عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

نخيل غزة.. نضوج مبكر وحصار يقتل أحلام المزارعين

نخيل غزة.. نضوج مبكر وحصار يقتل أحلام المزارعين

للمرة الأولى تنهار أحلام مزارعي النخيل في غزة بشكل كامل، فتوقف التصدير لأسواق الضفة بسبب الحصار على المعابر وتقلبات الطقس التي تسببت في نضوج مبكر للثمار بددت أيامهم السعيدة.
 
ويشتهر قطاع غزة خاصة مدينة دير البلح بأشجار النخيل التي يفوق عددها الإجمالي 250 ألف شجرة مثمرة 90% من الصنف الحياني الذي يبلغ متوسط إنتاجه حسب الجمعية الأهلية لتطوير النخيل والتمور 15-18 ألف طن سنوياً.
 
موسم منهار

كخلية نحل يبدأ 25 عاملا يومهم في كرم المزارع “رسمي أبو قاسم” من السادسة من صباح كل يوم لجني ثمار 700 نخلة في 40 دونما يتناوب 5 عمال على هزّ وقص القطوف وآخرون يفرزون الرطب الجيد عن الفاسد.
 
يلتقط “أبو جهاد بركة” أنفاسه بعد أن تحرر للتو من الحبل المخصص لتسلق النخيل ويقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “عمري 50 سنة وأعمل من 35 سنة في النخيل؛ لكن الحصار وتوقف التصدير والطقس الذي أنضج الثمار مبكراً دمّر الموسم”.

وزرع بركة بيده آلاف أشجار النخيل في غزة حين كان موسم النخيل رائجاً وتصدر الثمار للضفة فكانت الشجرة تجني 50-70 دينارا أردنيا بينما انخفض ثمن صندوق الرطب الآن إلى 20 شيكلا وهو ما لا يوفر حتى التكلفة.

بجواره يعدل جابر بركة 31 سنة القائم على بستان أبو قاسم قبعته الصيفية مضيفاً: “هذه مهنتنا أباً عن جد، الموسم سيئ بسبب النضوج المبكر والأسواق السيئة والحصار على التصدير ونحاول تخزينه لنصدره للضفة دون جدوى لكن قديما كنا نوفر تكلفته فقط من ثمن بيع الجريد”.
 
وكانت الجمعية الأهلية لتطوير النخيل تعهدت للمزارعين بشراء الثمار وإدخالها في صناعة مشتقات النخيل لتضمن لهم قسطاً آمناً من الموسم البالغ قرابة 100 كجم لمتوسط الشجرة.
 
ويؤكد المهندس إسلام أبو شعيب رئيس الجمعية الذي كان في زيارة لكرم أبو قاسم لمراسلنا، أن الموسم هذا العام خصيب وهو ما يميز صنف أشجار غزة الحياني سنوات”. ويرى في الجمعية منهج سلسلة القيمة بين المزارع والتاجر والمصنع وتحاول تصدير الفائض .

ويتدخل المزارع العبد أبو عمرة 54 سنة في حديث أبو شعيب مؤكداً أنه من زرع 1500 فسيلة قبل 30 سنة في كرم أبو قاسم وأن ملوحة المياه الزائدة مؤخراً تتسبب في انخفاض نسبة السكر في الثمرة.
 
ويتابع: “إذا فتحت الأسواق للتصدير ستنتعش التجارة كثيراً لكن استمرار الحصار وهجوم سوسة النخيل على الأشجار سيقضي على قطاع النخيل في عدة سنوات” .
 
ثمار التصدير

انتقلت مسافة 4 كيلو مترات إلى الجزء الشمالي من مدينة دير البلح فهناك في كرم أبو شعبان كان موسم القطاف على أشده بين صيحات المزارعين المتسلقين للأشجار ومن يجمعون الثمار ويفرزونها في الأسفل.
 
يكتفي السيد حسن بركة 40 سنة ضامن البستان بإصدار التوجيهات لمتسلقي النخيل الذين ألفوا توجيهاته قبل أن يضيف: “لدي هنا 300 نخلة لكن الموسم سيئ، فصندوق الرطب لا يتجاوز ثمنه 20 شيكلا بسبب الحصار وتوقف التصدير ونحن نعتمد على التصدير؛ لكني مضطر للاحتفاظ به في الثلاجات على أمل فتح المعابر”.
 
وبيدين وقدمين خبيرتين يتسلق زكريا بركة 20 سنة إحدى الأشجار استعداداً لقطف الثمار، مشيراً أن مهمته إحكام رباط التسلق ورمي حبل طوله 20 متراً لمعاونه، ثم هزّ القطوف وبعدها قصها وإنزالها بواسطة الحبل للأرض.
 
ويتابع: “كل يوم أكرر هذا العمل من الساعة 6صباحاً-3 ظهراً فأقوم بهزّ القطوف ليسقط الرطب ثم أقص الأصفر على جانب والأحمر أضعه بجانب آخر وأنزله على الحبل”.
 
ويقول وائل ثابت مدير عام الإدارة العامة لوقاية النباتات الزراعي في وزارة الزراعة لمراسلنا، إن النخيل موزع علي محافظات غزة بواقع 60% أشجار مثمرة و 40% غير مثمرة مؤكداً أن التصدير للضفة الغربية بدأ قبل أسبوع لكن الحصار يحول دون استمراره بحرية.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات