تحلية مياه البحر .. مشروع يرى النور لأول مرة بغزة

ينهمك عشرات المهندسين والفنيين والعمال، في العمل داخل أول محطة لتحلية مياه البحر، في قطاع غزة؛ من شأنها المساهمة في حل أزمة المياه المتفاقمة ولو بشكل جزئي.

ويوضح المهندس زيدان أبو زهري أحد المشرفين على المحطة، أنها الأولى من نوعها على مستوى قطاع غزة لتحلية مياه البحر؛ عبر إزالة جميع المواد العالقة والذائبة.

وتبعد المحطة حوالي 500 متر عن ساحل البحر قبالة مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، وهي مقامة على مساحة تقدر بخمسة دونمات، فيما يجري الإعداد لتحويلها إلى محطة مركزية على مساحة 80 دونما.

في مواجهة تدهور مصادر المياه
وقال أبو زهري لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن أهمية المحطة تأتي بعدما أكدت دراسات متخصصة، أن مصادر المياه في قطاع غزة، تدهورت بشكل دراماتيكي، وأصبح من الضروري البحث عن مصادر مياه بديلة على الأقل للحفاظ على غزة قابلة للحياة.

يشار إلى أن الأمم المتحدة خلصت في تقرير لها مؤخرا إلى أن 97% من مياه قطاع غزة غير صالحة للشرب والاستعمال الآدمي.

وتمر عملية تحلية مياه البحر بثلاث مراحل، وصولا إلى المياه النقية التي يستفيد منها بشكل مبدئي حوالي 75 ألف نسمة جنوب قطاع غزة.

ويوضح أبو زهري أن المرحلة الأولي تتعلق بإزالة الشوائب والمواد العالقة الكبيرة الحجم عبر جهاز يسمي “السان فيكترز”، وهو عبارة عن طبقات من الرمل الناعم والحصمة الخشنة والكربون تدخل خلالها المياه من الأعلى وتفلترها، وتضخها لتصل للمرحلة الثانية؛ حيث تمرعبر جهاز يسمي “فلتر المايكرو”، وتتمثل مهمته بإزالة الشوائب والمواد العالقة الدقيقة جداً التي لم يستطع الجهاز الأول التقاطها.

وأضاف أنه يجرى في المرحلة الثالثة ضخ المياه المحلاة من المحطة إلى المواطنين عبر الخط الناقل الذي يصل إلى 18 كيلومترًا، والذي سيضخ لمنطقتي حي الأمل بخانيونس ومنطقة تل السلطان برفح كمرحلة أولي”.

ويقدر معدل الاستهلاك السنوي من آبار الشرب والآبار الزراعية لسكان القطاع بنحو 200 مليون متر مكعب، وسيزيد في العام 2020 ليصل إلى 260 مليون متر مكعب.

مراحل التطوير
ويؤكد القائمون على المحطة أن تطويرها يمر بثلاث مراحل، المرحلة الأولي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 6000 آلاف كوب في اليوم والتي توجد على أرض الواقع، فيما تصل في المرحلة الثانية إلى 14 ألف كوب، حيث جرى تأمين التمويل اللازم لها وجارٍ العمل لإرساء العطاءات، في حين المرحلة الثالثة سترفع إلى 20 ألف كوب في اليوم.

ويقدر معدل الاستهلاك السنوي من آبار الشرب والآبار الزراعية لسكان القطاع بنحو 200 مليون متر مكعب، وسيزيد في العام 2020م ليصل إلى 260 مليون متر مكعب.

ويؤكد أبو زهري أن المياه المحلاة يجرى خلطها مع مياه آبار البلدية للوصول إلى مياه حسب معايير الجودة العالمية التي توصي بها المنظمات الدولية.

وعن أبرز المعوقات التي واجهت المشروع وساهمت في تأخير تأسيسه، قال: “المعوقات كانت بشكل أساسي في استيراد المواد الخاصة بعمل المحطة، حيث إن معظم مواد المحطة -كانت حسب تصنيف الاحتلال- مزدوجة الاستعمال، وبالتالي كانت تأخذ وقتا للتنسيق لها على المعابر”.

الضخ يبدأ خلال شهر
ويوضح المهندس ربحي الشيخ نائب رئيس سلطة المياه، أن تكلفة المرحلة الأولى من المحطة بلغت 10 مليون يورو، وذلك لإنتاج 6 آلاف كوب من المياه المحلاة يوميًّا؛ لتزويد 75 ألف فلسطيني بمياه صالحة للشرب بمحافظتي خانيونس ورفح.

وأكد أن ضخ المياه لمنازل المواطنين سيبدأ في مدة أقصاها شهر، واصفا المشروع بأنه أكبر مشروع حيوي واستراتيجي في قطاع غزة.