الجمعة 28/يونيو/2024

عملية الباص بالقدس.. لهب الانتفاضة المتّقد منذ عام

عملية الباص بالقدس.. لهب الانتفاضة المتّقد منذ عام

شكلت عملية الأسير بلال أبو غانم ورفيقه الشهيد بهاء عليان في مثل هذه الأيام من العام الماضي محطة فارقة في انتفاضة القدس؛ حيث ألهبت مشاعر الشارع الفلسطيني في كل مكان، وأنذرت الاحتلال بأن الانتفاضة ستجعل من حياة المحتلين جحيمًا ولهيبًا.

عملية “أرمون هنتسيف” أو ما اصطلح عليها بعملية “الباص” في القدس، كانت، بحسب مركز أمامة الإعلامي، إحدى أقوى العمليات البطولية وأجرئها خلال عامٍ من الانتفاضة، وهي كانت العملية المزدوجة الأولى التي ينفذها بطلان من جبل المكبر في القدس، حيث استخدم فيها الأسير غانم والشهيد عليان مسدساً وسكيناً، مخلفين 3 قتلى و11 جريحًا بعضهم في حالة الخطر.

ومما زاد في وقع الصدمة على الاحتلال أن عملية الباص البطولية وقعت في اليوم نفسه الذي نفذ فيه الشهيد علاء أبو جمل من جبل المكبر عملية دهس وطعن راح ضحيتها قتيل و4 مصابين، وعملية طعن بطولية في رعنانا نفذها الشهيد طارق دويك، ليعيش الكيان الصهيوني يوماً دامياً على وقع العمليات البطولية بسواعد شباب الانتفاضة.

تفاصيل العملية
وبعد أشهر من تكتم الاحتلال على الطريقة التي نفذت بها العملية، وفرضه حظراً على نشر تفاصيلها، تبين فيما بعد، وبحسب لائحة الاتهام التي صدرت بحق الأسير أبو غانم والتسريبات من داخل السجن، بأن الشهيد عليان كان قد اشترى مسدساً من نوع FN بـ20 ألف شيكل (الدولار 3.78 شواكل) من بلدة أبو ديس شرق القدس لتنفيذ الهجوم، واتفق مع أبو غانم على الاجتماع صباح العملية قرب مطبعة قريبة من مكان سكنهما واشترى الأخير سكيناً كبيرة، قبل أن يستقلّا دراجة نارية ويصلا إلى منطقة “أرمون هنتسيف” غرب القدس، وهناك استقلا الحافلة رقم 78، حيث كانت في البداية خالية من الركاب.

وجاء في لائحة اتهام الأسير أبو غانم أيضاً أنه “عندما انطلقت الحافلة بعد امتلائها نحو المحطة المركزية للحافلات بالقدس، شرع الأسير بإطلاق النار، وبدأ عليان بمهاجمة الركاب بالسكين الكبيرة، وقُتل ثلاثة مستوطنين بينهم اثنان بنيران المسدس، فيما قتل الآخر جراء طعنه، وأصيب في العملية 11 بجروح متفاوتة”.

أخلاق المقاومين
وقد أظهرت بعض التفاصيل التي وردت تباعًا عن العملية، مدى الأخلاق التي تحلى بها المقاومان البطلان، مؤكدين للعالم بأن المقاومة الفلسطينية هي أرقى وأطهر مقاومة، وأنها تدافع عن حق مسلوب، وليس في هدفها أو قاموسها القتل لمجرد القتل.

بلال أبو غانم:
“امتنعنا عن قتل الأطفال وكبار السن من المستوطنين في عملية القدس؛ لإيماننا أن المقاومة الفلسطينية تقوم على أسس دينية وحضارية”

وبحسب رسالة سابقة، سربها الأسير بلال أبو غانم من داخل سجن بئر السبع، وذلك بعد تعافيه من الإصابة التي لحقت به أثناء العملية؛ قال إنه أنزل ورفيقه الشهيد عليان كبار السن والأطفال “الإسرائيليين” من الحافلة قبل قتل وإصابة من تبقى فيها من المستوطنين.

وأضاف “امتنعنا عن قتل الأطفال وكبار السن من المستوطنين في عملية القدس؛ لإيماننا أن المقاومة الفلسطينية تقوم على أسس دينية وحضارية”.

وأردف غانم “لم نحرص على القتل العشوائي في العملية التي نفّذناها في القدس لأجل القتل فقط، وإنما جاءت عمليتنا رداً على اقتحامات المسجد الأقصى، واستهداف النساء من الجيش الإسرائيلي، الذي استهدفناه في الحافلة”.

أبطال على خطى العظماء
وكان الأسير بلال غانم طالبًا في كلية الشريعة بجامعة القدس أبو ديس، وقد عُرف بخجله وروح الفكاهة العالية لديه، علاوة على ذلك، كان مسؤولاً عن مركز لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال، وتعرض سابقًا للاعتقال مدة 14 شهرًا في سجون الاحتلال، قبل أن يفرج عنه قبل العملية البطولية بعام.

وأما الشهيد بهاء عليان، فقد نسب له الفضل سابقا في مشروع أطول سلسلة قراءة حول أسوار القدس بمشاركة نحو 7000 قارئ، وهو ينحدر من عائلة مقدسية تسكن جبل المكبر، وكان قد كتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي ما عُرفت بـ”الوصايا العشر” لأي شهيد، كان أبرزها الوصية العاشرة “لا تجعلوا منّي رقماً من الأرقام تعدّونه اليوم وتنسونه غداً، أراكم في الجنة”.

وقد حكمت محكمة الاحتلال على الأسير بلال غانم بالسجن المؤبد 3 مرات و60 عامًا وغرامة مالية تقدر بمليون و900 ألف شيقل.

وبعد عام من العملية البطولية التي نفذها المقاومان الفذّان، ها هي العمليات البطولية تعود للساحة من جديد؛ تأكيدًا على أن انتفاضة القدس ماضية، ولن يوقفها أحد حتى يحقق الشعب حريته، ويكنس المحتل عن أرضه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات