتلال وإجراءاته  التعقيدية.
 
“المركز الفلسطيني للإعلام”، جلس إلى العقرباوي ليوثق حكايته وتجربته الزاخرة بالعطاء والمعبرة عن موهبته وطبيعة إبداعه وميوله واهتماماته.

ويستهل العقرباوي (32 عاماً) كلامه بالحديث عن نشأته وولادته، التي تعود إلى قريته عقربا جنوب مدينة نابلس، والتي يحب أن ينسب اسمه لها وينادى بـ”العقرباوي”،

ففي العام 1984 ولد لأبوين يعملان في زراعة الأرض وتربية الأغنام، ليعيش معهما حياة الريف والإنسان القروي الذي يتمسك بأرضه، ويتناغم معها في تفاصيل يومه.

بداية الاهتمام
بدأ اهتمام العقرباوي بالتراث وجمع التاريخ وتسجيل المقابلات الشفوية في العام 2006، حيث “بدأت بجمع وتدوين المقابلات في بلدة عقربا بهدف توثيقها في كتاب أسرد فيه تاريخ بلدتي، أجريت عشرات المقابلات وصورت عشرات المواقع وجمعت آلاف الوثائق المهمة التي زادت الآن عن 100 ألف وثيقة تبدأ من سنة 1844”.



ما وجده العقرباوي من معلومات ومتعة بين سطور الوثائق التي جمعها، دفعه ليخرج من حدود قريته وتفكيره إلى خارجها، ووجد نفسه ككرة الثلج يمضي للأمام متشعباً ومنتقلاً من قريته إلى القرى المجاورة، ثم وجد نفسه وسط الزحام في رام الله ومنطلقاً في هموم الوطن من البحر للنهر حريصا على لقاء كبار السن خشية فقدانهم كونهم موسوعة تاريخية، على حد قوله.

وعن سر اهتمامه بالتراث والتاريخ والحكايات الشعبية، قال: “قد  يكون للجينات الوراثية دور في هذا الاهتمام.. كان جدي الحاج خضر الحمزة أحد الرواة الماهرين في سرد تاريخ البلدة وعائلاتها، وتفاصيل يحتاج إلى سماعها الناس منه بلا ملل، وكنت مولعاً بالسماع إليه وأنا صغير ومهتماً – ولم أكن حينها أعلم لماذا يسرد كل هذه الحكايات، وهذا كان أول علاقتي بالتراث، ثم لعبت والدتي دوراً مهما فيما كانت تسرده لنا من حكايات ونحن صغار.. وما تأتي على ذكره من أمثال لكل المناسبات”.

ومن الأمور التي زادت علاقته بالموروث والأرض، كما يوضح العقرباوي: “أنه بدأ يشعر بالمسؤولية في وقت مبكر، فكنت أرافق أبي  لحراثة الأرض والعمل فيها، وفي قطاف الزيتون، وأثناء ذلك كان أبي وعمي طوال النهار يتحدثان عن أمور طريفة يذكراها أو سمعا بها من جدي، وكانا يسردان الحكايات والطرائف للتسلية وقضاء وقت قطاف الزيتون، وساهم هذا  الحديث بترك أثر في نفسي كقطرات الماء التي تسقط بشكل متتابع على الصخرة فتترك أثرها للأبد”.



“المجنون أبو العجائز”
ويصف العقرباوي بداية مشواره بالصعبة وتابع: “في بداية الأمر كانت الأمور صعبة والاهتمام قليل والتفاعل من المجتمع محدود، كان أصدقائي يطلقون علي لقب (المجنون أبو العجائز) ولاحقاً صرت مرجع طلاب بلدتي فيما يخص أية معلومة أو بحث.. وكلما قصدني أحدهم يسألني المساعدة تذكرت جنوني النافع أول مسيرتي”.
 
وعن الأنشطة الحالية التي يقوم بها قال: “يتركز نشاطي الحالي على جولاتي المعرفية على الأماكن الفلسطينية وعلى دوري كحكاء أشارك في فعاليات وأنشطة في فلسطين والدول العربية، بالإضافة لاهتمامي بجمع وكتابة الموروث الشعبي والعادات والتقاليد”. 

وبرز العقرباوي وتميز بتنظيمه لجولات سياحية للمناطق التاريخية والأثرية في الضفة الغربية رغبة منه بتوثيق المواقع، وكانت “أولى جولاتي المنظمة في محيط عقربا عام 2009 مع اثنين من الأصدقاء ضمن مبادرة أطلقناها (السياحة في عقربا) ثم بعد ذلك بدأت استقبل مجموعات شبابية في منطقتنا المهددة بالمصادرة مثل خربة الطويل وخربة يانون ومنطقة افجم.. وكان هذا في الفترة ما بين عامي 2010-2012 ، من هنا بدأت بالتحول نحو الجولات العامة في أماكن أبعد، وكان أول تجوال لي مع فريق “تجوال سفر” واحد من أقدم المتجولين في الضفة وله جولات شهرية على كل المناطق الفلسطينية”.

وبرز العقرباوي واشتهر كذلك بوصفه حكواتي يروي التاريخ  الفلسطيني مستخدما أساليب السرد القصصي والطرائف، وعن هذه الموهبة يقول: “في بداية الأمر كُنت أسرد ما اقرأه وأسجله من حكايات وأخبار وطرائف للمتجولين لأجل خلق صلة بينهم وبين المكان فيشعروا بأنه ليس مجرد حجارة أو ماء أو جبل نمرُ به .. كُنت أسرد لأشعرهم بروح هذه الأماكن.. ومن هُنا صرت حكواتياً حيث شاركت لأول مرة في مهرجان حكايا فلسطين 2013 مع مجموعة حكايا الملتقى التربوي العربي وهم من قدمني ودفعني لأواصل مسيرتي كحكواتي”.

وعن مشاركاته العربية، يشير إلى أنه شارك في مجاورة الحكواتيين العرب في جرش 2015 ومجاورة الحكواتيين العرب2016 وفي مهرجان الحكايا في الأردن 2016. وأخيراً شاركت كحكواتي في مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس 2016 “.

ويستعد العقرباوي حالياً للسفر بالحكايا عبر العالم سارداً شيئاً طريفاً، متمنياً أن “أمتلك أسلوب جذاب يشد الجمهور وبالتالي أستطيع أن أخدم وطني ثقافياً بأشياء من صميم تراثه وهويته الشعبية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة دهم واعتقالات في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية، ونفذت اقتحامات للمنازل...