الشباب والانتخابات.. حضور يتطلع للتغيير

يبدو الشاب أحمد الحويطي (21 عاماً) متحمساً لخوض أول تجربة انتخابية في حياته بعد أن تخطى السن القانوني الذي يجيز له ممارسه حقه الانتخابي، مبدياً سعادته بما أسماه “العرس الديمقراطي” لاختيار من يمثله في المجالس البلدية.

بينما صديقه محمد عمران فقد كانت له وجهة نظر مختلفة عن صديقه، حيث عد في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ “هذه الانتخابات ستعزز الانقسام الفلسطيني الداخلي لما لها من تأثيرات سياسية غير أنّها انتخابات لمجالس خدماتية”.

حال الشباب كحال الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني بين متفائل بالتغيير من خلال الانتخابات المحلية القادمة، وبين متشائم من أنّها قد تعزز من الانقسام الداخلي.

جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، بيّن في معطيات رسمية نشرها في (11 أغسطس الجاري) أن 30 في المائة من الفلسطينيين من فئة الشباب (15- 29 سنة) من أصل نحو 4.82 مليون نسمة عدد السكان في فلسطين منتصف العام 2016.

 رغبة الشباب

صالح المصري، رئيس اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية ورئيس تحرير وكالة فلسطين اليوم، أكّد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ هناك جهدا شبابيا كبيرا في العملية الانتخابية سواء في القوائم الانتخابية حيث تظهر أسماء الشباب في كثير من القوائم أو من حيث دعم الشباب للقوائم واستخدامهم للتكنولوجيا والإعلام الاجتماعي، وقد ظهر ذلك واضحا رغم أن الحملة الانتخابية لم تبدأ بعد بشكل رسمي.

وتوقع المصري، أن يكون للشباب دور كبير في إنجاح بعض القوائم من خلال النشاط والتفاعل الجماهيري، مبيناً أنّ هناك رغبة كبيرة لدى الشباب بالتغيير نتيجة الواقع السيئ الذي يعيشه سكان قطاع غزة المحاصرون، “الأمر الذي انعكس على مجمل الحياة في غزة من حصار وبطالة وفقر وعدم تشغيل للخرجين من الشباب”، حسب قوله.

زراعة الوعي
“زراعة الوعي لدى المجتمع تبدأ من محورها الأساسي، وهم الشباب للتطلع إلى المستقبل ورسم صورته المستقبلية، ولا يكون ذلك إلا من خلال عملية التداول وبث طاقات جديدة واعدة”، هذا ما قاله الصحفي عبد الرحمن الحسيني، المذيع في إذاعة الأقصى مباشر.

وأكّد الحسيني، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الكثير من الشباب لديهم الرغبة في التطوير والإبداع، ما يساهم بالارتقاء المجتمعي من خلال تحسين الخدمات التي يرتوي منها كل المجتمع، وتضفي بظلالها حياة كريمة.

وأشار إلى أنّ دور الشباب لا يقتصر على التصويت فقط؛ وإنما بقدرته على الضغط باتجاه أن تفرز الاتجاهات السياسية أو المؤسسات الخاصة أفضل ما عندها للتنافس؛ بالإضافة إلى كسر الجمود والإحباط لدى الناس، وذلك بدفعهم للمشاركة في العملية الانتخابية.

الواقع السياسي

بدوره؛ عدّ الصحفي محمد أبو قمر، المحرر في صحيفة الرسالة، أنّه وبرغم أن صوت الشباب قوي ومؤثر، لكنهم جزء من الواقع السياسي المنقسم، ما يؤثر سلبا ولو بنسب متفاوتة على مكانتهم على اعتبار أن جزءا كبيرا منهم لهم انتماءاتهم السياسية.

وأشار أبو قمر، في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّ فئة الشباب الفلسطيني تمثل ما يزيد عن نصف المجتمع، فإنّ مشاركته في الانتخابات تشكل قوة كبيرة، يستطيعون من خلالها حسم خياراتهم في ممثليهم في المجالس البلدية والقروية.

وقال: “أعتقد أن لدى الشباب الفلسطيني وضوح رؤية لما يريدونه من المرشحين، ولديهم القدرة على التمييز بين من يستطيع خدمتهم بعيدا عن الشعارات الرنانة، وبين من يعتمد على أشياء مفرغة تتبدد فور إعلان النتائج”.

وتمنى الصحفي أبو قمر، أن تكون الوجوه الشابة التي شاهدناها في القوائم التي أعلنت ترشحها للانتخابات البلدية، بداية لإعادة الدور الطليعي للشباب، “وأن يديروا دفة المرحلة القادمة بما يخدم طموح الشباب الخريجين والعاطلين عن العمل، بتوفير حياة كريمة لهم تحفظ حقوقهم، وتعيد لهم الثقة بالنفس، بعد سنوات طويلة من الحصار والتضييق”، وفق قوله.