مضافة قريوت.. أنفاس الترميم تنعش الذكريات

بعد سنوات عجاف مرت عليها حزينة، وخراب أحدثته السنون، وأجيال تعاقبت عليها وهي تقف عاجزة عن تغيير حالها، عادت الحياة مرة أخرى  لتدب في مضافة قريوت الواقعة جنوب شرق محافظة نابلس، وتعود متنفس الكبار وملجأ  الشباب والصغار.

إعمار بعد خراب
سنوات فصلت بين مشهد الإهمال والخراب، وبين عودة الحياة إليها بعد إعادة ترميمها مجدداً على أيدي مؤسسات القرية ونشطائها الشباب قبل سنوات، لتتحول مرة أخرى إلى مأوى يأوي إليه الكبار ويجد فيه الشباب متنفسا لهم، فيما وجدت مؤسسات القرية فيها مكاناً مناسباً لأنشطتها وفعالياتها.

الناشط بشار القريوتي قال في حديث مع “المركز الفلسطيني للإعلام“، إن مضافة قريوت كانت منسية لا يعرف عنها سوى حجارتها العتيقة التي لم تعرف العناية، إلى حين بادرت مؤسسات القرية والعديد من نشطائها الشباب بالعمل من أجل إعادة الروح لها من خلال إعادة تعميرها وردّ الحياة إليها مجددًا.

وعن نشأة المضافة وتاريخها، يقول القريوتي: “مضافة قريوت كانت مدرسة أهالي قريوت أيام الترك.. إذ إنها كالديوان الذي يجتمع فيها جميع أهالي القرية صغارها وكبارها لمناقشة أي جديد  يتعلق بها”.

وتتكون المضافة في أصلها من طابقين استخدمت في المناسبات والاجتماعات والتعليم في الحقبة الزمنية الماضية، حتى بدأ دورها يتلاشى شيئا فشيئا مع وجود حالة العمار والبناء للبيوت والمدارس والمساجد التي أخذت دورها وغيبت كثيرًا من مهامها.

“وأمام أهمية ذلك المكان ورمزيته التاريخية والاجتماعية والأثرية، ونتيجة إلحاح كثير من كبار السن في البلدة وجدنا أنفسنا مضطرين لإعادة  تأهيل تلك المضافة، بالاستعانة بالعديد من المتبرعين من الأهالي لتعود من جديد تلك المضافة ميدانا للأنشطة الحيوية الشبابية ومكاناً يقصده كبار السن، يجلسون فيه ويتشاورون ويتبادلون أطراف الحديث، ويستذكرون صفحات الماضي، ويقفون على أطلال المكان”، يقول القريوتي.

ملاذ للجميع
وأفاد القريوتي بأن كبار السن يعدّون المضافة ملاذا لهم؛ فهم يجلسون يومياً في كل الأوقات هناك وينتظرون الصلاة بالجلوس أمامها كون المضافة قريبة من المسجد، بالإضافة إلى استقطابها لجلسات حل المشاكل العائلية والمناسبات السعيدة وبيوت الأجر والعزاء.

جدير بالذكر أن المضافة الآن لم تعد مقتصرة على اجتماع الكبار فحسب؛ بل أصبحت مكاناً ينفذ فيه الكثير من الأنشطة الشبابية والاجتماعية والتطوعية والتعليمية  بالتنسيق مع  مؤسسات القرية، ولاسيما الجمعية الخيرية التي عمّرت المضافة وأشرفت على متابعتها.