مريم.. هكذا روضت حصار البحر بقاربها
على شاطئ بحر غزة يبدو مشهد الطفلة مريم الكباريتي (11عاما) وهي تركب قارباً شراعياً غير مألوف، فالرياضة على ندرتها في القطاع، لم تعرف طريقها إلى أطفال يعانون من ويلات الحصار.
وبدأت الطفلة مريم الكباريتي قبل 3 أعوام، ممارسة رياضة ركوب القارب الشراعي، بعد أن تعلمت السباحة وهي في السادسة على يد والدها محفوظ الكباريتي، رئيس جمعية هوايات الصيد والرياضات البحرية.
فتاة الشراع
على شاطئ غزة خلف لسان الميناء، ينشغل السيّد محفوظ الكباريتي وابنته “مريم” في نفخ 4 وسادات هوائية وتثبيتهما في قاع قارب شراعي، قبل أن يعاونهما شابان في سحب القارب لـ200 متر وصولاً إلى الشاطئ.
تحكم “مريم” وثاق سترة النجاة التي ترتديها قبل أن تقفز داخل القارب الشراعي، في حين يساعدها والدها في تثبيت الشراع قبيل ملامسته المياه، فيبدأ في حركة انسيابية مع اتجاه الريح.
تدور “مريم” بقاربها طوال ساعتين مسافة تزيد عن كيلو متر، قبل أن تقفل بوجهتها نحو الشاطئ، فيعاونها 3 رجال على حمل القارب مائتي متر أخرى وصولاً لمقره الدائم.
تقول مريم بأنفاس لاهثة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أركب القارب من 3 سنوات، وأعشق هذه الهواية، وأبي من علمني ركوب الشراع، تعلمت تجهيز القارب ونصب الشراع، وهو يساعدني في بعض التفاصيل”.
وتعدد “مريم” بعض الإرشادات اللازمة لرياضة القارب الشراعي، مؤكدةً على وجوب ارتداء السترة الواقية لحالات الخطر، ثم تحديد اتجاه الرياح قبل الإبحار، وهي ترتب شعرها الذي عبثت به رياح الشاطئ، تتابع: “أبحر عدة كيلو مترات ولا أتجاوزها، لأن بحرية الاحتلال تطلق النار دوماً، وأيام الإجازة أركب القارب يومين في الأسبوع، وأحياناً حسب الفراغ ومدى مناسبة الرياح، وكلي أمل أن أشارك في بطولات محترفين”.
رياضة نادرة
ينفض رئيس جمعية هوايات الصيد والرياضات البحرية في غزة محفوظ الكباريتي يديه من أثر التراب، بعد أن انتهى من إعادة قارب “مريم” لمرقده تحت سقيفة الاستراحة، ويقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “هذه رياضة منتشرة في كثير من الدول المطلة على السواحل، وغزة يوماً ما سيكون لها ميناء مجهز ببنية تحتية تساعد على انتشارها، فكما ترى نضطر لحمل القارب 200 متر من هنا لعدم وجود رصيف”.
وتعززت ثقة الطفلة “مريم” بنفسها وهي تركب قارباً صغيراً مخصصا للأطفال من نوع “أوبتمست”، وهو قارب أوليمبي دولي طوله 270 سم وعرضه 120 سم، تصل به مسافة 2-3 كم متر في بحر غزة.
ويؤكد الكباريتي أن ابنته حالياً أصبحت تقود القارب منفردةً في كافة الاتجاهات بعد 3 سنوات من الإبحار، فيما لا تزال تتعرف على المهارات الفنية للعبة وسط البحر.
يشار إلى أن “إسرائيل” تفرض حصاراً على غزة، وتمنع الصيادين وهواة ركوب البحر من تجاوز مسافة 6 أميال بحرية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
انتفاضة الطلاب تصل إلى المكسيك.. خيام أمام أكبر جامعات البلاد دعماً لفلسطين
مكسيكو - المركز الفلسطيني للإعلام في إطار الاحتجاجات الطلابية في الجامعات تضامناً مع غزة، أقام عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في...
أنصار الله: نحضر لجولة تصعيد رابعة إذا تواصل العدوان على غزة
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية، الخميس، أنّهم يحضرون لجولة رابعة من التصعيد، إذا استمر عدوان الاحتلال الإسرائيلي...
انتفاضة الجامعات الأمريكية.. انكشاف زيف الديمقراطية وتهاوي سردية الاحتلال
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام يبدو أن الحراك في الجامعات الأمريكية الداعي لوقف الإبادة الجماعية بغزة أصاب السياسة الأمريكية بمقتل، وكشف زيف...
هنية يختتم زيارته إلى تركيا بعد سلسلة لقاءات رسمية وحزبية ووطنية
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام اختتم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس زيارته إلى الجمهورية التركية، وعاد إلى العاصمة القطرية الدوحة...
في اليوم العالمي لحرية الصحافة .. تنديد بواسع باستهداف الاحتلال لصحفيي فلسطين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وجدت جهات حكومية وحزبية وإعلامية في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف 3 مايو كا عام، مناسبة للتنديد بعدوان...
آلاف المصلين يؤدون الفجر في الأقصى رغم قيود الاحتلال
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام توافد آلاف المصلين، فجر اليوم الجمعة، لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، رغم قيود الاحتلال التي...
وسط مواجهات .. الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماندلعت الليلة الماضية وصباح اليوم الجمعة، مواجهات مع قوات الاحتلال والمستوطنين في عدة مناطق بالضفة الغربية،...