الأحد 05/مايو/2024

منزل جابر بالخليل.. البناء ممنوع بأمر الاحتلال

منزل جابر بالخليل.. البناء ممنوع بأمر الاحتلال

على جنبات شرفة منزله الجميل في حارة جابر شرقي الحرم الإبراهيمي يجلس المواطن عارف جابر كعادته يحتسي كوبا من القهوة يرافقه الهدوء متغزلا بأشعة الشمس الذهبية.

ذلك الهدوء الذي لم يدم طويلا بمنزل الإعلامي والحقوقي جابر، بددته اعتداءات الاحتلال والمستوطنين المفاجئة والمتكررة لمنزله، ليعكروا صفو الحياة ويحرموه من احتساء قهوة الصباح، بعد قرار قوات الاحتلال العسكري منعه إكمال بناء بيته الذي لطالما حلم طويلا بتجهيزه وإنهائه على أكمل وجه.

ويواصل جيش الاحتلال منذ ثلاثة أيام، منع المواطن عارف جابر من مدينة الخليل، جنوب القدس المحتلة، من إكمال بناء سقف منزله بعد إصدار أمر عسكري بذلك.

ويقول الحقوقي جابر لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” والحسرة والحزن تملآن قلبه: “تلقيت قرارًا من الإدارة المدنية للاحتلال يحذرني من الاستمرار في بناء الطابق الثاني من منزلي”.

وأوضح جابر أن قوات الاحتلال طلبوا منه وقف البناء للمرة الثانية؛ على اعتبار أن منطقة البناء منطقة عسكرية مغلقة لمدة أربع وعشرين ساعة، مبينا أن الأمر  يفسد عليه بناءه ويخسره الكثير من الأموال.

اعتقال واعتداء!
المواطن جابر والذي يقطن بالقرب من المسجد الإبراهيمي، يعاني من اعتداءات مستوطني مستوطنة “كريات أربع”، موضحا أنهم منعوا قبل أيام العمال من إكمال بناء سقف المنزل، الذي وصل للمراحل الأخيرة، مشيرا إلى أن العمال تعرضوا للضرب وسط حراسة من جيش الاحتلال مع منعهم وصول أي متضامن لمنزله.

وتستمر اعتداءات قوات الاحتلال على منزل المواطن جابر التي لم تتوقف فقط على تعرضه لسيف القرارات العسكرية الظالمة ومنعه من إكمال بناء منزله؛ بل تعدت إلى اعتقال عدد من أفراد أسرته.

واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني خلال مداهمتها واقتحامها المنزل نجلي جابر، وأفرجت عنهما بعد ساعات لتمارس عليه ضعطا كبيرا بعد تسليمه قرار وقف البناء.

حياة بدائية
وتغيرت حياة الحقوقي أبو عماد مع استمرار وتجدد معاناة بناء البيت، بعد منع قوات الاحتلال والمستوطنين له من إدخال مواد البناء عبر سيارات النقل الخاصة بها.

ويوضح أبو عماد لمراسلنا أنه اضطر لنقل مواد البناء عبر عربات النقل البدائية التي تجرها الحمير، ليحول جيش الاحتلال حياته إلى حياة العصور البدائية.

ويضيف: “لقد عانينا كثيرًا، واستمر ذلك أشهرًا حتى وصلت اللقمه إلى الفم فمنعونا إياها.. لقد وصلنا في البناء إلى العقدة أي سقف السطح، وها هم يوقفون العمل، ويحرموننا حلمنا في هذه الحياة”.

ثبات في الأرض

ورغم المعاناة الشديدة التي يعيشها الإعلامي جابر إلا أنه يؤكد لمراسلنا أنه لن يتراجع ولن يستسلم، وسيكمل البناء.

ويقول “لن توقف مسيرتنا الحياتية الأوامر العسكرية ولا إجراءات الاحتلال والمستوطنين مهما كلف ذلك من ثمن.. إنها أرضنا وبيوتنا لن نفرط فيها.. هم يعرقلون ويهدمون، ونحن نبني، والزمن وراءهم طويل”.

تهجير السكان
وتعقيبا على إجراءات الاحتلال بحق المواطنين؛ يؤكد الباحث والناشط الحقوقي فهمي شاهين بأن سلطات الاحتلال تتعمد وخاصة في مناطق C بحسب تقسيم الاحتلال أن تضيق على الفلسطينيين حياتهمk وخاصة على صعيد البناء والزراعة والتجارة.

ويقول شاهين خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “الهدف من إجراءات الاحتلال العمل على تهجير السكان من قلب المدينة التاريخية، ولذلك يضعون العقبات أمام البناء وأمام مشاريع الترميم”.

وأضاف: “نحن عقدنا ورشات عمل، وبحضور حقوقيين أجانب، وأكدنا أن من حق الفلسطينيين قانونيا ودوليا أن يشيدوا المنازل في أراضيهم وأن يرمموا بيوتهم، وهذه حقوق كفلها القانون الدولي واتفاقيات جنيف”، مشيرا إلى أن الاحتلال ليس صاحب حق في الأرض؛ بل هو محتل وينطبق عليه قانون المحتل.

وأوضح شاهين بأن حالة منزل أبو عماد جابر ليست الأولى، مطالبا الجهات السياسية بأن تباشر رفع قضية أبو عماد للمنتديات الحقوقية الدولية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات