الإثنين 17/يونيو/2024

خليلية: الاحتلال رفع ميزانية الاستيطان بنسبة 500%

خليلية: الاحتلال رفع ميزانية الاستيطان بنسبة 500%

أكّد مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية، أريج سهيل خليلية، أنّ هناك زيادة واضحة في ميزانية الاستيطان للأراضي الفلسطينية، مبينًا أنّها رفعت خلال العام الماضي ميزانيته بنسبة تتجاوز 500% حتى وصلت إلى حوالي 110 مليون دولار أمريكي من هذه الميزانيات، ما أعطى مجالات أكبر للتوسع الاستيطاني وإطلاق خطط جديدة.

وشدد خليلية في حوار شامل مع “المركز الفلسطيني للإعلام” على أنّ الاستيطان في حالة بناء مستمر، ولم يتوقف للحظة واحدة خلال العقود الماضية، مشيرًا إلى أنّ هناك تركيزًا واستراتيجية أكبر وأوضح لتنفيذ مخططات أوسع للاستيلاء على الأرض وحتى تثبيت الوجود اليهودي في تلك المناطق على وجه التحديد تصديقًا لسياسة “فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض”.

وبين مدير وحدة مراقبة الاستيطان أنّ الجدار العازل يصل طوله إلى 771 كم ممتدًّا من الشمال الغربي إلى الوسط إلى الجنوب الغربي من الضفة الغربية، موضحًا أنّ ما تم أُنجز من الجدار تتجاوز نسبته 68%.

وقال: “إذا تم مسار الجدار على ما هو مخطط له اليوم سينتهي الأمر في نهاية الموضوع إلى قضم حوالي 13% من مساحة الضفة الغربية وضمها إلى الجانب “الإسرائيلي” خلف الخط الأخضر”، لافتًا إلى أنّ ذلك يشمل مساحات زراعية شاسعة، ومصادر مياه كبيرة ستفقَد.

ونبّه خليلية، أنّ مساحة مدينة القدس المحتلة كانت 6.5 كيلومترات، ولكن عندما احتلت “إسرائيل” هذه المدينة أعادت تعريف حدودها إلى 71 كيلومترًا مربعًا، ومنذ ذلك الوقت بدأت “إسرائيل” بتطبيق خطة ممنهجة لتضييق الخناق على الفلسطينيين ودفعهم للخروج خارج هذه المدينة للوصول إلى انتصار ديموغرافي سكاني في هذه المدينة.

وأشار إلى أنّ الاحتلال يريد أن يرسل رسالة للمجتمع الدولي أنّ هناك سيطرة “إسرائيلية” مطلقة على الأراضي في القدس، وأنّ “غالبية السكان هم من اليهود في هذه المدينة، وبالتالي لا حاجة لأن تكون هناك مفاوضات على هذه المدينة”، كما قال.

وفيما يلي نص الحوار:

– ما هي أبرز المعطيات فيما يخص الاستيطان في العام الحالي (بالأرقام)؟
منذ بداية العام الحالي بدأنا برصد ما نشر وطرح من عطاءات خاصة بالوحدات السكنية “الإسرائيلية” في الضفة الغربية المحتلة، حيث رصدت 2700 وحدة سكنية بمختلف أشكالها، وطرحت بشكل عطاءات أو مصادقة على خطط قديمة كان منها 750 وحدة سكنية وُوفق عليها بأثر رجعي، وقد شكلت ما مجموعه حوالي 29% من ما طرح جميعًا منذ بداية العام.

كان هناك عمليات بناء مستمرة في المستوطنات، ولم يكن هناك موافقة مسبقة عليها، واليوم أتت الحكومة اليمنية برئاسة نتنياهو وأعطت موافقات على بني بأثر رجعي ليس فقط منذ بداية العام؛ بل من الأعوام التي سبقت ذلك بكثير.

