الإثنين 12/مايو/2025

الشهيد أبو لاشين.. صادق الوعد وكاتم السرّ

الشهيد أبو لاشين.. صادق الوعد وكاتم السرّ

كل شيء في تفاصيل قصة الشهيد أنس أبو لاشين يشير أنه ترك مقعداً شاغراً في قلوب أسرته وأصدقائه في طريق المقاومة، فسماته الشخصية كانت تبشّر بميلاد قائد من طراز خاص.
 
وكان الشهيد أنس سلامة أبو لاشين 22 سنة من سكان قرية الزوايدة والعضو في كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، استشهد قبل أيام في انهيار نفق للمقاومة وسط قطاع غزة.
 
طوال حرب غزة سنة 2014 تمنى أنس أن يساهم بأي مهمة للمقاومة دفاعاً عن غزة وغيرةً على دماء أطفالها حتى خاطب والده متمنياً أن ينال الشهادة أو يمضي في طريق المقاومة.

صادق وشهم
في خيمة العزاء المحاذية لمنزل الشهيد أبو لاشين يتجاذب عشرات الرجال من الأقارب والأصدقاء في فترة الضحى أطراف الحديث، لا يخترق أصواتهم سوى صوت طائرات الاستطلاع التي تحلق فوقهم رؤوسهم.
 
يلخّص سلامة أبو لاشين شخصية ابنه الراحل قائلاً: “شخصيته قوية، ملتزم بالمواعيد، صادق لا يعرف الكذب، ويقرأ القرآن في طريقه يومياً من وإلى المسجد، طوال الحرب الماضية تمنى العمل مع المقاومة والشهادة”.

رغم عدم إكماله للدراسة الجامعية، عمل أبو لاشين في كثير من الأعمال المهنية وتحلى بالأمانة.
 
ويبدى سلامة أبو لاشين استعداداً للعمل في أنفاق المقاومة بعد استشهاد ابنه، مشيراً أن التضحية من نصيب كل إنسان فلسطيني، وأن القدس لا تعود إلا بالمقاومة والدم.

أما إياد أبو نادي فمنذ أن تزوج شقيقة الشهيد أنس وهو يرى فيه طباعاً من نوع خاص بدءًا من الصدق والأمانة وصولاً إلى دماثة الخلق التي كانت تتجلى في خفة الظل حين كانت زياراته الاجتماعية لا تتعدى نصف ساعة.
 
ويضيف:”قبل أن يلتحق بالمقاومة حدثني بأمنية العمل مع المقاومة حتى الاستشهاد، فقلت له لابد من تجهيز نفسك لذلك وبالفعل مرت الأيام وقال لي إنه حصل على ما تمناه”.

الوداع
على حداثة سنه وتجربته يبدي المسئول المباشر في كتائب القسام عن الشهيد أبو لاشين، والذي رفض الكشف عن اسمه، إعجابه بصفات أنس التي استرعت انتباهه من اللحظة الأولى لمعرفته.
 
ويقول: “طلب مني العمل في القسام قبل سنتين، وأبدى روح المبادرة وتحلى بالسريّة والكتمان ومهارات فردية كبيرة مع التزامه الخلقي، فألحقناه بعدة دورات متخصصة، وتنقل في عدة مهمات حتى  استشهاده. ولم يكن يقطع عمله سوى صلاة الجماعة التي يلبي لها مسرعاً”.
 
ومرت الأيام الأخيرة من حياة الشهيد أبو لاشين على ذات النسق، لم يختلف فيها سوى زيارته المفاجئة لمنزل عمته في رفح والتي أمضى فيها نهاراً كاملاً ختمه حين صلى في أقاربه إماماً لصلاة المغرب قبل استشهاده بيوم.
 
وتواترت مؤخراً الروايات على لسان الأصدقاء وزملاء المقاومة في رؤية الشاب أنس أبو لاشين في المنام شهيداً، الأمر الذي كان يسعد قلبه فيبتسم لذلك دون أن يعلّق على أمنيته التي تحققت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات