الجمعة 19/أبريل/2024

بلدة قصرة.. إذ يغطي الدم بطاقات المعايدة

بلدة قصرة.. إذ يغطي الدم بطاقات المعايدة

انشغل أهالي بلدة قصرة جنوب نابلس في اليوم الأول من أيام عيد الأضحى في التقاطر إلى مشفى رفيديا بنابلس، للاطمئنان على جرحاهم الأربعة،  بعد إصابتهم برصاص الاحتلال والمستوطنين، ليتحول مشهد دمائهم إلى صورة مغايرة للدماء التي تسيل بهذه المناسبة.

يقول عبد العظيم وادي رئيس بلدية قصرة السابق لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنه ما يزال على أسرة  العلاج في المشفى بنابلس اثنان من الجرحى يتلقون العلاج، وهما تيسير أيمن وسنيورة عودة، فيما غادر الاثنان إبراهيم وادي وماهر فرحان.

فقدان البهجة

وأوضح أن الجريمة لم تقتصر فقط على انتهاك حرمة العيد وتشويش الفرحة، وإنما في كون الجرحى الأربعة من أربع عائلات مما أفقد العيد بهجته.

وكانت بلدة قصرة عصر أمس الاثنين مسرحا لمواجهات بين أهالي البلدة من جهة وجنود الاحتلال والمستوطنين من جهة ثانية، أدت إلى إصابة أربعة من مواطني البلدة بالرصاص الحي، مما عكر أجواء العيد مع التخوفات على مصير الجرحى.

وحول الحادثة قال وادي لمراسلنا، إن البداية كانت باستفزاز من المستوطنين، وساندهم الجنود في برج المراقبة القريب من مستوطنة (ايش كودش) الواقعة بين البلدة وبلدة جالود، أعقب ذلك وصول تعزيزات من دوريات الاحتلال، مما أدى إلى تفاقم الأحوال ووقوع الإصابات.

ووفقا لبلدية قصرة يبلغ مساحة البلدة حوالي سبعة عشر ألف دونم، صادرت المستوطنات منها حوالي تسعة آلاف دونم جلها من الأراضي الزراعية والمزروعة بالزيتون.

ويحيط بها ثلاث مستوطنات من ثلاثة اتجاهات مختلفة كانت أولها مستوطنة “مجدليم” التي أقيمت عام 1981 على مدخل القرية الرئيسي”، ومستوطنة “ايش كودِش”، التي أقيمت العام 2000 ومستوطنة “يحيى”  المقامة منذ العام 2001.

نشر الموت وتعكير الفرحة

ويقول المرشد الاجتماعي عادل عودة من سكان البلدة لمراسلنا، إن وقوع الحادثة في أيام العيد، وتعرض أربعة مواطنين للإصابة الخطرة بالرصاص، أثار أجواء من الخوف والتوجس على مصيرهم حتى بين الأطفال، مما أفقد العيد بهجته، منوها إلى أن الاستيطان لم يقف عند حد مصادرة الأرض بل انتهك مشاعر وأحاسيس الناس بالعيد.

وتقول الطالبة الجامعية آية أبو ريدة، إن صور الجرحى كانت البطاقات التي تبادلها الأهالي للمصابين خاصة مع الأقارب في الشتات، منذ ساعات ظهر الاثنين، بعد انتشار أنباء الإصابات في البلدة مما زاد من حجم الاتصال بكل برامج التواصل الجديدة، لمعرفة الجديد عن الجرحى والأحداث بدل تبادل التهاني.

ويؤكد الناشط في مواجهة الاستيطان ورصد انتهاكات المستوطنين بشار القريوتي،  أن ما حدث بالأمس رسالة بأن الاستيطان الجاثم على أراضي المنطقة يستهدف الأرض والإنسان والشجر معا، ولا يحترم الأديان والأعياد، بل يسعى لنشر الموت والدمار والخراب والدماء، وتعكير فرحة الكبار والصغار.

ويضيف إن حادثة احتجاز المستوطنين الـ17 في مطلع العام 2014، ما تزال محفورة في أذهان المستوطنين، ويسعون دوما للانتقام من أهالي البلدة، في كل مناسبة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات