وليد شعت.. المحاصر رقم 2 مليون بغزة
في قطاع غزة، تلك البقعة الضيقة، ذات الكثافة السكانية الأعلى في العالم، وفي أكناف منطقة لم تعهد منذ عشرة أعوام إلا حصارا جائرا وحروبا مدمرة، خرج الرضيع وليد جهاد شعت إلى الدنيا، ليقاسي مع أبناء شعبه تفاصيل الحياة المرّة.
ومع أول صرخة أطلقها في هذا العالم، وفي ساعات مساء يوم الثلاثاء (11-10) كتب له القدر أن يكون صاحب الرقم الـ 2 مليون في عداد سكان القطاع المحاصر.
مشاعر الفرحة والسعادة بدت واضحة علي وجه عائلة الطفل، التي تقطن في منطقة قيزان النجار جنوب محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، حيث شكل ذلك مفاجأة سارة لوالده جهاد، الذي لم يتوقع أن يكون ابنه من يكسر حاجز الـ2 مليون.
فرحة منقوصة
فرحة العائلة كانت منقوصة بعد تذكرها المأساة التي أصابتها خلال العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014م.
ويروي والد الطفل لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” ما حدث معه خلال الحرب قائلاً: “في 31 يونيو عام 2014، تعرض منزلي للقصف من الطيران الحربي الإسرائيلي دون سابق إنذار، ما أدى إلي تدميره بالكامل واستشهاد زوجتي وإصابة طفلي “المعتصم بالله” بعد أن كان عمره (26 يوماً)”.
شدة القصف دفعت بجهاد الذى كان داخل البيت إلى الخارج، فيما بقي طفله المعتصم في حضن والدته لمدة أربعين دقيقة، وقد كان يرضع من ثدي والدته طول تلك الفترة.
ويتابع: “بعد إخراج الطفل من تحت الركام بإصابات حرجة، نقل عبر سيارة الإسعاف إلى المستشفى ليتوقف قلبه أكثر من مرة، لولا تدخل عناية الرحمن التي جعلته على قيد الحياة لتكتحل عيناه برؤية أخيه الوليد من زوجتي الثانية”.
ولا ينسى جهاد قصة طفليه التي ستبقي تلازمه طول العمر، فالأول نجا من الموت بأعجوبة والثاني كان رقماً مميزاً على مستوى قطاع غزة.
وتمنى شعت أن تكون حياة طفليه أفضل من الحياة التي عايشها ويعايشها سكان قطاع غزة، وأن يكون مستقبلهم زاهرا وباهرا، وملؤه السعادة والمحبة.
وشدد على ضرورة تحدي الاحتلال، قائلاً “هذا الإنجاب هو تحدٍّ وصمود في وجه سياسة الاحتلال التي تسعى لإطباق الحصار على قطاع غزة وإفراغ أهله منه”.
إصرار على الإنجاب
أما والدة الطفل تهاني عويضة فلا تستيطع أن تخفي فرحتها وسعادتها بولادة طفلها البكر وليد، راجية من الله عز وجل أن يبعد عنه وعن أخيه المعتصم بالله أي أذى.
وعن سبب تسميتهما طفلها “الوليد” تقول لـمراسلنا إنه جاء تلبية لرغبة شقيقه معتصم الذي يحب شخصيتي معتصم ووليد في قناة طيور الجنة للأطفال.
وتضيف: “ما حدث مع زوجي وطفله، إضافة للحروب المتكررة، يدفعني ويجعلني أنا وكل نساء فلسطين، أكثر إصرارا على الإنجاب”.
ووفق معطيات رسمية فإن معدل الخصوبة في قطاع غزة يبلغ 4.5 مقابل 3.7 في الضفة، بينما المواليد 38.8 بغزة و28.5 في الضفة، ونسبة الوفيات 3.3 بغزة و3.7 في الضفة، ونسبة النمو 3.3 بغزة و2.5 في الضفة، وسط توقعات أنه بموجب هذه المعطيات سيرتفع عدد سكان القطاع حتى عام 2029 إلى 3 ملايين نسمة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
تزامناً مع ذكرى النكبة.. مظاهرة حاشدة في لندن تنديداً بالعدوان على غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت العاصمة البريطانية لندن اليوم السبت، مظاهرة حاشدة تنديداً بالعدوان على قطاع غزة، شارك فيها أكثر من ربع مليون...
أبو عبيدة: نتنياهو يزج بجنوده ليقتلوا بأزقة غزة بدلا من تبادل الأسرى
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال أبو عبيدة، الناطق باسم حركة كتائب القسام، إن قيادةُ العدو تزجّ بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نُعوشٍ من أجل البحث...
إسطنبول تستضيف مهرجان طوفان الأحرار دعمًا لفلسطين
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام تستمر فعاليات المهرجان يومين، بمشاركة ممثلين من 60 دولة، وينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وحركة إنسان...
الأورومتوسطي: وفاة عشرات الجرحى والمرضى جراء إغلاق معبر رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استمرار إغلاق معبر رفح البري بين قطاع وغزة ومصر بعد سيطرة جيش الاحتلال...
سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف مدينة عسقلان المحتلة برشقة صاروخية وتنفيذ عدة عمليات في...
إعلام عبري: تفكك “كابينت الحرب” أقرب من أي وقت مضى
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" إن تفكك كابينيت الحرب بات قريبًا أكثر من أي وقت مضى، لا سيما وأن...
مشعل: مستمرون في جهادنا و3 خطوات مطلوبة للضغط على الاحتلال
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام حدد رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، السبت، ثلاث خطوات للضغط على الاحتلال لوقف عدوان ومحاسبته على جرائمه، حاثا...