هذه الموافقات قد تمت في 30 مستوطنة منتشرة في الضفة الغربية، وكان التقسيم الأكثر بطرح حوالي 930 وحدة سكنية في 7 مستوطنات “إسرائيلية” رئيسة موجودة في القدس المحتلة وفي منطقة ما يعرف باسم “القدس الكبرى”، كما يطلق عليها الاحتلال.

كما رصدنا حوالي 825 وحدة سكنية، وشكلت حوالي 32% مما طرح ورصد وهي موجودة في الجانب الغربي للجدار الفاصل الموجود بالضفة الغربية، بمعنى أنّ الاحتلال “الإسرائيلي” عزّز البناء والوجود الاستيطاني في كل المناطق الواقعة غرب جدار الفاصل، وهي المناطق التي أعلنت مرارًا وتكرارًا أنها تريد الإبقاء عليها تحت السيطرة “الإسرائيلية” في ظل أي اتفاق مع الجانب الفلسطيني، يعني أنّ ما طرح هناك يشكل حوالي 67% من المجموع العام، وهذه الخطط التي طرحت في هذه المستوطنات هي خطط فعلاً قد بني الكثير منها، ويجرى العمل عليها بشكل كبير على قدمٍ وساق بخلاف ما يطرح من عطاءات ومخططات على الجانب الشرقي للجدار الفاصل، بمعنى أنّ هناك تعزيزًا للبناء الاستيطاني في المستوطنات الكبرى الموجودة غرب الجدار وفي منطقة القدس ومحيطها.

من جهة أخرى، كان هناك تعزيزات كبيرة وتركيز أكبر على التوسع الاستيطاني في قلب مدينة القدس على وجه التحديد، وفيما يعرف باسم الحوض المقدس كما يطلق عليه الاحتلال، نرى أنّ هناك خططًا أعيد إحياؤها بإطلاق موافقات عليها من خلال اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية الاحتلال في القدس.

مخططات جديدة

– برأيك هل ما يُطرح هي مخططات جديدة أو قديمة؟
نحن نتوقع أن يكون هناك موافقات عديدة على ما سيُطرح من مخططات عديدة في منطقة القدس القديمة وما يسمى بالحوض المقدس مثل رأس العامود والشيخ جراح وسلواد.. كل هذه المناطق مستهدفة بشكلٍ كبير حتى في وادي الجوز وصور باهر وجبل المكبر، هذه مناطق كلها سترى موافقات على مخططات.

موسم الموافقات للمخططات المجمدة قد بدأ، وقد اعتدنا على ذلك أن يكون قبل الانتخابات الأمريكية، هذه الأوقات مفتوحة للاحتلال لإطلاق كل المخططات التي وضعها على الرف، حتى إنّ الاحتلال قد أخذ خطوات واستعدادات لمثل هذا الوقت؛ حيث رأينا في العام المنصرم أن حكومة الاحتلال اليمنية قد أطلقت يد ما يسمى بشعبة الاستيطان “الإسرائيلية” والتي على إثرها استطاعت فئات المستوطنين إطلاق وتنظيم العديد من المخططات الاستيطانية في مناطق مختلفة بدون الرجوع إلى هيئات خاصة لدى ما يسمى بـ”الإدارة المدنية الإسرائيلية”.

كذلك كان هناك زيادة واضحة في ميزانية الاستيطان؛ حيث رفعت خلال العام الماضي ميزانية الاستيطان بنسبة تتجاوز 500% حتى وصلت إلى حوالي 110 مليون دولار أمريكي من هذه الميزانيات، وكل هذا أعطى مجالات أكبر للتوسع الاستيطاني وإطلاق خطط جديدة.

كما شطبت حكومة الاحتلال ديونًا موجودة ومتراكمة على المستوطنين في منطقة الضفة الغربية والجولان المحتل، ما كان له الأثر الأكبر في تعزيز فكرة الاستيطان لدى العديد من اليهود سواء المهاجرين من الخارج أو الموجودين هنا.. الاستهداف كان وما يزال للقدس وهي موجودة ضمن المخطط “الإسرائيلي”، وهي تريد تعزيز البناء الاستيطاني.

– هل نفهم منذ ذلك أن الاستيطان في حالة تصاعد وتسارع؟
الاستيطان في حالة تركيز أكبر في البناء الاستيطاني، بل إنّ الاستيطان في حالة بناء مستمر ولم يتوقف للحظة واحدة خلال العقود الماضية، ولم يكن هناك يوم على الإطلاق أن الاستيطان كان قد وقف لسبب سياسي معين، ولكن ما يحدث على الأرض أنه خلال الأعوام الماضية كان هناك تركيز أكبر على البناء الاستيطاني فيما يسمى بالتجمعات الاستيطانية الكبرى الممتدة على طول الجدار الفاصل وحتى في منطقة القدس على وجه التحديد، وكان هناك تركيز واستراتيجيه أكبر وأوضح لتنفيذ مخططات أوسع للاستيلاء على الأرض وحتى تثبيت الوجود اليهودي في تلك المناطق على وجه التحديد تصديقاً لما يعرف بما يسمى فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض.

ترسيم حدود


– لو تحدثنا إلى أين وصل الجدار العازل، وفي أي مرحلة هو الآن؟
الجدار العازل يصل طوله إلى 771 كم ممتدًّا من الشمال الغربي إلى الوسط إلى الجنوب الغربي من الضفة الغربية، حاليًّا أُنجز ما نسبته 68% من هذا الجدار بشكل كبير، ولكن لا يزال هناك مقاطع بحاجة إلى تخطيط وميزانيات أكثر، ما يحصل في موضوع الجدار أنّ “إسرائيل” مستعدة لإتمام هذه الصفقة ولكنها تريد أنّ تضع الرؤية النهاية لكيف سيكون مسار الجدار، ولكن إذا تم مسار الجدار على ما هو مخطط له اليوم سينتهي الأمر في نهاية الموضوع إلى قضم حوالي 13% من مساحة الضفة الغربية وضمها إلى الجانب “الإسرائيلي” خلف “الخط الأخضر”.

نحن نتحدث عن مساحات زراعية شاسعة، ومصادر مياه كبيرة ستُفقد، وعن مساحات من الغابات ومساحات توسع كبيرة، وبالتالي سيكون هناك فرض ورؤية جديدة لما يسمى بـ”الخط الأخضر”، وهي تريد ترسيم شكل جديد لحدود الضفة الغربية، وسيكون هناك إعادة تعريف لما يسمى بالضفة الغربية، وبالتالي لما سيكون هناك تطابق إذا ما كان هناك شيء اسمه حل الدولتين في نهاية المطاف.

– برأيك ما هي أبرز ملامح الاستيطان في مدينة القدس؟
ما يحصل في القدس على وجه التحديد أن “إسرائيل” بدأت ومنذ أكثر من عقدين من الزمن بخطة تعرف باسم “خطة القدس الكبرى”، والهدف منها تدمير ملامح القدس كما عرفها الجميع جغرافيًّا وديمغرافيًّا.

وهي بالأساس تريد إعادة تعريف حدود القدس كما عرفها الفلسطينيون والعالم، وقد بدأت هذه المرحلة منذ احتلالها القدس في العام 1967؛ عندما أعادت تعريف حدود المدينة مما كانت عليه إلى ما هو عليه الآن.

كانت مساحة القدس المحتلة 6.5 كيلومترات، ولكن عندما احتلت “إسرائيل” هذه المدينة أعادت تعريف حدودها إلى 71 كيلومترًا مربعًا، ومنذ ذلك الوقت بدأت “إسرائيل” بتطبيق خطة ممنهجة لتضييق الخناق على الفلسطينيين ودفعهم للخروج خارج هذه المدينة للوصول إلى انتصار ديمغرافي سكاني في هذه المدينة، وهو مخطط قديم وعلى إثره بنت “إسرائيل” المستوطنات، وغّلفت مدينة القدس بالعديد منها، واليوم يتجاوز عدد المستوطنين 320 ألف مستوطن مقابل 270 ألف فلسطيني يسكنون في مدينة القدس المحتلة حسب التعريف الإسرائيلي، وليس ما نقول عنه.

لاحقًا وبعد الانتفاضة الثانية بدأت “إسرائيل” تطبيق مخطط “القدس الكبرى”، والذي على إثره تريد “إسرائيل” إعادة تعريف حدود المدينة للمرة الثانية على التوالي جغرافيًّا وديمغرافيًّا؛ بمعنى أنّها تريد إعادة رسم حدود المدينة من خلال ضم تجمعات استيطانية ضخمة بداية من جفعات زئيف في شمال غرب القدس إلى معاليه أدوميم شرق القدس وما يسمى غوش عتصيون جنوب غرب القدس، وعلى إثرها سيُضاف حوالي 170 كيلومترًا مربعًا إلى حدود القدس الكبرى، وبالتالي زيادة ما يزيد عن 200 ألف مستوطن يقطنون هذه التجمعات، وسيصبحون على إثر ذلك يعرفون باسم اليهود المقدسيين.

بالمقابل سيدفع الاحتلال تجمعات فلسطينية خارج ما يسمى بحدود مدينة القدس، ونحن نتحدث عما يزيد عن 130 ألف فلسطيني سيفصلون خارج حدود مدينة القدس بحسب التعريف “الإسرائيلي”.. اليوم نسبة الفلسطينيين المقدسيين في مدينة القدس بحسب التعريف الإسرائيلي تقارب 37% من عدد السكان الإجمالي، ولكن إذا ما نُفّذ المخطط “الإسرائيلي” بالشكل الذي هو عليه ستسقط هذه النسبة إلى حوالي 15% من النسبة السكانية الفلسطينية لمدينة القدس.

“إسرائيل” تريد أن ترسل رسالة للمجتمع الدولي أنّ هناك سيطرة “إسرائيلية” مطلقة على الأراضي في القدس، وأنّ غالبية السكان هم من اليهود في هذه المدينة، وبالتالي لا حاجة لأن تكون هناك مفاوضات على هذه المدينة، وعليه هناك عملية منظمة قد بدأت منذ أكثر من عقدين من الزمن لإعادة تعريف القدس حدود القدس جغرافيًّا وديمغرافيًّا لمصلحة الاحتلال.

تشكيل الأرض لصالح الاحتلال


– لو تتحدث لنا بالتفصيل عن أبرز الملامح الاستيطانية للضفة الغربية حاليًّا ومستقبلاً؟
الضفة الغربية مقسمة كما نعلم إلى المناطق المسماة “أ” و”ب” و”ج”، وما بين مناطق “أ” و”ب” التي يسيطر عليها الفلسطينيون بشكل أو بآخر تشكل مع ما تسمى بالمحميات الطبيعية تشكل حوالي 39% من مساحة الضفة الغربية، أما منطقة “ج” فتشكل حوالي 61% وهي تحت سيطرة إسرائيلية مطلقة؛ حيث يوجد هناك كل المستوطنات والقواعد “الإسرائيلية”، وأهم من ذلك كله أنّه توجد أهم المصادر الطبيعية في الضفة الغربية وحتى إنشاء مناطق صناعية وتجارية جديدة، نحن نتحدث عن إعادة تشكيل للأرض بما يتناسب مع مصلحة “إسرائيل”.

وهي تضع الخطط من طرق وبناء لإحكام السيطرة المطلقة على هذا الجزء المتبقي من الضفة الغربية، ول

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

غزة -المركز الفلسطيني للإعلامبينما يحتفل المسلمون في أصقاع المعمورة بعيد الأضحى المبارك، يئن سكان شمال قطاع غزة تحت وطأة المجاعة المستمرة، في حين...

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر إن القتل والدمار الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في...