ماذا بعد أن تبخرت مبادرة فرنسا؟!

بعد أن بنت السلطة أملها واستراتيجيتها القادمة على مشروع المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية، انهارت فيما يبدو هذه الآمال والاستراتيجية كما ينهار برج من الكرتون أمام عاصفة رملية هوجاء لسبب بسيط:
قصة الانهيار تقول: إن الطرف الإسرائيلي أبلغ رسميًّا المبعوث الفرنسي لعملية السلام (بيير فيمون) أن دولته ترفض المقترح الفرنسي بشكل رسمي، وترفض فكرة المؤتمر الدولي، لأنه بحسب وجهة نظرهم أن المؤتمر الدولي للسلام يعقد السلام ويضر به، ويمنح محمود عباس فرصة التهرب من المفاوضات المباشرة. وأكد الطرف الصهيوني: أن الحكومة الإسرائيلية لا ترى حلًّا للصراع، سوى استئناف المفاوضات المباشرة، ودون شروط مسبقة، ولن تشارك في أي مؤتمر دولي يعقد لبحث المفاوضات؟!
زِد على ذلك؛ طالب مسؤولون إسرائيليون خلال الاجتماع بالطرف الفرنسي أن تتوقف فرنسا عن الترويج للمبادرة أو لعقد مؤتمر دولي، أو أي عملية تتعارض مع مصالح (إسرائيل) ومواقفها؟!
في ضوء ما تقدم يمكن القول بأن عباس خسر الرهان على المؤتمر الدولي وعلى فرنسا، ولا تملك فرنسا ولا هو تغيير الموقف الإسرائيلي، لأنه لا يملك هو ولا فرنسا أوراق قوة تجبر الطرف الصهيوني على القبول بتدويل المفوضات بعد توقفها وفشلها حين كانت مفاوضات مباشرة، أو برعاية أميركا، تخلت عنها أميركا لاحقًا.
لم يعد بإمكان عباس أن يطرح في المؤتمر السابع لفتح في جملته السياسية (المبادرة الفرنسية)، فقد نفست دولة العدو هذا البالون بشكل رسمي، ومن ثمة يمكن القول بأن عباس لا يملك جملة سياسية مفيدة تساعد في الخروج من مأزق توقف المفاوضات المباشرة مع نتنياهو. ولكنه ربما يذهب إلى مناورة داخلية جديدة تقوم على انتظار موقف الآخر الغائب؟!
عباس لا يقيم سياسته في التعامل الداخلي الفلسطيني على المواجهة الصريحة، التي تقول للرأي العام كل شيء، هو دائما يخفي الحقيقة، ويتمحل الأعذار، ويسبح في فضاء الخيال، كغريق يبحث عن قشة، أو قطعة خشب تحمله إلى اليابسة.
المسألة الفلسطينية، أعني مسألة المفاوضات، والمؤتمر الدولي، والرباعية، والرعاية الأميركية، كلها وصلت إلى نهايتها، ولم يبقَ إلا أن يضرب عباس رأسه في الحائط، فكل الطرق مغلقة، ابتداء من واشنطن، ومرورا بباريس وموسكو، وانتهاء بتل أبيب، والرباعية العربية.
الطريق الوحيد المفتوح أمامه هو الدعوة لحوار وطني شامل للإعلان عن وفاة مشروع المفاوضات، والاتفاق مع مكونات الشعب الفلسطيني على طريق مواجهة جديدة، وتخفيف الاحتقان الداخلي بين الفلسطينيين، وعدم تشتيتهم إلى فرق من خلال مشروع وهمي بدأ في مفاوضات أوسلو، ولن يجبر كسر الشعب مؤتمر دولي لن ينعقد البتة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...